اختتمت البارحة الأولى ندوة "الأدب السعودي والتراث الشعبي الوطني" التي استمرت يومين، ونظمها كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود، بالشراكة مع نادي الرياض الأدبي، حيث أقيمت جلستان، في مقر النادي. وبدأت الجلسة السابعة بورقة بعنوان "توظيف الموروث الشعبي في الشعر السعودي.. أحمد الصالح مسافر أنموذجاً" قدمتها الباحثة آمال يوسف، تناولت موضوع الموروث الشعبي في شعر أحمد الصالح (مسافر) بشيء من التفصيل والبيان، معرّفة بالموروث الشعبي لغة واصطلاحاً، مشيرة إلى سبل تسرب الموروث الشعبي إلى الشعر الفصيح. أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "توظيف النص العامي في الشعر السعودي الفصيح.. شعر علي الدميني أنموذجا"، قدمها الباحث عبدالحميد الحسامي، مقدما دراسة تهدف إلى قراءة ثنائية العامي والفصيح في المتن الشعري الفصيح في المملكة على مستوى النص؛ إذ يدخل النص المكتوب بلغة عامية نسيج النص الفصيح. كما كشف الباحث من خلال دراسته عن العلاقة الجدلية بين هذين المستويين اللغويين وهما العامي والفصيح اللذين يمتزجان في التجربة الشعرية السعودية المعاصرة، وتسعى إلى إدراك جماليات ذلك الامتزاج وما يضفيه من شعرية على النص في سياق الموقف الإبداعي للشاعر، حيث تتخذ الدراسة من نصوص الشاعر علي الدميني عينة لاشتغالها ــ في دواوينه. عقب ذلك قدمت ورقة بعنوان "صدى الحياة الاجتماعية والشعبية في شعر علي آل عمر عسيري"، قدمها الباحث محمود بن إسماعيل عمار، معرفا بالشاعر علي آل عسيري، وتأثير البيئة الجغرافية، والبيئة الاجتماعية، العادات والتقاليد في شعره. إثر ذلك قدم الدكتور ناصر بن سعد الرشيد ورقة بعنوان "توظيف الشعر الشعبي في الشعر السعودي"، متناولا بالبحث والاستقراء التضمين والإشارة والتلميح والاستلهام والرمز والأخبار والقصص والعوالق التراثية التي استوطنت وجدان الشاعر في عدة نماذج أدبية مختارة في الشعر السعودي. واختتمت الجلسة بورقة قدمتها الباحثة هيفاء الجهني بعنوان "الأسطورة الشعبية {عروس البحر} في الشعر السعودي"، (الأسطورة الشعبية في الذاكرة الاجتماعية للشعوب)، مسلطة الضوء على عروس البحر وتأرجحها بين الحقيقة والأسطورة، وأنماط توظيف عروس البحر في الشعر السعودي، مشيرة إلى أن الشعر الحديث ساعد على إعادة الأساطير الشعبية إلى السطح عن طريق توظيف طاقاتها ورموزها في القصيدة، ومن تلك الأساطير ظهرت صورة عروس البحر في الأدب الشعبي. كما أقيمت بعد العشاء الجلسة الثامنة والأخيرة ضمن الندوة، حيث قدمت ورقة بعنوان "الهوية العربية والحراك الثقافي في سوق عكاظ"، قدمتها الباحثة أماني الأنصاري، متناولة بالبحث الهوية العربية الأولى التي أسهمت في تكوين سوق عكاظ، وكيف أصبح مسقط رأس العرب آنذاك، إضافة إلى الهوية المعاصرة التي أسهمت في نهوض ذلك السوق بشكل جدي وإحياء ذلك التراث العميق الأسطوري، وجهود المملكة العربية السعودية في استنهاض هذا التراث العريق. بعدها قدمت الدكتورة لطيفة عايض البقمي ورقة بعنوان "توظيف التراث الشعبي في المسرح السعودي"، مسلطة الضوء على أسباب اتجاه المسرحيين إلى التراث، وكيف تعاملوا معه ودوافعهم والمصادر التي اعتمدوها، ودوره في تأصيل المسرح السعودي، مشيرة إلى بروز ظاهرة توظيف التراث الشعبي شكلا ومضمونا في المسرح السعودي، وندرة الدراسات النقدية التي تناولت ظاهرة توظيف التراث الشعبي في المسرح السعودي. بعدها ألقيت ورقة بعنوان "الملهمة الفاتنة..استلهام السِّيَر الشعبية في الأدب السعودي" قدمها الباحث محمد بن ربيع الغامدي، مقدما تعريفا للسيرة الشعبية وتحديدا لأهميتها، وحصرا للملامح العامة التي تميزها عن غيرها من أشكال السرد، وبيان خصائصها المختلفة وأشكال التعبير التي تدخل في نسيجها كالشعر والأمثال والأساطير والخرافات والسير الشعبية في مسارات تخييل التاريخ، والسير الشعبية العربية، واستلهام السير الشعبية في الأدب السعودي، مستشهدا بنماذج منها.
مشاركة :