أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن الاقتصاد الروسي تأقلم مع أسعار النفط الجديدة التي انخفضت بشكل ملحوظ منذ منتصف العام الماضي. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر بوتين للصحفيين خلال جولته في الشرق الأقصى الروسي "إن تذبذب أسعار الطاقة، التي تعد سلعة تقليدية في الصادرات الروسية، لا يعتمد على روسيا بل هو ناجم عن الأحداث التي تجري في الاقتصاد العالمي ككل والأسواق الآسيوية". ويعتقد بوتين أن هبوط الأسواق الآسيوية كان أمرا متوقعا وليس هناك أي شيء دراماتيكي في ذلك. وكانت الأسهم الصينية قد هبطت الأسبوع الماضي بأكثر من 8 في المائة مثيرة الذعر في الأسواق العالمية، عزاها المختصون إلى تراجع الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي له تأثير كبير في الأسواق، كون الصين أكبر دولة مستهلكة للسلع الأولية. ويرى بوتين أن ما يحدث في الاقتصاد العالمي بما في ذلك قطاع الطاقة هو أمر طبيعي، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي ينبغي أن يتطور من دون أي ضغوطات خارجية أو سياسية.وتشهد أسواق النفط زيادة في معروض الخام، دفعت الأسعار إلى التراجع إلى أكثر من النصف منذ منتصف 2014. وأشار الرئيس بوتين أثناء كلمته في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي للشرق الأقصى المنعقد في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي إلى أن توفير أفضل ظروف العمل للمستثمرين هو أحد أولويات روسيا في الشرق الأقصى، إذ أبلغ المنتدى أن روسيا مهتمة بالاستثمار الأجنبي والمحلي كليهما خصوصا في منطقة أقصى شرق البلاد. ووجه بوتين نداء إلى دول منطقة آسيا-المحيط الهادئ، وقال "إن روسيا ستزيد الجهود لتطوير أقصى شرق روسيا، حيث تخطط لإنفاق 500 مليار روبل حتى عام 2017، بهدف توسيع الخطوط الرئيسية في سيبيريا ومنطقة البايكال". وأشار بوتين إلى أن بلاده ستقدم للمستثمرين أفضل الشروط لتنفيذ الأعمال حتى يمكن لأقصى شرق روسيا أن يتنافس بنجاح من حيث الكفاءة والعائد على رأس المال مع مراكز الأعمال الرئيسية. وأضاف بوتين أن "شركة النفط الروسية "روس نفط" مع شركائها تعتزم في المستقبل القريب استثمار أكثر من 1.3 ترليون روبل (19.56 مليار دولار) في مشاريع في المنطقة"، متوقعا أن يكون لهذه الاستثمارات تأثير مضاعف يقدر بـ 6.6 تريليون روبل، وستخلق نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة. من جهته، اعتبر ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن السعر العادل لبرميل النفط الذي يعد السلعة التصديرية الرئيسية لبلاده يراوح بين 50 و70 دولارا. وقال نوفاك "إن أسواق النفط ستظل متخمة بالمعروض في 2015"، متوقعاً في ذات الوقت ارتفاع الطلب العالمي على الخام 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام. وذكر نوفاك في حزيران (يونيو) أن مراوحة سعر النفط بين 60 و70 دولارا للبرميل مريح للسوق". وأضاف نوفاك أن "شركة جازبروم ستورد إلى مصر مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا على مدى خمسة أعوام". وقال إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت "إن روسيا يمكنها زيادة إنتاجها من النفط الخام ليصل إلى 700 مليون طن سنويا (14 مليون برميل يوميا) وتصدير 300 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين سنويا. وذكر سيتشن أن تكاليف الإنتاج في أكبر الحقول النفطية في روسيا أقل من نظيراتها العالمية.
مشاركة :