رحل عن عالمنا - أمس الجمعة - الفنان المصري الكبير عزت العلايلي، عن عمر ناهز 86 عاماً، إثر أزمة صحية مفاجئة عندما أثرى المكتبة الفنية بما يقرب من 170 عملاً ما بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، وهي أعمال ستظل خالدة في أذهان الجمهور، قدمها على مدار 58 هي مشواره الفني، ونال عنها لقب فارس الدراما.. وأقيمت على الراحل صلاة الجنازة أمس بجامع المروة بجوار مستشفى دريم لاند بمنطقة السادس من أكتوبر، حيث جرى دفن جثمانه بمقابر الأسرة في منطقة السادس من أكتوبر. ونعى الفنانون الراحل بكلمات عبرت عن الفنان الذي له الأعمال المميزة والعديد من المواقف الوطنية التي تعد نموذجاً للإخلاص للوطن والفن، فأحبه واحترمه الجمهور. بداية المشوار ولد عزت حسن العلايلي حسن في القاهرة في 15 سبتمبر عام 1934، لأب يعمل محاسباً، بينما كانت والدته ربة منزل، ولديه خمس شقيقات، وفي طفولته كان يقوم ببناء مسرح بداخل الشقة، بعد خروج والديه ويسمح للجيران بمشاهدة ما يقوم به من عروض ومونولوغات مقابل «قرش». التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وفي عام 1950 قرأ عزت العلايلي إعلاناً،، وتعرف على كبار المفكرين والمثقفين في هذا الوقت، وبعدها ركز على دراسته حتى تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1960. أول فرصة بعد تخرجه مباشرة عمل معداً لبرامج تلفزيونية بسبب التزاماته الأسرية، ولكن حلم التمثيل لم يفارق خياله إلى أن حصل على أول فرصة بالظهور في مشاهد قليلة ضمن فيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، والذي قدمه فريد الأطرش، ولبني عبد العزيز، وبعدها بعام شارك في فيلم «القاهرة»، وهو إنتاج مصري - بريطاني مشترك، و«الجاسوس»، و«الرجل المجهول»، و«السيد البلطي»، و«معسكر البنات»، و«قنديل أم هاشم»، و«3 وجوه للحب»، ومسلسل «أبداً لن أموت». الانطلاق نحو النجومية في عام 1970 كانت الانطلاقة نحو النجومية، بعد أن شارك بشخصية «عبد الهادي» في فيلم «الأرض» أمام محمود المليجي ويحيى شاهين، وفي هذه المفترة شارك في فيلم «شلة الأنس»، و«خائفة من شيء ما»، وفيلم «عيب يا لولو عيب»، و«سأكتب اسمك على الرمال»، و«زائر الفجر» و«الناس والنيل»، ومسرحية «أولادنا في لندن»، وفيلم «الأبرياء»، والفيلم الجزائري «طاحونة السيد فابر»، و«لا تتركني وحدي»، و«على من نطلق الرصاص»، و«السقا مات»، و«شلة الأنس» ومسلسل «وآه يا زمن»، و«اللص والكلاب». الاختيار كما شارك في «الاختيار» أمام سعاد حسني، الذي يعتبر أحد أهم الأفلام التي لعب فيها دور البطولة، واختير الفيلم ضمن عشرة أفلام شارك في بطولتها عزت العلايلي ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ووقف أمام شادية في «ذات الوجهين»، وحصل على البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم «لا عزاء للسيدات». في الثمانينيات استمر وهج أيضاً، وظل القاسم المشترك للعديد من الأعمال الناجحة، منها «الأقوياء»، و«اللعبة القذرة»، و«أهل القمة»، و«وقيدت ضد مجهول»، و«القادسية»، و«المجهول»، و«الإنس والجن»، و«الطاغية»، و«البنديرة»، و«دقة زار»، و«التوت والنبوت»، و«المطاردة الأخيرة»، و«الورثة»، و«لا تدمرني معك»، و«قفص الحريم»، و«عذراء وثلاثة رجال»، و«قفص الحريم»، و«الصبر في الملاحات»، و«بئر الخيانة»، و«غابة الرجال». مسلسلات وفي الدراما التلفزيونية لقب بفارس الدراما، حيث قدم مسلسلات «الباقي من الزمن ساعة»، و«اللقاء الأخير» و«وقال البحر»، و«بوابة المتولي» والمسلسل الإذاعي «شذى الأندلس»، ومسلسل «الإمام الطبري». وفي التسعينيات ظل يشارك في أعمال منها فيلم «انفجار»، و«الحب أيضاً يموت»، و«بلاغ للرأي العام»، و«إعدام قاضي»، و«ليلة عسل»، وتألق بشخصيته التي قدمها في فيلم «المواطن مصري»، الذي تقاسم بطولته أمام عمر الشريف، وشارك أيضاً في «البريء والجلاد»، و«دسوقي أفندي في المصيف»، و«الطريق إلى إيلات»، و«كلاب المدينة» ومسلسل «رياح الخوف»، و«أيام الغضب»، و«شيء في صدري»، و«الشارع الجديد»، و«أحلام مؤجلة» ومسرحية «وداعاً يا بكوات». مع بداية الألفية الثالثة، وظهور موجة جديدة من السينما والأعمال الدرامية، قرر العلايلي المشاركة في أعمال قليلة وأخذ أكبر قدر من الراحة، فشارك في أفلام مثل «لا تقتلوا الحب»، و«غرانيتا» ومسلسلات «حرس سلاح»، و«المهنة طبيب»، و«لقاء السحاب»، و«عيب يا دكتور»، و«أمانة يا ليل»، و«شاطئ الخريف»، و«الحسن البصري»، و«المنصورية» وعام 2010 شارك في مسلسل «الجماعة»، والذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وبعدها في عام 2017 قدم مسلسل «قصر العشاق»، وشارك عام 2018 في فيلم «تراب الماس» في عودة له للسينما بعد غياب ليكمل 58 عاماً في مشوار فني ممتد بدأه من عام 1962 وحتى رحيله. تزوج عزت العلايلي من سناء الحديدي وعاشا حياةً مستقرةً معاً حتى توفيت عام 2017 وله ولد الطبيب محمود العلايلي، والذي له تجربة تمثيلية يتيمة في مسلسل «حكايات ومنعيشها» في عام 2010، وابنة تدعى رحاب العلايلي. تكريمات وجوائز خلال مشواره الفني نال العديد من التكريمات، حيث عرض في حفل تكريمه من المسرح القومي فيلم عن سيرته الذاتية من إنتاج المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وقام المعهد الدولي العالي للإعلام بإطلاق كتاب «عزت العلايلي فنان الأرض المصرية» في دورته الثالثة، وحصل على درع تكريمية من مهرجان ART وحصل أيضاً على تكريم من مهرجان وهران للفيلم العربي، وكُرّم أيضاً من مهرجان أوسكار السينما العربية، وجائزة مهرجان دبي السينمائي وتكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة نوفمبر الماضي.
مشاركة :