أحبت شارليت ديزيريه الرياضيات والعلوم عندما كانت طالبة في ساحل العاج، لكنها لم تتخيل أنها ستستخدم ذكاءها في حل مشاكل تطوير تقنية التعرف على الوجه لتحديد الوجوه الأفريقية والتحقق منها. تأمل شركتها، بايسي غروب، أن يتم استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء القارة لمساعدة الجامعات على التحقق من الطلاب عند تقديم الخدمات المالية لهم، ومساعدة البنوك على تسجيل زبائن جدد، والمؤسسات الأمنية لمكافحة الجريمة. وقالت ديزيريه، البالغة من العمر 27 عاما، إنه سيكون هناك شك أقل في التكنولوجيا التي أنشأها “الأفارقة للأفارقة”، خاصة نظرا إلى المخاوف من أن الأنظمة المصممة غربيا تبدو أكثر عرضة للأخطاء عند تحديد الوجوه غير البيضاء. وقالت مهندسة البرمجيات إن هذه النقطة “تمنحنا الثقة والمصداقية”. وأضافت في مكالمة فيديو “حان الوقت ليبدأ مهندسون أفارقة شبان العمل لإيجاد حلول لتحدياتنا المحلية”. وتستخدم المجموعة واجهة لبرمجة التطبيقات إلى جانب تقنية التعرف على الوجه المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتساعد هذه التقنية الشركات عبر الإنترنت أو المؤسسات المالية على التحقق من هويات زبائنها عن بُعد، مما يسمح للمستخدمين بإثبات هويتهم دون السفر لمسافات طويلة. التكنولوجيا يمكن أن تكون جميلة وذات تأثير كبير عند استخدامها للخير من الزراعة إلى التمويل والتعليم فليست هناك حدود وأطلقت الشركة مؤخرا ذراعا استشارية لتقديم المشورة للشركات الأفريقية حول التكنولوجيا وكيف تسهل عليهم التحقق من المستخدمين الجدد، مثل الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية. ولكن، وعلى الرغم من قدرات التكنولوجيا الهائلة، أقرت ديزيريه بالمخاطر المحتملة، وقالت “من المهم أن تكون مسؤولا وأخلاقيا مع الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب حددنا سياسات بين الشركات والمستخدمين ونعمل على التأكد من أن المستخدم يدرك كيفية استخدام الشركة للبيانات”. وبينما يتم استخدام تقنية التعرف على الوجه بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم لمعالجة الأمراض أو منع السرقة الإلكترونية، تقول مجموعات الحقوق الرقمية إنها تنطوي على خطر إساءة استخدامها لانتهاك الخصوصية وقد تمارس التمييز ضد المستخدمين كاستهداف المتظاهرين في الهند وتحديد الأميركيين السود كمجرمين. لذلك، يحذر النشطاء من أن التكنولوجيا يمكن أن تكون خطيرة. ومؤخرا، أطلقت 100 شركة وحكومة ومنظمة غير ربحية تحالف العمل العالمي للذكاء الاصطناعي، وهي مبادرة لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر أخلاقية وشفافية. وسيحدد التحالف أفضل الأدوات والممارسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وأخلاقي، وهو قطاع من المتوقع أن يساهم بأكثر من 14 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2035. وقالت ديزيريه “هذا ما نريد أن نشارك فيه”، مضيفة أن الافتقار إلى قوانين قوية للحقوق الرقمية عبر أفريقيا يعني أن سياسات الشركة القوية ضرورية لمنع إساءة استخدام البيانات. لكنها قالت إن التكنولوجيا يمكن أن تكون “جميلة وذات تأثير كبير” عند استخدامها للخير “من الزراعة إلى التمويل إلى التعليم، ليس هناك حدود. يمكننا الابتكار وحل المشاكل باستخدام التكنولوجيا”. وتستقطب بايسي غروب بالفعل الكثير من الاهتمام. وفازت ديزيريه بجائزة أفريقيا للابتكار الهندسي لعام 2020 من الأكاديمية الملكية للهندسة في سبتمبر 2019، وهي أول امرأة تفوز بالجائزة. وتطمح لتشجيع الفتيات على اتباع مسارها من أجل مستقبل أفضل.
مشاركة :