المعارضة ترفض طرح روسيا إجراء انتخابات نيابية مبكرة وتتمسكّ بـ«وثيقة جنيف»

  • 9/5/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يجد «الائتلاف الوطني السوري» أنّ ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجهة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في سوريا طرح منطقي. وأوضح الدكتور نجيب الغضبان، سفير «الائتلاف» في الولايات المتحدة الأميركية، أن بين الأسباب الكثيرة «أنّ أكثر من نصف الشعب السوري بات نازحًا في الداخل أو لاجئًا في دول العالم، وأنّ النظام السوري لم يعد يسيطر على أكثر من سدس البلد». وهذا الرأي تؤكّد عليه أيضًا المعارضة العسكرية، مع أنها رأت فيه تراجعًا في موقف النظام السوري سياسيًا وعسكريًا بعدما كان يرفض اقتسام السلطة بأي شكل من الأشكال، بحسب رامي الدالاتي، رئيس المكتب السياسي في «جيش التوحيد». الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أعلن يوم أمس أن رئيس النظام السوري بشار الأسد «مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة»، ودعا إلى إنشاء «ائتلاف دولي للتصدي للتطرف»، مشيرًا إلى أنه تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما حول هذه المبادرة. من جهته، قال الدالاتي في حديث لـ«الشرق الأوسط» «أن هذا الموقف الذي أتى على لسان الرئيس الروسي يحمل في طياته دلالات عدّة، أهمها، ثبات المعارضة وضعف موقف النظام الذي يبدو واضحًا أنه يخضع لضغوط سياسية من روسيا وعسكرية من إيران»، ثم تساءل: «أين هو النظام اليوم بعدما باتت روسيا تتكلّم باسمه سياسيًا وإيران تتفاوض عنه عسكريًا في الزبداني وغيرها؟. وأضاف: «لكن رغم ذلك لن نقبل بالتغيير إلا وفق ما نص عليه مؤتمر جنيف بعملية انتقال سياسية للسلطة لا يكون للأسد دور فيها»، متابعًا: «أنّ هذا التراجع قد يتبعه تراجعا آخر في المرحلة المقبلة». أما الغضبان، الذي حاورته «الشرق الأوسط» أيضًا فقال: «إنّ المعارضة تنظر بإيجابية لأي حلّ سياسي من شأنه أن ينهي معاناة الشعب السوري... ولكن ليس أي حل»، متسائلاً: «كيف يمكن أن تحصل انتخابات في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية على وقع القصف المستمر والبراميل المتفجرة التي تستهدف المدنيين؟» وشدّد الغضبان على أنّ «وثيقة جنيف تبقى لغاية الآن هي الحلّ الأفضل لتشكيل هيئة حكم تشرف على المرحلة الانتقالية»، مذكرا بما سبق للائتلاف أن أعلنه عن أنه «قد يكون الأسد جزءًا من المفاوضات التي تؤدي إلى هذا الحلّ، لكنه لن يكون له أي دور في المرحلة التالية». ثم أشار الغضبان إلى ما بات يعرف بـ«خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فقال موضحًا: «الخطة الأولى التي اطلع عليها الائتلاف كان قد وضع ملاحظاته بشأنها وقدمها إلى دي ميستورا، لكن الخطة الثانية المسرّبة يبدو أنّها تتضمّن بنودا مقبولة وقد تؤسس لحل ما» وفق ما قال. كذلك قال الغضبان «أنّ الخطة المسرّبة التي يبدو أنها صحيحة تتضمن بندا ينص على حلّ الأجهزة الأمنية، وآخر يؤكد على ضرورة أن تستثنى المرحلة الانتقالية من 120 شخصية لارتكابهم جرائم حرب... هذا معيار مهم لاختيار الشخصيات السورية التي سيكون لها دور في مستقبل سوريا ومن الطبيعي إبعاد الأسد الذي يعتبر رأس الحربة في هذه الجرائم». يذكر أن بوتين طرح مقترحه على هامش «المنتدى الاقتصادي الشرقي» في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي يوم أمس، ومما قاله إن «إجراء تغييرات سياسية أمر ضروري ونقوم بعمل مع شركائنا في سوريا نفسها». ثم أردف أن «الجميع متفقون على أنه بموازاة الجهود التي يجب علينا القيام بها معا لمكافحة الإرهاب.. ويجب تشجيع العملية السياسية في سوريا. نحن نعمل مع شركائنا في سوريا. وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الإرهاب يجب أن يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سوريا نفسها». وتابع بوتين أن «الرئيس السوري شخصيا موافق على ذلك وموافق على تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة مع فكرة التحدث مع المعارضة التي توصف بالمسموح بها مع فكرة جذبهم إلى هذه العملية». هذا ولم يتحدث الأسد علنا من قبل عن تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. وكانت آخر انتخابات جرت في السابع من مايو (أيار) 2012 بعد تأجيلها لعام واحد بسبب بدء الحركة الاحتجاجية في 2011. وقاطعت المعارضة هذا الاقتراع ووصفته بـ«المهزلة». ومن جانب آخر، تعتبر تصريحات بوتين أوضح تصريحات منذ أسابيع عن الطريقة التي قد تجدها موسكو مقبولة للتعامل مع الأسد. وفي هذا السياق نقل الرئيس الروسي «أنّ الرئيس السوري يتفق مع هذا الطرح وصولاً إلى إجراء انتخابات مبكرة، لنقل إنها برلمانية، وإجراء اتصالات مع ما يسمى المعارضة الصحية، وإشراكهم في الحكومة». ولفت إلى أن رؤساء هيئات أركان القوات المسلحة للدول القريبة من الصراع قاموا بزيارة موسكو أخيرًا لمناقشة هذا الأمر. كذلك قال بوتين أمام الصحافيين أنه يجري أيضا محادثات بشأن مثل هذا التحالف مع زعماء تركيا والمملكة العربية السعودية والأردن وآخرين. الواضح أن موسكو تريد الآن أن يقوم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة وينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش، أن ينسق عملياته مع الجيشين النظاميين السوري والعراقي ومع جماعات المعارضة السورية «المعتدلة» على الأرض، وأيضا مع الميليشيات الكردية. غير أن المعارضة السورية ترفض التعاون مع نظام دمشق خوفًا من أن يضفي ذلك شرعية عليه، وهي التي تصر على أنه جزء من المشكلة لا الحل وعليه الرحيل.

مشاركة :