أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم (الجمعة) أن مشكلة تشكيل الحكومة في لبنان "داخلية" وإنجازها مرتبط باتفاق الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري. وقال قاسم لإذاعة (النور) التابعة لحزب الله "إن المشكلة الأساسية في عملية تشكيل الحكومة، هي داخلية، وأن التأثير الخارجي يبدو الآن محدودا". وأوضح أنه "إذا اتفق الرئيسان ميشال عون، وسعد الحريري تنجز الحكومة". وأكد "أن حزب الله لم يضع أسقف تمنع عملية التأليف، وهو يقبل بما يقبل به الرئيسان"، مؤكدا أن حزب الله لم يكن عقبة. وأردف قائلا "إن حزب الله يعمل لتشكيل الحكومة ويريدها"، نافيا "أن يكون لإيران أو غيرها علاقة بموقف الحزب من تأليف الحكومة". ووصف من يربطون عرقلة عملية تأليف الحكومة بالاتفاق النووي الإيراني بـ"الجوقة الكاذبة"، مشيرا إلى أن "هدف هؤلاء تشويه سمعة حزب الله وإزاحة المسؤولية عنهم وعن جماعاتهم وعن تقصيرهم". وشدد قاسم على أن حزب الله مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وأنه مع تسهيل إنجاز التأليف. وكلف الرئيس اللبناني في 22 أكتوبر الماضي سعد الحريري، بتأليف الحكومة، لكن التشكيل مازال متعثرا بسبب الخلافات بين الرئيسين حول عدد الحقائب الوزارية وكيفية توزيعها والتمثيل المسيحي في الحكومة. وتحدث قاسم عن إشارات لعودة المبادرة الفرنسية لتأليف الحكومة، إلا "أن معالمها لم تتضح بعد"، ودعا الفرنسيين إلى العمل "بطريقة توفيقية وليست منحازة، موضحا أن"الاتصالات بين الفرنسيين وحزب الله لم تنقطع يوما، وهي مستمرة". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جدد نهاية يناير الماضي طرح المبادرة الفرنسية لحل الأزمة الحكومية في لبنان، والتي كان قد أعلن عنها خلال زيارة إلى لبنان في مطلع سبتمبر الماضي بعد اجتماعه مع رؤساء الكتل البرلمانية اللبنانية. وتقوم المبادرة على تشكيل حكومة مستقلين غير حزبيين لتقوم بتنفيذ إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية ملحة خلال 3 أشهر تمهيدا للحصول على دعم المجتمع الدولي. وقد فشلت القوى السياسية اللبنانية حتى الآن في تنفيذ تعهداتها وفق خارطة الطريق الفرنسية. من ناحية أخرى، أكد الشيخ قاسم أنه "لا علاقة للتفاوض بين واشنطن وطهران بلبنان لا من قريب ولا من بعيد". وقال "إن إيران عبر تاريخها لم تقبل أن يطرح موضوع حزب الله أو أي دولة حليفة لها على طاولة المفاوضات معها". وتوقع أن "تكون الأمور أهدأ مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن"، مستبعدا "حصول حلول سريعة للقضايا المعلقة". وبشأن استهداف حزب الله للمسيرات الإسرائيلية، قال قاسم إن "هذا الاستهداف يأتي ضمن سياق معادلة واضحة وهي جزء من الردع مع العدو الإسرائيلي". وخلال الأسبوع الماضي أقرت إسرائيل بسقوط ثلاث طائرات عسكرية بدون طيار تتبع للجيش الإسرائيلي في أحداث منفصلة، منها اثنتان في قطاع غزة وواحدة في لبنان. ومنذ أغسطس الماضي، تشهد الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان توترا بعد مقتل أحد عناصر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في غارة جوية بسوريا.