واشنطن - قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية على أنها منظمة إرهابية ردا على الأزمة الإنسانية في اليمن لتلغي بذلك قرارا اتخذته إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس جو بايدن. وقال مسؤول "بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيفي الحوثيين على أنها منظمة إرهابية أجنبية وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية". وأضاف أن "تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة ،والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم". وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم حيث يواجه 80 في المئة من سكانه عوزا. وكان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو قد أدرج جماعة الحوثي في القائمة السوداء في 19 يناير كانون الثاني - قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه - على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة من أنها ستدفع الملايين في اليمن إلى مجاعة واسعة النطاق. وشدد المسؤول على أن هذا الإجراء "لا علاقة له" برأي الولايات المتحدة في الحوثيين و "سلوكهم المشين" وكرر التزام واشنطن بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد المزيد من مثل هذه الهجمات. واستثنت إدارة ترامب جماعات الإغاثة والأمم المتحدة والصليب الأحمر وتصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية من تصنيفها ، لكن مسؤولي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة قالوا إن هذه الاستثناءات غير كافية ودعوا إلى إلغاء هذا القرار ويأتي قرار الإلغاء بالتزامن مع قرار ادارة بايدن التوقف عن تقديم الدعم للتحالف العربي في مواجهة انتهاكات الحوثيين. ويصر الحوثييون على مواقفهم في تصعيد انتهاكاتهم في اليمن عبر التصل من تعهداتهم حيث اتهم مسؤول بالحكومة اليمنية، الجمعة، جماعة "الحوثي" بالعمل على "إفشال" المشاورات حول الأسرى الجارية بالأردن، ردا على اتهامات مشابهة وجهتها الجماعة لهم في وقت سابق. جاء ذلك في تغريدات لعضو فريق الحكومة الخاص بالتفاوض حول ملف الأسرى، ماجد فضائل. وأوضح فضائل "حريصون على إخراج كافة الأسرى والمختطفين تحت مبدأ الكل مقابل الكل، وقبلنا بالإفراج المرحلي بناء على ذلك". وأضاف "طالبنا منذ شهرين بعقد هذه الجولة، لكن المليشيات الإرهابية (في إشارة للحوثيين) رفضت باستمرار، وكان للتصنيف الأميركي لهم (منظمة إرهابية) الأثر والفضل في الضغط عليهم وقبولهم المشاركة بهذه الجولة". وتابع "بعد أن أحست هذه المليشيات بأن هناك مراجعة لقرار تصنيفهم إرهابيين (من قبل واشنطن) تغير سلوك فريقهم في الأردن، ويعملون بكل الطرق والسبل من أجل إفشال هذه الجولة".وأردف "تغريداتهم اليوم (الحوثيون) دليل واضح على أنهم سيفشلون هذا الاجتماع؛ لأنهم شعروا أن موضوع التصنيف غير جاد". ولفت المسؤول اليمني إلى أن "جماعة الحوثي ترفض إخراج الصحفيين المتبقين في معتقلاتها، أو حتى مبادلتهم بأسرى أسروا في جبهات القتال، مع رفض إخراج المختطفين المدنيين بأي شكل كان رغم قبول الحكومة النسبة والتناسب بين المختطفين المدنيين وأسرى الجبهات". ومضى قائلا "من أجل المضي قدما، التزم الفريق الحكومي بتقديم الكشوفات بأسرى الحوثي بأعداد كبيرة، ولكنهم لم يقبلوا إلا القليل، لأنهم يريدون نوعية محددة، أغلبهم لم يعد لهم وجود، ولا نعلم عنهم شيئ.. يطالبون بهم من أجل تعقيد المشهد لا غير ولعرقلة أي تقدم ممكن". وفي 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت مفاوضات جديدة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي حول تبادل الأسرى والمحتجزين بينهما، في العاصمة الأردنية عمان، بعد إطلاق سراح 1065 أسيراً ومعتقلاً في أكتوبر / تشرين الأول الماضي. وفي مشاورات عقدت بالسويد في 2018، قدم الطرفان كشوفات أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف. وحاليا، لا يوجد إحصاء دقيق بعدد أسرى الطرفين، لا سيما أن آخرين وقعوا في الأسر بعد هذا التاريخ. وسبق أن نجحت عدة صفقات تبادل أسرى بين الحكومة والحوثيين، بوساطات محلية بعيدا عن جهود الأمم المتحدة. ويشهد اليمن، منذ نحو 7 سنوات، حربا بين القوات الحكومية، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
مشاركة :