حسم الرئيس الامريكى جو بايدن الجدل حول حصول الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب على التقارير الاستخبارية الموجزة التى عادة ما يتم إرسالها لرؤساء الولايات المتحدة السابقين للابقاء على مستوى اطلاعهم محدثا على الخطوط العريضة لقضايا الأمن الأمريكي والعالمي بحكم كونهم من الشخصيات العالمية ولادوارهم الدولية التى يقومون بها حتى بعد ترك مناصبهم . ففى مقابلة اجرتها معه شبكة سى بى اس نيوز الامريكية مساء امس / الجمعة / قال بايدن إنه لا يجب أن تصل تقارير " الايجاز الاستخبارى " الى سلفه دونالد ترامب واصفا سلوكه وتصرفاته "بالغريبة والمستهترة" ومحذرا من امكانية قيام ترامب بافشاء محتوى تلك التقارير اذا اطلع عليها.وقالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم إن تعليق الرئيس بايدن على هذا الأمر وأن لم يرق إلى مرتبة قرارا رسميا بحرمان ترامب من "الايجاز الاستخبارى" وعدم إرساله اليه كباقى رؤساء الولايات المتحدة السابقين، فإنه كان بمثابة اقرار وبيان من بايدن بأن ترامب كان فى حد ذاته يشكل تهديدا امنيا للولايات المتحدة الامريكية. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بايدن هو الشخص الوحيد القادر بقرار منه منع وصول تقارير الايجاز الاستخباري لاى شخص لا يراه بايدن اهلا لذلك، واعتبرت ان اقدام بايدن على اتخاذ قرار رسمى بحرمان ترامب من تقارير الايجاز الاستخبارى الدورية سيشكل سابقة هى الاولى من نوعها فى تاريخ رؤساء الولايات المتحدة السابقين. وكانت نورا اودنيل مقدمة برنامج /اخبار المساء/ على شبكة سى بى اس نيوز الامريكية بسؤالها للرئيس الامريكى الجديد جو بايدن عن "الايجاز الاستخبارى" وإرساله من عدمه الى ترامب قد عكست قلقا فى الأوساط الرسمية الامريكية تتهم ترامب ومسؤولين آخرين فى إدارته السابقة بانهم يشكلون خطرا على الأمن القومى الأمريكى لاحتمالية قيامهم بإفشاء اسرار امريكية خطيرة ، وعندما سالت مقدمة البرنامج الرئيس بايدن عما اذا كان ترامب سيتلقى تقارير الاجاز الاستخبارى كان رد الرئيس بايدن مباشرا وقاطعا اذ قال "لا اعتقد ذلك" واضاف "لا اريد البوح بالخطر الذى يمكن ان يترتب على استمرار تلقى هذا الرجل لتقارير الايجاز الاستخبارى .. فما حاجته الى هذا النوع من التقارير وما الضرر الذى سيحدث اذا لم تصل اليه..". وفى يوم الاثنين الماضى وخلال مؤتمرها الصحفى اليومى قالت جين باسكاى مسؤولة الصحافة فى البيت الابيض ردا على سؤال بشأن تلقى ترامب لتقارير الايجاز الاستخبارى اسوة برؤساء الولايات المتحدة السابقين "هذا الأمر هو الآن قيد المراجعة .. وعلى ضوء تقديرات خبراء الطاقم الأمنى للرئيس الامريكى سيتم اتخاذ القرار المناسب". وبالأمس – الجمعة – لم يصدر عن البيت الابيض اية توضيحات رسمية بشأن ما صرح به بايدن لشبة سى بى اس وعما اذا كان توجها رسميا للادارة الامريكية ام انه يعبر عن رأى شخصى للرئيس الامريكى الجديد تجاه سلفه ترامب الذى ينتظر هذا الاسبوع بدء اجراءات فى الكونجرس لمحاكمته بتهمة الخيانة والتحريض على قلب النظام الدستورى فى الولايات المتحدة وحث انصاره على اقتحام مقر الكونجرس / الكابيتول / فى السادس من يناير الماضى. وقالت الوشنطن بوست إنه قد سبق لترامب الكشف عن اسرار استخبارية خلال رئاسته للولايات المتحدة فى مناكفاته مع دول العالم الخارجى مما اكسب الولايات المتحدة عداوات البعض وكشف اسرارا عملياتية ما كان يجب أن تكشف عنها فى حينه. و ذكرت الواشنطن بوست بتقرير لها فى مايو 2017 اتهمت فيه ترامب بالكشف عن اسرار استخبارية خلال استقباله لوزير خارجية روسيا فى البيت الابيض وهو ما ترتب عليه تعريض عملاء ومصادر معلومات الاستخبارات الامريكية فى روسيا لخطر الانكشاف. وكانت دورية انتلجنس اونلاين الأمريكية المتخصصة فى الشأن الاستخبارى قد كشفت فى تقرير لها فى الرابع من الشهر الجارى ان الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه يقومون بعملية "مراجعة" بشأن إمكانية حرمان سلفه دونالد ترامب، من تلقي تقارير استخباراتية موجزة تضم معلومات سرية. وقالت الدورية الامريكية إن الحكمة من وراء منح الرؤساء الأميركيين السابقين حق الوصول تكمن فى أن تلك المعلومات السرية حتى بعد مغادرة منصبهم، تتمثل في أنهم عادة ما يحتفظون بحضورهم الدبلوماسي المميز مع تمتعهم بتأثير في أرجاء العالم. ينخرط كثيرون منهم في لقاءات دورية منتظمة مع شخصيات بارزة أجنبية تتضمن نقاشات تتعلق بشؤون الولايات المتحدة. لذا فإن الملخصات الاستخباراتية تكون مفيدة إذ تتيح لهم الحديث بفعالية في أمور متنوعة تتعلق بالسياسة الداخلية والدولية. و كان عدد من المسؤولين الاستخباراتيين البارزين السابقين دعموا بقوة حرمان ترامب من الوصول إلى الملخصات الاستخباراتية السرية، ومن بينهم مدير "مكتب التحقيقات الفيدرالية" السابق، جيمس كومي، إضافة إلى النائب الأول لمدير الاستخبارات الوطنية، سوزان إم. جوردون، التي كانت تزود ترامب بملخصات استخباراتية على مدار عامين و التى رأت فى مقال نشرته الشهر الماضي في صحيفة "واشنطن بوست"، أن ارتباطات ترامب الخارجية وصحبته المقربة مع ما وصفته بـ"كيانات أجنبية"، تجعله يمثل "خطرًا محتملًا على الأمن القومي الامريكى".
مشاركة :