بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول أقر حزب "التيار الوطني الحر"، الذي أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت، إن تفاهمه مع "حزب الله"، "لم ينجح في مشروع بناء الدولة"، بعد مرور 15 عاما على توقيعه. جاء ذلك في بيان صدر عن المجلس السياسي في التيار (20 مقعدا برلمانيا من إجمالي 128) عقب اجتماع دوري، ويعكس حجم الخلافات المتزايدة مع حليفه الأبرز "حزب الله" (12 مقعدا). وفي 6 فبراير/شباط 2006، وقع أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر (آنذاك) الرئيس الحالي عون تفاهما في كنيسة مار مخايل ببيروت، للعمل معا في معالجة قضايا هامة أبرزها "بناء الدولة". وقال بيان "التيار الوطني"، الذي يرأسه حاليا جبران باسيل صهر عون، إنه يرى في ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" مع حزب الله "مناسبة للتمعن في هذا التفاهم". وأضاف: "التفاهم جنّب لبنان شرور الفتنة والانقسام وحماه من اعتداءات الخارج، فردع إسرائيل وصدّ الإرهاب، إلا أنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون". وتتألف وثيقة التفاهم من 10 بنود، أبرزها "قانون الانتخاب"، و"العلاقات اللبنانية السورية"، و"حماية لبنان"، وبند آخر بعنوان "بناء الدولة" ينص على اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، وقضاء عادل ومستقل، ومعالجة الفساد من جذوره. واعتبر "التيار الوطني"، في بيانه، أن "تطوير هذا التفاهم باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة". ويعكس هذا الموقف المستوى غير المسبوق في تأرجح العلاقة بين الحليفين على خلفية تصاعد الأزمة الاقتصادية والسياسية وتفشي الفساد في البلاد، ورافق ذلك احتجاجات شعبية اندلعت في 17 تشرين الأول 2019 وأدت بعد 12 يوما إلى إسقاط حكومة سعد الحريري التي كان "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" من أبرز أركانها. من جانبه، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تمثل "حزب الله" في البرلمان، النائب علي فياض: "هذا التفاهم صامد ومستمر". وأضاف فياض، حسب ما نقلت عنه اذاعة "النور" المحلية (خاصة)، أن "التعقيدات الحادة التي عصفت على الساحة اللبنانية سياسيا واقتصاديا واضطراب البيئة الاقليمية على مدى السنوات الماضية وتأثيراتها السلبية على لبنان أضعفت من التأثيرات الإيجابية لهكذا تصور داخلي لبناني (التفاهم)". ورأى فياض أن "التحدي الاكبر أمام طرفي الاتفاق كان بناء دولة المؤسسات والقانون ومكافحة الفساد"، معتبرا أن تلك "عناوين أساسية في ورقة التفاهم". وجراء خلافات بين القوى السياسية؛ لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، راح ضحيته أكثر من 200 شخص، وسط أزمة اقتصادية صعبة تعيشها البلاد حاليا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :