أحمد تيمور.. يرصد الحب والجمال عند العرب

  • 2/7/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم السبت، بذكرى ميلاد الكاتب أحمد تيمور، الذي يعد أبرز أعلام النهضة العربية، في اللغة، والأدب، والتاريخ، وأحد أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجلس الأعلى لدار الكتب، وقد تتلمذ على يد الإمام محمد عبده وآمن بفكره، له العديد من المؤلفات في مجال اللغة، والأدب، والتاريخ، والفن، والعلوم الاجتماعية."الحب والجمال عند العرب"أحد روائع "تيمور" الأدبية، التي صدرت عن دار الكاتب العربي في 1982، ويشتمل هذا المنجز الأدبي على عشرة أبواب، أولها في صفات الحب وأغراضه، وماهيته، ومعنى الحب والمحبوب، وعشق الشرف، والجمال وأحلام المحبين، والحب مع اختلاف الدين، حب الأزواج، الشعراء العشاق، الغزل ووصف النساء، تعدد الزوجات والأزواج، ومن كل لفظ شيق وديع ومعان كأنها زهر الربيع.يرى الشاعر عبدالسلام شهاب، عضو اللجنة التيمورية، أن الكاتب أحمد تيمور يعد في طليعة المشهود لهم بالتعمق في دراسة تاريخ العرب، بالإضافة إلى علومهم وآدابهم وفنونهم، وقد أخرجت لجنة نشر المؤلفات التيمورية مجموعة من الكتب في مجال الفنون والآداب والعلوم وكان آخرها "الموسيقى والغناء عند العرب"، إلى أن أكلمت اللجنة هذا المنجز الأدبي على النحو الذي أراده.يوضح لنا المؤلف أن كبار الشعراء العرب تغنوا بجمال الحب، وحب الجمال منذ عصر الجاهلية، ولم تخلو من الحديث عن ذلك الاستهلال به أكثر القصائد الكبرى التي قدسها العرب الجاهليون ثم وعلقوها على الكعبة، تقديرا لبلاغتها، وتشريفا لأصحابها وهذا ما أكده الكثير من الرواة، ومن أشهر هذه المعلقات فيقول امرؤ القيس بن حجر الكندي: "أفاطم.. مهلا، بعض هذا التدلل.. وإن كنت قد أزمعت صر مي فأجملي.. أغرك مني أن حبك قاتلي.. وأنك مهما نأمرى القلب يفعل؟.. ويفتتح الحارث بن حلزة اليشكرى بقوله في حبيبته "أسماء": "آذنتنا ببينها أسماء.. رب ثاو يمل منه الثواء" وغيرها من المعلقات، فإذا كان شأن الحب عند العرب في جاهليتهم فلا شك أن حظهم منه أصبح وافر، بعد أن جاء الإسلام فألف بين قلوبهم، وأرق في طباعهم وسما بهم درجات في تنظيم العلاقات بين الجنسين، وقرر للمرأة حقوقا لم تكن لها قبله، وحرم البغاء.يقول الشيخ شمس الدين أبو عبدالله الجوزية، عن لذة الحب كلها: "ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب، ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله، والإقبال عليه وعبادته وحده وقرة العين به، والأنس بقربه، والشوق إلى لقائه ورؤيته"، يوضح لنا المؤلف أن الاكتفاء من فضل هذه اللذة أنها نابعة من القلب ألم الحسرة على ما يفوت من الدنيا ولذتها، حتى أنه ليتألم بأعظم ما يتلذ بها أهلها ويفر منه فرارهم من المؤلم.

مشاركة :