في إشارة إلى مواصلة الولايات المتحدة جهودها الرامية إلى عرقلة صناعة النفط الإيرانية، أصدرت وزارة العدل الأميركية دعوى للمصادرة، وهي الأولى من نوعها في الإدارة الأميركية الجديدة، حسب موقع مجلة «ماريتايم» المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية.صدرت الشكوى بتاريخ الأربعاء 3 فبراير (شباط) الجاري، في المحكمة الجزئية لمقاطعة كولومبيا الأميركية بشأن استهداف كامل لكمية النفط المحمَّلة على متن الناقلة «إم تي أخيليس» التي ترفع علم ليبيريا، وتنقل حمولة تبلغ 297 ألفاً و950 طناً من النفط الخام، وتديرها شركة «ماريناكيس» التابعة لمجموعة شركات «كابيتال شيب» لإدارة السفن والناقلات التي تتخذ من اليونان مقراً لها.وتزعم الشكوى الأميركية وجود مخطط يشتمل على عدة كيانات تابعة لإدارة «الحرس الثوري» الإيراني، و«فيلق القدس» المتفرع عنه، لشحن النفط الإيراني في سرّية إلى أحد العملاء في الخارج. وحاول المشاركون في المخطط المذكور إخفاء مصدر النفط باستخدام عمليات النقل المتعددة من ناقلة إلى أخرى، مع تزييف نظام التعرف الآلي، وتزوير الوثاق ذات الصلة، وغير ذلك من الوسائل، مع تقديم بوليصة شحن مزورة بهدف خداع ملاك الناقلة «إم تي أخيليس» للموافقة على تحميل شحنة النفط المعنية.ونقلت مجلة «ماريتايم» تصريحات جون ديمرز، المدعي العام المساعد لدى دائرة الأمن القومي الأميركية، بأن «شكوى الاستيلاء الصادرة تعد بمثابة رسالة تذكير بأن (فيلق القدس) و(الحرس الثوري) الإيراني يواصلان ممارسة النفوذ الكبير على مبيعات النفط الإيراني إلى الخارج. وكما سبق أن أوضحنا في الماضي، سوف تستعين وزارة العدل الأميركية بجميع الأدوات والوسائل المتاحة لضمان الحيلولة دون استفادة (فيلق القدس) و(الحرس الثوري) الإيراني من أرباح مبيعات النفط الإيراني إلى الخارج في تمويل الإرهاب والأنشطة الأخرى الرامية إلى تهديد أمن وسلامة المواطنين الأميركيين كافة».وتوضح شكوى المصادرة التي خرجت في 12 صفحة، الأساليب المختلفة المستخدَمة في إخفاء النفط الإيراني. إنهم يزعمون تحميل جزء على الأقل من الشحنة النفطية في مايو (أيار) الماضي على متن الناقلة «إم تي ساراك»، التي كانت ترفع علم جزر مارشال، والمملوكة لشركة «يام شيبينغ» الباكستانية، في حين جرى تحميل شحنة النفط الإضافية في إيران على متن الناقلة «إم تي سونيا»، المسجلة في بنما، والمملوكة لشركة «ألب شيبينغ» الهولندية. ثم في يونيو (حزيران) الماضي، اتخذت الناقلة «إم تي هيومانيتي» التي ترفع العلم الإيراني هوية نظام التعرف الآلي لناقلة أخرى هي «إم تي لوبوف»، في حين جرى تحميل النفط فعلياً على متن الناقلة «لوبوف». ومع ذلك، وقعت عملية انتقال من ناقلة إلى أخرى، هذه المرة إلى ناقلة النفط العملاقة «ترايدنت ليبرتي»، التي ترفع علم بنما، في شهر أغسطس (آب) الماضي. ثم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جرى استئجار الناقلة «إم تي أخيليس»، مع نقل النفط الإيراني من ناقلة إلى أخرى حتى الناقلة العملاقة «ترايدنت ليبرتي».تقول وزارة العدل الأميركية إن الناقلة «أخيليس» قد غادرت خليج عمان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وعلى متنها حمولة تبلغ مليوني طن من النفط الخام الخفيف، ولقد أبلغت الناقلة أنها متوجهة إلى الصين. وأفاد آخر إبلاغ عنها بأنها تدور حول أفريقيا، ويُعتقد بأنها قد استكملت عبور المحيط الأطلسي، وتتجه حالياً صوب الشمال على طول ساحل أميركا الجنوبية. ووفقاً للتقارير الإخبارية الصادرة عن شبكة «بلومبرغ»، فإن الناقلة «أخيليس» تتجه حالياً إلى مياه الولايات المتحدة بعد أن أخطرت شركة «كابيتال شيب» لإدارة السفن والناقلات، المالكة للناقلة العملاقة، الحكومة الأميركية بأنها قد تعرضت لعملية خداع تتعلق بتحميل النفط الإيراني. بموجب الشكوى المرفوعة في المحاكم الأميركية، تتحمل وزارة العدل أعباء إثبات أن النفط محل الشكوى عُرضة للمصادرة الحكومية عبر دعوى المصادرة القضائية المدنية. وتزعم الشكوى الأميركية بصفة جزئية أن النفط يُشكل ملكية أو مصدراً للنفوذ على «الحرس الثوري» الإيراني و«فيلق القدس» التابع له، الكيانين المصنفين على أنهما من المنظمات الإرهابية الأجنبية لدى الحكومة الأميركية. كما تزعم الوثائق ذات الصلة أن أرباح المبيعات النفطية توجَّه لدعم مجموعة كاملة من الأنشطة الخبيثة الخاصة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، بما في ذلك انتشار أسلحة الدمار الشامل، ووسائل توصيل تلك الأسلحة، ودعم الإرهاب، ومجموعة متنوعة أخرى من انتهاكات حقوق الإنسان، في الداخل والخارج.
مشاركة :