شهدت السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية في نظام التعليم حول العالم، عندما أطلقت مجموعة من الجامعات الأميركية العريقة فكرة فتحت آفاقًا جديدة أمام المتعلمين كما المعلمين، حيث عرضت عدة مواد دراسية على هيئة دورات قصيرة عبر شبكة الإنترنت والتي أطلق عليها اسم مووك Massive Open Online Courses or (MOOC). لم تكن فكرة المووك عبثية وإنما جاءت لتلبي الحاجة المطردة لدى الأشخاص إلى التعلم، لتكسر القيود الجغرافية بشكل كامل، وتخلق مجتمعًا افتراضيًا أثبت مع الوقت نجاحه وقيامه بالمهمة التعليمية بفعالية. وشكلت المووك طوق النجاة للبعض ممن دفعتهم الظروف إلى عدم إكمال تعليمهم في الجامعات أو المدارس، للالتحاق بالدورات التدريبية التي يقدم جزء لا يستهان به بشكل مجاني إلى جانب المرونة الكبيرة في الوقت والاختصار الكبير للعديد من المراحل. من حيث المبدأ، يمكن النظر إلى التعلم عن بعد من منظورين مختلفين، الأول كبديل للتعليم التقليدي وإقصاء له، والثاني كمكمل له باعتباره نوع من التعلم متعدد القنوات، يهدف إلى إيصال المعلومة وترسيخها في ذهن المتلقي. ويجد الكثيرون في المووك اشباعًا لرغباتهم في اكتساب المزيد من الخبرات والمعارف، خاصة مع ما توفره بعض المساقات من شهادات موثوقة، كما هو الحال في بعض المواقع الإلكترونية المتاحة حاليًا مثل Udmey ومنصة رواق وموقع أبصر الإلكتروني. فيما يحتاج التعلم عن بعد توفر مجموعة من المعدات والأجهزة والبرمجيات التي من شأنها تحقيق التواصل الفعال بين طرفي العملية التعليمية، وهو ما بات الوصول إليه سهًلا في ظل التطور التكنولوجي والانتشار الواسع للتكنولوجيا إلى جانب انخفاض التكلفة المادية. وبالرغم من قلة الإحصائيات الدقيقة عن البيانات الديموغرافية للأشخاص المهتمين بالدراسة عن بعد ومتوسط أعمارهم، إلا أنه يرجح أن تكون شريحة الطلاب المستفيدة هي من الطبقة المتعلمة. ويسعى المتعلمون، خاصة الحاصلين على شهادات جامعية، إلى زيادة المعارف لديهم بكافة الطرق، ليلجأ العديد منهم إلى الدورات التدريبية بهدف الحصول على ميزة تنافسية أكبر في سوق العمل. ومع تنوع الخيارات التي يقدمها التعلم عن بعد، تبقى مسألة التميز في تقديم المحتوى، والدقة في انتقاء المناهج، الفيصل في عملية اختيار المتعلم للمكان الأفضل حيث يجد الفائدة الحقيقة مقترنة مع المتعة بشكل سلسل ومرن للغاية. الإقبال الكبير على التعلم عن بعد، دفع الجامعات العالمية إلى فتح باب التسجيل أمام الشباب الطموح، الذي وقفت الظروف الاجتماعية والمادية عائقًا ضده يحول دون الحصول على المعرفة التي يحلم بها. وأتاحت هارفارد، و Kaplan، و Westwood، وغيرها الكثير من الجامعات العالمية المجال أمام المتعلمين للدخول في عالم التعلم عن بعد الافتراضي، لاستكمال الدراسة أو البدء بالتعلم وتحصيل المعرفة، دون اقتطاع الكثير من وقت المتعلم. في حين يرى البعض أن هذه الجامعات ملائمة ومناسبة لدراسة تخصصات معينة دون غيرها، وهو ما يعد نقطة سلبية تدفع البعض إلى النفور منها دون أن نغفل التكلفة المادية الباهظة مع طول فترة التعلم في عدد منها. وجاءت المواقع الإلكترونية والمساقات المفتوحة عبر الإنترنت لتفتح طريقًا جديدًا أمام الراغبين في التعلم عن بعد، بما تقدمه من تسهيلات ودورات تدريبية ربما تنافس الجامعات العالمية، لتحاكي أساليبها وتقدم نموذجًا جديدًا فرض نفسه بقوة في الميدان التعليمي. وهو ما يجعل من التعلم عن بعد ثورة حقيقية في المجال التعليمي، خلقت فرصًا مهمة، وتحديات ضخمة أمام المتعلمين والمعلمين على حد سواء. ومن بين المؤسسات التعليمية التي توفر التعلم عن بعد، أكاديمة أبصر، التي انطلقت العام الحالي كواحدة من المؤسسات التعليمية العربية عن بعد، وهي تضم نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات علمية متنوعة. وتتخذ أكاديمية أبصر من ماليزيا مقرًا أساسيًا لها، وكجزء من أكاديمية فلسبي المتخصصة بمجال التجارة الإلكترونية وتقنيات الويب والبحث العلمي، وتسعى أبصر إلى نشر المعرفة عبر الإنترنت للوصول لجميع المهتمين بالتحصيل العلمي. وتقدم أكاديمية أبصر سلسلة من الدورات التدريبية عبر الإنترنت، بالاعتماد على مناهج متطورة وأساليب تعليم حديثة تحاكي العديد من المؤسسات التعليمية العالمية. وتستقطب الأكاديمية جميع الطلاب الراغبين في تجربة التعلم عن بعد، كما تقدم دورات تدريبية إلى جانب دورات متخصصة لتطوير أداء الموظفين في العمل. وتمنح أبصر في نهاية كل دورة تدريبية شهادة موثوقة ومصدقة من وزارة الخارجية الماليزية، فيما تضم الأكاديمية دورات مجانية وأخرى مدفوعة تناسب جميع الطلبة.
مشاركة :