أوضح مستشار الوعي الفكري رئيس المجلس العلمي كلية الملك خالد العسكرية الأستاذ الدكتور نايف الوقاع لـ«الحدث» من وجهة نظرة بأن العلاقات بين الدول يحكمها المصالح المشتركة والشركات الإستراتيجية ولا تقوم على العواطف، ولو نظرنا إلى رسم العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على مدى عقود مضت وحتى في ظل حكم الحزبين ( الجمهوري و الديمقراطي ) لوجدنا أن دور الرئيس الأمريكي في التأثير على هذة العلاقات لا يتجاوز 25% فَالقرارات في الولايات المتحدة قرارات مؤسسات متعددة وهذة المؤسسات تعرف أهمية المملكة العربية السعودية و قوتها وقدرتها المتنوعة و عمقها الإستراتيجي و ريادتها للعالم العربي و الإسلامي. ولِهذا أَرى أن العلاقة ستكون في بداية فترة الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" بمحل ترقب ومتابعة حتى يستقر التوجه الرئاسي الأمريكي الجديد بشكل واضح بعد فترة الإنتخابات المضطربة وغير المسبوقة في التاريخ الأمريكي ، وجميع المعطيات تؤكد أن الحزب الديمقراطي لن يسيء للعلاقات السعودية الأمريكية أو يقوم بتحول جذري فيها ليقينهم أن المملكة العربية السعودية تملك قرارها وإرادتها ولديها بدائل كثير في حالة اضطرت لذلك. وأكد "الوقاع" بأن لاشك أن تأثير الرئيس الأمريكي السابق "أوباما" وطاقمه الرئاسي السابق كان واضحاً في مساندة الرئيس "بايدن" في الفوز بفترة رئاسية أولى. واستطرد قائلاً: لا أعتقد أن الرئيس "بايدن" يفكر في إعادة المحاولة مرة أخرى بنفس السيناريوهات و الأدوات السابقة لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق غاياتها و أهدافها وأصبح لدى دول المنطقة وشعوبها خبرة في التعامل معها ولتكلفتها الباهظة على سمعة أمريكا ومصداقيتها في المنطقة. وفي ذات السياق قال: وحتى في تحريك بعض أدواتهم بالمنطقة كَجماعة الإخوان المسلمين أو بعض الجماعات المتطرفة لن تؤتي ثمارها كما يخططون، وللوعي الشامل والعام في المنطقة لجزئيات هذا المخطط والتجارب المريرة والدموية الهائلة التي خاضتها المنطقة وشعوبها ولضعف بعض هذة الأدوات الشديد في الوقت الحالي وتكلفة إعادة بناءها العالية. وأضاف بأن مساندة إيران وتمكينها بالمنطقة كانت إحدى أدوات الرئيس السابق أوباما لحرصه على تحقيق مجد شخصي من خلال الإتفاق النووي، وذلك لسوء السمعة حتى ولو كان على حساب أمن المنطقة واستقرارها. فَلهذا أرى أن إيران ستكون هي الورقة الأساسية بيد أمريكا في حقبة الرئيس "بايدن" القادمة خصوصاً وأن أوروبا والصين و روسيا يحرصون على بقاء إيران متماسكة وغير مهددة. واختتم "الوقاع" قائلاً: سيكون هذا الملف من أكثر الملفات تعقيداً وتبايناً بين دول المنطقة وأمريكا، ولكن مع القدرات التي نملكها والخبرات التراكمية أعتقد أننا قادرون على تغيير وجهات النظر الأمريكية ولو جزئياً بما يخدم مصالحنا وأمننا مع احتفاظنا ببدائل قوية ومؤثر في حال مضت أمريكا في هذا الإتجاه.
مشاركة :