يتواصل الرفض اللبناني لجريمة اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، فهذه الجريمة أثارت تساؤلات اللبنانيين بكل فئاتهم هل هم بأمان، ومَنْ يكفل حمايتهم واستقرارهم، فـ «كاتم الصوت؟» بات كابوس للنخبة المثقفة بعد جرائم التفجيرات، التي اغتالت نخبة سياسيي لبنان قبل 16 عاما، أسئلة ومخاوف كثيرة في أذهان كل لبناني يرفض الخضوع لسلطة «حزب الله» وسلاحه.وأمس نفذت مجموعات ثورة 17 أكتوبر وقفة رفض للاغتيال السياسي في ساحة سمير قصير ـوسط بيروت- ولإدانة جريمة اغتيال سليم، داعية اللبنانيين وكل قوى المعارضة لتوحيد الصفوف ورصّها في مواجهة الاستبداد واستباحة الدماء، من أجل استعادة الدولة المخطوفة وإعادة تكوين السلطة وصولًا لدولة مدنية تحترم المواطن والإنسان، وترسي مبادئ الحق والعدالة.رفض الاغتيالوألقى المحلل والناشط السياسي الدكتور حارث سليمان كلمة اللقاء الوطني لقوى الثورة رفضا للاغتيال السياسي، حيث قال: «قبل سنة خلت قال لقمان سليم أنا في خطر وحياتي مهددة، ومسؤولية حمايتي وأمني تقع على الجيش والأجهزة الأمنية... لكن أمن هذه الدولة الفاشلة وأجهزتها لا يطال حماية أصحاب الرأي والفكر والقلم، أجهزة أمن منظومة الفشل والفساد والميليشيا المرتهنة للخارج، لا تحمي معارضا صاحب رأي، وانحيازها هذا يتبدى إهمالا لواجباتها في حماية شعب لبنان، كما حدث في مرفأ بيروت، وإشهار عجزها أمام إملاءات حزب الله وحلفائه، لحظة هجوم رعاعه على خيم المتظاهرين لإحراقها، في ساحات اعتصام انتفاضة 17 أكتوبر».ودعا جامعة الدول العربية ودولها ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن تؤمن السبل والوسائل لحماية اللبنانيين من التداعيات الكارثية، التي يحدثها السلوك الإجرامي لمنظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج، عبر الشروع بهذه التصفية الدموية، التي يتعرض لها ثوار لبنان وقياداته الجديدة، وسيادة ممارسات الجريمة المنظمة.وختم: «إن إدانة هذه المنظومة وممارسة أقسى الضغوط عليها، ومحاصرتها سيكون عونا لشعب لبنان في معركته العادلة والمشروعة، وأن أي انفتاح من المجتمع الدولي على المنظومة ستترجمه رخصة لممارسة القمع والترهيب والقتل بحق كل اللبنانيين».سليم يدبّر انشقاقاإلى ذلك، أعلنت الصحافية منى علمي في مقال نشرته على موقع قناة «العربية» باللغة الإنجليزية عن السبب الحقيقي لاغتيال الصحافي والناشط لقمان سليم، لافتة إلى لقاء قبل أيام قليلة بينهما كشف فيه سليم عن ترتيبه لانشقاق مسؤول كبير في حزب الله. وأوضحت أن «ما قتل سليم لم يكن انتقاده الصريح لحزب الله، الذي حول لبنان في السنوات القليلة الماضية -بموافقة ضمنية من القيادة اللبنانية الفاسدة- إلى تابع إيراني، على حساب اقتصاده واستقراره وعلاقاته الخارجية»، بل «لأنه ذهب بعيداً في الكشف عن النسيج الداخلي لحزب الله وشبكته المعقدة على شبكة الإنترنت».غسيل الأموالوتشرح علمي أنه في الأشهر القليلة الماضية، توغل سليم في البحث عن أنشطة غسيل الأموال لحزب الله، والاتصالات المحتملة بين التجار، الذين يسهلون هذه الأنشطة للحزب، وتعامل هؤلاء بالشخصيات مع مصرف لبنان، كما أخبرها شخصيا. طلب مني سليم المرور بمكتبه يوم الإثنين، حيث أراد مناقشة موضوع حساس معي لا يمكن فعله إلا وجهًا لوجه.تضيف: «عندما التقيت به يوم الإثنين 1 يناير، أكد أنه كان على اتصال بشريك تجاري لحزب الله، متورّط بشكل كبير في أنشطة غسيل الأموال للحزب، وتم فرض عقوبات عليه من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي (OFAC). هذا الشخص الذي لم ينشر اسمه، كان مستعدا للانشقاق مقابل إخراجه من لبنان وحمايته من حزب الله».وتختم: «بعد ثلاثة أيام، جاهلًا أنه تتم ملاحقته، ذهب سليم إلى الجنوب لتناول العشاء مع الأصدقاء. اختفى بعد ساعات قليلة في المساء، تاركًا أسرته محطمة، ليعثر عليه ميتًا بعد يوم واحد». يبقى أن نرى ما إذا كان سيظهر جسد آخر -جسد المنشق الغامض- في الأسابيع القليلة المقبلة.
مشاركة :