ناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني المجتمع الدولي برمته أن يسقط كل الاعتبارات من حساباته باستثناء «الروح الإنسانية» و«الكرامة الإنسانية» في معالجته لأزمة اللاجئين السوريين. جاء ذلك في نداء عاجل وجهه مدني اليوم لحث المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة للتحرك لإنقاذ اللائجين السوريين. وقال مدني في بيان تضمن النداء «إن جثمان الطفل الصغير إيلان الذي ألقت به الأمواج على الساحل جثة هامدة قد عطل لغة الكلام وأخرس كل الألسنة وذلك حتى يذكرنا بحجم المأساة الإنسانية الكبرى التي كابدها ولايزال يكابدها هو ومئات الآلاف من السوريين أطفالا ورجالا وشبابا وشيابا». ولفت إلى أن اللاجئين السوريين الذين قضوا نحبهم في عرض البحر المتوسط أو قضوا اختناقا داخل شاحنة لتهريب البشر في النمسا ليس من بينهم شخص واحد مسؤول عن اندلاع الأزمة السورية أو عن إخفاق جهود إيقافها«. وفيما أقر بالموقف الإيجابي وبالجهود التي تبذلها بعض البلدان الأوروبية فقد دعا كافة الدول الأعضاء في المنظمة والمجتمع الدولي برمته إلى وضع الخلافات جانبا وحشد جميع الجهود لمساعدة أبناء الشعب السوري ولاجئيه مشددا على أن هذه الأزمة ليست أزمة سورية أو شرق أوسطية أو أوروبية أو إسلامية بل هي أزمة إنسانية عالمية تروح ضحيتها أرواح بشرية غالية. وأكد مدني أن المنظمة ومنذ بداية الأزمة السورية تتابع وببالغ القلق تفاقم المأساة الإنسانية للاجئين السوريين الفارين من ديارهم طلبا للجوء إلى دول الجوار. وأشار إلى تحمل العديد من الدول الأعضاء في المنظمة ومن أبرزها تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر العبء الأكبر لتدفق اللاجئين من سورية موضحا أن هذه الدول خصصت موارد ضخمة لإيواء أكثر من أربعة ملايين منهم فوق أراضيها. وذكر مدني أن المنظمة تسعى جاهدة وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومع غيره من الشركاء الإنسانيين إلى مد يد العون لضحايا النزاع في سورية. واستدرك قائلا «إلا أن سرعة تفاقم أزمة اللاجئين السوريين وتعرضهم للوصم من طرف البعض بسبب الدين أو للمنع من الدخول أو التجاهل معا من طرف آخرين كل ذلك يحتم علينا بذل المزيد من الجهود والعمل سويا في هذا الصدد». ولفت مدني إلى أن العالم يشهد حقبة تعصف بها الاضطرابات والنزاعات التي أسفرت عن ظهور ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر تجمع للاجئين ولطالبي اللجوء والنازحين منذ ويلات الحرب العالمية الثانية. واعتبر ظهور أزمة اللاجئين السوريين نتيجة حتمية لإخفاق المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية ولغيرها من الأزمات السياسية الأخرى وكذلك لعجز بعضنا عن معالجة قضايا الفقر والتهميش واليأس. وأعلن مدني عن استعداد المنظمة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ومع غيرهم من الشركاء الآخرين بغية تسهيل جهود توطين اللاجئين السوريين وإعادة توطينهم وإدماجهم داخل الأماكن التي يمكنهم العيش فيها بأمن وكرامة. وأضاف «لكي يتسنى وقف هذه المأساة الإنسانية الكبرى في عصرنا بكل تجلياتها وأسبابها العميقة يجب علينا العمل سويا وعلى وجه السرعة».
مشاركة :