مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعيد إحياء فن المنمنمات الإسلامية

  • 2/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تستعدّ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لإصدار كتاب مصور يضم مقتنياتها من المنمنمات الإسلامية، التي تتشكل من مجموعة كبيرة من صور المخطوطات والكتب والرسومات النادرة. وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عددا كبيرا من المخطوطات والكتب، التي تشتمل على هذا الفن العربي الإسلامي العريق وهو فن: المنمنمات والتشكيل الزخرفي الذي يعتمد على الرسوم والزخارف والزركشات، والذي يصاحب الكتب والكتابة؛ حيث تتميز بدقة الرسم والتلوين وتنوع الصور والخطوط، والهوامش المزخرفة والوجوه، وهو فن برع فيه عدد من الخطاطين والرسامين المهرة الذين كانوا يزينون به الكتب والمخطوطات، أمثال: ابن البواب، وابن مقلة، وياقوت المستعصمي، وغيرهم، وتحتوي المكتبة على مخطوطات تتضمن منمنمات ذات اتجاهات فنية مختلفة، وفنون ومدارس تصويرية متنوعة. وتشتمل الرسومات على رحلات صيد، وتفاصيل يومية وحكايات مسرودة، كما تتضمن رسومات العلوم والخرائط والأماكن، والنبات والحيوان، والبقاع المقدسة، والطرق كما تحتوي على مجموعة كبيرة من الموضوعات الأدبية والثقافية والطبية والعلمية والتشريحية والتعليمية. وتنقسم مدارس المنمنمات إلى مدرسة بغداد، والمدرسة العراقية، والفارسية، والتيمورية، والعثمانية، وقد استخدم المسلمون متأثرين بالفرس والروم الرسوم والتصاوير من أجل الإيضاح ، وبيان ما يمكن أن يشكل على القارئ من معلومات أو إحصائيات. وتتنوع المنمنمات إلى المرقعات والمخطوطات، ويحدد الدارسون نوع المدرسة الفنية عبر قراءة كيفية توظيف الألوان وتدرجها، والعلاقات اللونية بين لون وآخر وما ترمز إليه، ومن خلال الملامح والخواص البشرية وشكل الأزياء وتصاميمها والأواني والحيوانات، وأركان الأماكن في المنمنمات وخلفياتها. وقد عرفت المنمنمة بأنها التزويق النصي الشكلي لحكايات مبتكرة ومسرودة بالرسوم المستوحاة من واقع مرئي أو مخيلة واسعة تدعم الأفكار والفلسفات بالتجسيد والتجريد بألوان زاهية، وقد ظهرت بدايات المنمنمات مع كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، ونجدها في كتاب الأغاني للأصفهاني ومقامات الحريري وعدد كبير من أمهات الكتب والمخطوطات. ويركز فنانو المنمنمات التي تصاحب الكتب والمخطوطات على عدد من المضامين والصور والأشكال، من أبرزها استلهام الفروسية، فهناك منمنمات كثيرة ترسم الخيول والفرسان، بشكل فني وهي تركض على الأغلب وعليها فارسها حاملا في يده السيف أو الرمح، وبيان حركة الركض بشكل فني يبرز مهارة الخيل والفارس، وتضم أشكالها مزيجا من العناصر والمفردات، كالنصوص بخطوط عربية متنوعة وبقياسات وألوان متعددة، إضافة إلى التعبير عن الرحلات والأسفار والأماكن، ورحلات القنص والصيد، فضلا عن الرسومات التعبيرية والتجريدية التي تصور العلوم والتاريخ والوقائع المتعددة.

مشاركة :