تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- افتتح أمير منطقة المدينة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز اليوم, ندوة "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا"، التي تنظمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي -عن بعد-. جاء ذلك بمشاركة أمير عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وإمامي وخطيبي المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، والشيخ عبدالله بن عواد الجهني. وفي بداية الندوة أوضح أمير منطقة المدينة المنورة أن المملكة استمرت في إصدار عدد من الإجراءات الاحترازية الاستباقيةِ، من بينها منع التجول للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت ولله الحمد نتائج إيجابية في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، بأقل تأثير على مجريات الحياة العامة، وبتضافر جهود الجهات الحكوميّة والأهليّة والخيريّة في كافة مناطق المملكة. وعرج خلال كلمته على تجربة منطقة المدينة المنورة في التعامل مع الجائحة، حيث اتخِذت العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية، بالتزامن مع بدءِ الجائحة في ضوء ما صدر من توجيهات كريمة، جعلتِ المحافظةَ على سلامةِ الإنسانِ قبل أي شيء، وبالتالي كان لها بالغ الأثرِ في السيطرةِ والحد من تفشي الوباء، بالإضافة إلى متابعةِ تنفيذِ عدة برامج ومشاريع صحية واجتماعية ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة. وأضاف أنه منذ منتصف شهر ربيع الأول من العام الحالي، تم اعتماد قرار بإلزامية إبرازِ ما يثبت الحالة الصحيةَ عبر تطبيق (توكلنا) كشرط للدخول للمنشآت الحكومية والخاصة. وعلى صعيد المشاريع الصحية، أوضح أمير المدينة جهود وزارة الصحة وقياداتها في تعزيز أداء القطاع الصحي بالمنطقة من خلال تدشين حزمة من المشاريع الجديدة لمجابهة الجائحة شملت تشغيل المرحلة الأولى من مستشفى المدينة المنورة بسعة 200 مائتي سرير، وإنشاء مستشفى ميداني تابع له بسعة 100 مائة سرير وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 مائة سرير، منها 20 سريراً للحالات الحرجة، مجهز بأحدث التجهيزات الطبية، وتم تسمية المستشفى باسم الممرضة (نجود الخيبري) تقديراً لجهودها رحمها الله تعالى، حيث توفيت بعد إصابتها بالفايروس أثناء عملها في الميدان و رفع السعة السريرية بالمستشفيات الحكومية والأهلية بالمنطقة خاصةً غرفَ العناية المركزة لاستيعاب المصابين بالفايروس المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة وافتتاح مركزٍ للفحص الموسّع، بقدرة إجمالية تبلغ 7 سبعة آلاف مسحةٍ يوميًا وافتتاح مختبرٍ متنقل، بقدرة إجمالية تصل إلى 10 عشرة آلاف فحص يومياً. بعدها ألقى مفتي عام المملكة كلمة قال فيها: "إن خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منّ الله بها على هذه البلاد، وأن المملكة العربية السعودية الدولة المباركة قد اعتنت بزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية، مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانًا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان. وأكد سماحته أن قيادة المملكة العربية السعودية حرصت كل الحرص على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظ على كل ما فيه نفع لهم، ومحافظة على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرار بهم مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وامتثالاً لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم- من (النصح لكل مسلم). وأضاف أنه انطلاقًا من هذا المبدأ، لمّا نزلت جائحة (كورونا) سعت المملكة العربية السعودية في اتخاذ تدابير احتياطية ووقائية واسعة، وإجراءات احترازية كبيرة، للحد من انتشار هذه الجائحة بين المواطنين والمقيمين في المملكة، أو انتقالها من خارج حدودها، فأمرت بإيقاف السفر خارج المملكة والقدوم إليها، ومن تلك الإجراءات الاحترازية والوقائية، ما اتخذته الحكومة تجاه المعتمرين والزائرين في الحرمين الشريفين، سواء من داخل المملكة، أو من خارجها. وأشار سماحة مفتي عام المملكة إلى ما وفرته حكومة المملكة من إمكانيات وطاقات كاستخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها في خدمة المعتمرين والزوار من خلال تخصيص برنامج (اعتمرنا) للحجز من أجل أداء العمرة والزيارة والصلاة في الحرمين الشريفين، وتنظيم أعداد القادمين للحرمين، وتسهيل دخولهم وفق جدول زمني مرتب، تفاديًا لحصول تزاحم عند التوافد على زيارة الحرمين الشريفين كما تم الاعتماد على عدد كبير من رجال الأمن والموظفين، لتنظيم حركة المعتمرين والزوار أثناء الدخول والخروج، وأثناء تواجدهم داخل الحرمين الشريفين، وكل ذلك لأجل تمكينهم من أداء مناسكهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تسهل لهم أمرهم، وتيسر عليهم القيام بشعائرهم وعبادتهم، من غير عناء ومشقة.
مشاركة :