لسنا طوفة هبيطة! | مقالات

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لست ألوم نواب مجلس الأمة الذين انتقدوا وزارة الخارجية الكويتية على ردها الضعيف على السفارة الايرانية على موضوع «خلية العبدلي» فقد تمادت السفارة في انتقاد الكويت لزجها اسم ايران في قضية داخلية ترتبط اساسا بالكشف عن اسلحة وذخائر كما انتقدت السفارة ما كشفته النيابة العامة الكويتية عن الخلية واعتبرته غير صحيح! وقد اكتفت الخارجية بالقول ان رد السفارة مخالف لأبسط القواعد الديبلوماسية ولم يأت من خلال القنوات الرسمية المتعارف عليها بين الدول كما ان رد الخارجية قد صرح به ديبلوماسي كويتي وليس مسؤولا كبيرا في الخارجية كما تقتضي الاعراف الديبلوماسية في مثل تلك الاحداث الجسيمة! بالطبع فإننا نتفهم اسباب حذر وزارة الخارجية من التحدث بلغة صارمة وانتقاد ايران علانية حيث تدرك الكويت حجمها وتعلم بأنها في مواجهة دولة عدوانية هدفها هو احتلالها وتدمير الاستقرار فيها، وتدرك بأن النقد والتنديد لا يكفي لإيقاف اطماع ايران في المنطقة لا سيما في الكويت وقد جربت الكويت التعامل مع الكثير من المؤامرات الايرانية خلال عشرات السنين فقد جربنا في الثمانينيات سلسلة من التفجيرات في مناطق مختلفة من الكويت ومحاولة تفجير موكب سمو امير الكويت جابر الاحمد وخطف الطائرات الكويتية وقتل ركابها وقصف الناقلات وتفجير السفارات كل ذلك من قبل خلايا تابعة للنظام الايراني! وقبل سنوات قليلة تم القبض على شبكة تابعة لإيران كانت تعمل على تلغيم آبار النفط الكويتي وحصلوا على اعترافاتهم كما كان لهؤلاء دور في محاولة تفجير موسم الحج حيث قامت السعودية بالقبض عليهم واعدام 16 عنصرا منهم! اما في قضية «خلية العبدلي» فقد كشفت التحقيقات بأن ايران كانت على ارتباط بتلك الخلية، والاتصالات بين الخلية واثنين من الديبلوماسيين الايرانيين دائمة! اذا فالغضب من موقف ايران والتنديد الرسمي بدورها من تلك القضية لن يضيف جديدا للموضوع والمطلوب هو العلاج الهادئ للقضية واتخاذ تدابير صارمة تضمن معالجة اطماع ايران في الكويت! ولكن كيف ستعالج الكويت تلك القضية وتضع حدا لأطماع ايران في المنطقة؟ لقد كان الحل سهلا بعد حرب تحرير الكويت حيث وقعت الكويت اتفاقيات عدة امنية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا تضمن حماية الكويت من اي اعتداء محتمل من جيرانها، اما اليوم فمن الواضح بأن مزاج تلك الدول قد تبدل لا سيما الولايات المتحدة التي لا يخفي اوباما اعجابه بايران وحرصه على توطيد العلاقات معها فماذا تمثل دولة الكويت له من اهمية ومراكز الابحاث الأميركية لا تفتأ تنشر بأن الكويت دولة زائلة وان ايران هي التي ستهيمن على المنطقة! يجب ألا نشعر باليأس من واقعنا فقد علمتنا التجارب بأنه «لا يحك ظهرك إلا ظفرك» وان قوتنا الحقيقية في تكاتفنا وتعاوننا بعد التوكل على الله، وقد جربنا في التعامل مع المشكلة اليمنية بأن العالم لا يحترم إلا الاقوياء وعندما عقدنا العزم على التصدي للتطرف الحوثي وجدنا الجميع يقف لنا احتراما ويساندنا وقلمنا اظافر ايران في اليمن دون ان تتجرأ ايران على منع اسقاط حليفها في اليمن ودك معاقله، وقد جاء الدور اليوم على سورية باذن الله، ولا بد من تلقين الدول التي تستبيح دماء المسلمين درسا قاسيا لكي تعلم بأن هذه الامة تملك العزة والقوة وان من يتآمر عليها سينكشف امره وستدوسه الاقدام! صبرنا فظن العدو الظنون وبالغ في قتله وادعى وعربد يبطش بالآمنين ويعصر من دمهم ادمعا د. وائل الحساوي

مشاركة :