بالرغم من أنها كانت تحمل ابنتها البكر في أحشائها آنذاك، إلا أنها وقبل 6 سنوات اتخذت قرار إنهاء حياتها الزوجية بالطلاق الخلعي بسبب تصرفات زوجها الطائشة. وطوال تلك السنوات، كانت الطفلة تلتقي والدها لمدة ساعة ونصف أسبوعياً بأحد المراكز الاجتماعية، تطورت لثلاث ساعات فقط كل يوم جمعة، وتحملت الأم برضا تام مسئولية تربيتها والإنفاق عليها، خاصة أن نفقتها كانت تبلغ 30 دينارا ثم أصبحت 60 دينارا، وهو مبلغ لم يكن يغطي حتى لرسوم الروضة ومصاريفها ولا مستلزمات المدرسة واحتياجات الطفلة. حين قررت الأم أن تبدأ حياة جديدة، و أن تتزوج برجلٍ يعوضها عما عانته مع والد ابنتها، أدخلها الأخير في صراع حضانة الطفلة، وهددها بأن يأخذها بالقوة، وانتقل الخلاف فيما بينهم من قاعة المحكمة إلى مدرسة الطفلة وبيوت أقاربهم وكل الأماكن التي غالباً ما يترددون عليها بما فيها منزل والد زوجها الحالي. فبعد أن حكمت المحكمة للأب على أثر التقرير المرفوع من المركز الاجتماعي بأحقيته في الحضانة، بات يلاحق الطفلة التي أصيبت بالرعب من فكرة حرمانها من والدتها خاصة وأن علاقتها به محدودة جداً، ولم يحصل أن باتت الطفلة ليلة واحدة بعيداً عن حضن والدتها، في الوقت الذي تزوج الأب وأنجب ثلاث بنات من زوجته الحالية. وفي الوقت الذي حققت الطفلة تميزاً وتفوقاً في عامها الدراسي الأول ، باتت ترفض الذهاب للمدرسة وهي بالصف الثاني الابتدائي خوفاً من تنفيذ الحكم الصادر بشأنها، وارتأت الأم بدورها الاختباء مع ابنتها لأنها أصبحت هي الأخرى مطاردة بسبب أمر القبض عليها لحين تسليم ابنتها. ورغم محاولات الأم الإيجابية للتدرج والتفاهم، وبأن تبدأ الطفلة بالمبيت بمنزل والدها ليلة واحدة في الأسبوع لتعتاد شيئا فشيء عليه وعلى أخواتها غير الشقيقات وزوجة أبيها، إلا أنه رفض بشدة، كما أصر على نقل ابنته بالفصل الدراسي الثاني من مدرستها لأخرى قريبة من مسكنه، وهو الأمر الذي كان من المتوقع أن يؤثر أيضاً على حالتها النفسية ومستواها الدراسي، حين تجد أن حياتها بالكامل قد تغيرت في البيت والمدرسة. التقرير الاجتماعي أشار إلى أن الطفلة تحمل مشاعر إيجابية حول والدها، وأنها قالت أنها :تحب والدها لكنها لا تريد أن يقبض عليها، إلا أن كل من يعيش حولها ومن يتعامل معها يدرك تماماً أنها مرتبطة جداً بوالدتها وأنها خائفة جداً من الانتقال للعيش بعيداً عنها، خاصة وأنه لطالما كان يقوم بتهديدها دائماً بأنه سيقوم بأخذها بالإجبار دون مراعاة لمشاعرها.