سُئل أحد الحكماء: أي الأمور أشد تأييداً للعقل، وأيها أشد ضرراً به، فقال أشدّها تأييداً ثلاثة، مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبُّت.. وأشدّها ضرراً، الإصرار، والتهاون، والعجلة، وبما أن الحديث عن العقل، وحيث إن «العقل السليم في الجسم السليم»، فهنا وجبت الثلاثة أمور، والجميع معني بها، ويبتعد عن الأمور الأشد ضررًا، إذا كان يريد راحة عقله وجسده. فلو أردنا أن نقول بالنسبة لتجربة الأمور، فهي واقع فلسفي في كثير من تصرفات حياتنا، فالتجربة أكبر برهان وحسن التثبت هو التأني، والتفكير بطريقة غير مستعجلة، والإلمام بتفاصيل الأمور وكشف بصائرها. والواقع المر، أن هناك كثيرا من الذين يُصرِّون على أخطائهم وألفاظهم، لا يدركون ولا يعرفون أن التاريخ قد يمحو زلة، ولكنه لن يمحو الضرر.. وهناك بعض القنوات الفضائية في واقع الإعلام المفتوح، وبكل تأكيد، هي قنوات غير هادفة، وليست لها قيمة، لأن القائمين عليها لا يُدركون أن الإعلام هو انعكاس للحدث والخبر.. وإنما يعتقدون أن هذه القنوات التي يملكونها، هي لتصفية الحسابات، واستقطاب العقول التي أصابها الزهايمر، ومرض الشيخوخة. ولكني أعتقد أن القانون يُنشيء الحق، ويضع الضوابط الكفيلة لمن تضرَّر، ومن لحق به ضرر، ولم يحصل عليه، فلا بد من الاستعانة بسلطات الدولة، وهناك السلطة التنفيذية والقضائية، وهو بذلك يطلب حماية حقه، وهناك من لا يُدرك أن هذا هو الوقت، وهذا هو الزمن الذي يفتح ذراعيه لمنظمات المجتمع المدني حتى تأخذ دورها على وجهه الأكمل.. فقد عرفت الحضارات منذ إرساء قواعدها على الأرض العديد من المواثيق ومعاهدات شملت إعطاء الحقوق. ونحن نعيش على تراب هذا الوطن في ظل قيادة حكيمة رشيدة عادلة، بفضل الله لن ترضى على أحد الضيم.. وبفضل الله أيضًا أجمع المُنصفون من المؤرِّخين والمعاصرين أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- كان ممّن سبق زمنه في إدراك الجوهر الحقيقي لمعنى تحقيق الشريعة الإسلامية لمصالح الأمة وإقامة العدل. * رسالة: «وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا»، الاعتراف بمزايا الآخرين من مزايا الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وإنكارها من مزايا الشيطان.. «قال أنا خير منه». maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :