سوريا : احتجاجات واسعة في السويداء ضد النظام

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق ـ أ ف ب: أثار مقتل رجل الدين الدرزي البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة أول أمس احتجاجات ضد النظام السوري في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تخللها إطلاق نار ومقتل عناصر من القوى الأمنية. وبقيت السويداء نسبيا بمنأى عن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، باستثناء عمليات عسكرية محدودة في 2014 و2015، تورطت فيها مجموعات مسلحة بعضها إسلامية متطرفة وصدتها قوات النظام بمساندة السكان الدروز المنتظمين في عدد من الميليشيات الخاصة بهم. وكان البلعوس يتزعم مجموعة "مشايخ الكرامة" التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية،وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم. كما كان من أشد المعارضين للتنظيمات الإسلامية المتطرفة. وقتل البلعوس أول أمس في انفجار سيارة مفخخة استهدفه أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، وتلاه انفجار سيارة ثانية قرب المستشفى الذي نقل إليه الجرحى والقتلى. وتسبب الانفجاران بمقتل 28 شخصا بينهم البلعوس وإصابة حوالي خمسين آخرين بجروح. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا الى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين. وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن"قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري" في المدينة. وتابع "خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها". وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب)إن منزله قريب من مبنى البلدية، مشيرا الى أنه سمع "صوت تحطم زجاج ليلا. وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة". وأشار المرصد الى أن المتظاهرين "حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء". وأكد شاهد رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن "تمثال حافظ الأسد دمر بشكل شبه كامل في ساحة السير في وسط مدينة السويداء". وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأت على ذكر البلعوس. ونفى قائد الشرطة في السويداء، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سانا" المعلومات "التي أوردتها بعض وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية حول استهداف عدد من عناصر الأمن داخل السويداء مؤكدا أنها "مغرضة وعارية عن الصحة". وقال إن "الأوضاع في مدينة السويداء أمس هادئة ومستقرة". وعاد "الهدوء الحذر" صباح أمس الى السويداء، بحسب المرصد. وذكر سكان أن رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا الى انقطاعات في شبكة الانترنت وفي الاتصالات الهاتفية. ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء أن "عمال البلدية قاموا بتنظيف أماكن التفجيرات"، لكن هناك "حالة من التوتر والخوف". وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان إنها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بأنهما "عمل إرهابي موصوف"، مضيفا "هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة". إلا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم "نظام بشار الأسد" باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على تويتر إن البلعوس "قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام". ويرى محللون أن مقتل البلعوس يصب خصوصا في مصلحة النظام. وقال حسن حسن من مركز "شاتام هاوس" للأبحاث،ومقره بريطانيا، "كان البلعوس يجسد حركة الدروز الذين يسعون الى الاستقلالية عن النظام، من دون أن يكونوا مناهضين للمعارضة، لكن راغبين بتقرير مصيرهم". وأضاف "أوضح النظام أنه لن يسمح بمثل هذه الحركة". ورأى توما بييريه من جامعة أدنبره من جهته أن موجة الغضب المحدودة هي الثمن الذي "بدا النظام مستعدا لدفعه لتحجيم حركة البلعوس"، مشيرا الى "إلغاء الصوت الناقد الأكثر تأثيرا ضمن الطائفة الدرزية". وتوقع حسن أن تكون الحركة "الاحتجاجية بلا رأس في حال استؤنفت، وبالتالي ستكون أقل تأثيرا"، مضيفا "ليس من السهل إيجاد قائد كاريزماتي مثل البلعوس".

مشاركة :