فيما لا يزال الشارع التركي مصرا على موقفه الرافض لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان، وحاشيته، وحزب العدالة والتنمية الحاكم، يصر عدد من رموز النظام التركي على تصدر المشهد، حتى وإن كان ذلك على حساب الإرادة الشعبية، التي تتطلع إلى زوال حكم أردوغان، والخلاص من كل رجالاته الذين عاونوه في تكميم لأفواه، وتكبيل الأيادي الداعمة للتغيير، فضلا عن تورطهم في عدد من قضايا الفساد.ومن بين ما لحق بتركيا على يد أردوغان ونظامه، سوء العلاقات الخارجية مع الكثير من الدول، وخصوصا دول الجوار، بعدما أصر أردوغان ونظامه على التدخل في شؤون الدول، أملا في تحقيق طموحاته التوسعية، وإعادة دولة الخلافة، إلى جانب ما يتم الكشف عنه بين الحين والآخر من وثائق، تثبت تورط أردوغان ونظامه في رعاية الإرهاب، وتكشف علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية وقياداتها.صويلو وخلافة أردوغانومؤخرا، يسعى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إلى الظهور وإلى تصدر المشهد، بالدرجة التي توحي بأنه خليفة أردوغان، وأنه حاكم تركيا القادم.فبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، قال خبير أمريكي في السياسة التركية، إن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، سيكون ولي عهد الرئيس أردوغان.وأوضح ماكس هوفمان، مدير الأمن القومي والسياسة الدولية في مركز التقدم الأمريكي، أن صويلو يظهر وكأنه الوريث المحافظ لأردوغان حيث يبدو كأحد أقوى رجاله، مشيرا إلى أن تصريحات صويلو الأخيرة التي حمل فيها واشنطن المسؤولية عن الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا منتصف يوليو 2016، ربما قصد منها وضع أردوغان في مأزق مع واشنطن.وأضاف هوفمان أن هذه التصريحات تسببت في تأزم العلاقات التركية الأمريكية بشكل أكبر، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين كانت متأزمة من الأساس، حتى إن الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، لم يجرِ أي اتصال هاتفي مع نظيره التركي أردوغان، لذلك جاءت تصريحات صويلو بشأن مسؤولية واشنطن عن الانقلاب، مثيرة لحفيظة واشنطن بشكل أكبر.وأكد هوفمان أنه ربما كان صويلو يقصد من هذه التصريحات، وضع أردوغان في مأزق مع الولايات المتحدة، مضيفا: ""صويلو يعد أول مسؤول تركي رفيع المستوى يتهم واشنطن بالمسؤولية عن الانقلاب، رغم عدم وجود دليل، إلا أن معظم ناخبي حزب العدالة والتنمية يصدقون تصريحاته، يبدو أن صويلو يشبه ولي العهد في الطبقات المحافظة في تركيا".اتهامات صويلو لواشنطنوكان وزير الداخلية التركي، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، قد قال إن الولايات المتحدة أدارت محاولة الانقلاب التي شهدتها بلاده ليلة 15 إلى 16 يوليو من عام 2016، بينما نفذتها شبكة المعارض والداعية التركي، فتح الله جولن، الذي يقيم في بنسلفانيا الأمريكية، وترفض واشنطن تسليمه لأنقرة.بينما نفت الولايات المتحدة صحة الاتهامات الموجهة إليها من قبل وزير الداخلية التركي، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.صراع الخلافةيذكر أن صهر أردوغان، بيرات ألبيراق، الذى كان يشغل منصب وزير المالية، قبل أن يقرر الاستقالة واعتزال الحياة السياسية، كان ينظر إليه على أنه أبرز المرشحين لخلافة أردوغان، وعلى إثر ذلك جمعت صراعات حادة بين ألبيراق وصويلو على النفوذ دخل حزب العدالة والتنمية الحاكم.
مشاركة :