قالت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم إن ملف تشكيل الحكومة الجديدة مُحاط بأجواء سياسية قاتمة، في ظل التراشق السياسي القائم بين القوى والتيارات والكتل النيابية المعنية بالتأليف الحكومي، واحتدام صراع الصلاحيات الرئاسية بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.وذكرت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن واللواء والشرق) أنه على الرغم من حالة الجمود الحكومي وعدم وجود ثمة تطورات بالتوصل إلى حل توافقي قريب يشي بإمكانية تلاقي الطروحات بين عون والحريري حول الحكومة الجديدة، غير أن الجهود لم تتوقف والآمال لم تنقطع بالقدرة على إحداث “خرق ما” في جدار التصلب بالمواقف بما يُفضي إلى إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة.وأشارت الصحف إلى أن قوة الدفع الفرنسية تؤشر إلى أن الملف الحكومي في لبنان يقترب شيئا فشيئا، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول المركزية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط لا سيما مصر والسعودية والإمارات في سبيل الانخراط في الجهود الرامية إلى إيجاد حل للمعضلة اللبنانية.وأضافت أن الحضور العربي على خط الأزمة اللبنانية يشهد زخما ملحوظا في هذه الفترة، مشيرة في هذا الصدد إلى الحضور المصري الفاعل، إلى جانب الحضور الإماراتي، مؤكدة أن الحضور العربي يحتضن بشكل لافت المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان، وأن ثمة نصائح عربية أسديت في الآونة الأخيرة للمسئولين اللبنانيين المعنيين بالملف الحكومي، بالتجاوب مع المبادرة الفرنسية.ويشهد لبنان فراغا حكوميا ممتدا منذ نحو 6 أشهر، وذلك بعدما تقدمت حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء باستقالتها في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات انفجار ميناء بيروت البحري، حيث لم تتشكل منذ ذلك الوقت حكومة جديدة لإدارة شئون البلاد.وكُلف زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري برئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة للبنان، في ضوء ما أسفرت عنه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت في 22 أكتوبر الماضي، وأفضت إلى اختيار 65 نائبا من أصل 120 عضوا بمجلس النواب لـ “الحريري” لتولي المنصب.ويسود التعقيد مسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل خلافات القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومي وعدم الاتفاق في ما بينها، لا سيما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وذلك حول توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف وحجم الوزارات التي سيحصل عليه كل فريق ونوعيتها والأسماء التي ستشغل الحقائب.
مشاركة :