أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن دولة الإمارات ماضية في مقدمة التحالف العربي مع الشقيقة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن اليمن والمنطقة حتى يعود الأمن والاستقرار والسلام لليمن الشقيق. وقال إن دولة الإمارات ثابتة في نهجها الأصيل بمد يد العون والمساعدة نصرة للقضايا العربية وصوناً للأمن القومي الخليجي والعربي. جاء ذلك خلال استقبال سموه مساء أمس في أبوظبي الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة الذي يزور البلاد حاليا لتقديم العزاء في شهداء الحق والواجب، وأعرب عن شكره وتقديره للرئيس اليمني على ما أبداه من مشاعر أخوية نبيلة. إصرار وعزيمة وقال سموه في فيديو بثته نشرة علوم الدار في تلفزيون أبوظبي: عودنا أهلنا أن ثأرنا ما يبات ولا ننساه، مضيفاً سموه إن استشهاد عدد من أبنائنا يزيدنا إصراراً وعزيمة وقوة. وشدد سموه على أن مثل هذه الأحداث لن تثنينا عن القيام بواجبنا الأخوي والانساني تجاه أشقائنا بل ستزيدنا إصراراً وعزيمة وقوة لتحقيق الأهداف الأمنية والإنسانية في المنطقة. وقال سموه إن أبطالنا من أبناء القوات المسلحة في ميادين المعركة زادت عزيمتهم وتصميمهم بعد الحادث الأليم على تحرير وتطهير اليمن من الحثالة الموجودة. قرار وأضاف سموه مخاطباً الرئيس اليمني إننا لن نتردد في قرارنا ونحن ماضون معكم حتى آخر الطريق، فاليمن ليس بلدكم وحدكم بل نشعر بتاريخ مشترك معكم، ونسأل الله تعالى أن يحقق لنا بعونه ومشيئته النصر القريب. مواساة بدوره أعرب الرئيس اليمني عن خالص تعازيه وصادق مواساته في شهداء دولة الإمارات الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن أمتهم العربية وأشقائهم اليمنيين من بغي الظلم والعدوان وذلك ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية. تضامن ونقل الرئيس اليمني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعازي وتضامن الحكومة اليمنية والشعب اليمني مع أشقائهم في الامارات، مشيرا إلى أن هذه الوقفة التاريخية والعظيمة علامة فارقة في مسيرة المنطقة تجسد التلاحم والتضامن الاخوي العربي في أبهى صوره وسيظل هذا الموقف محفورا في وجدان وقلوب أبناء الشعب اليمني. علاقات وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحة اليمنية. وقدم الرئيس اليمني شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لمبادراته الانسانية تجاه الشعب اليمني وعمليات المساعدات التي تجري حاليا لإغاثة المتضررين وتأهيل المرافق الحيوية في عدن خاصة الصحية والتعليمية والاجتماعية والخدمات العامة. حضر اللقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من المسؤولين. وصول وكان الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة وصل إلى البلاد ظهر أمس في زيارة أخوية يقدم خلالها التعازي في استشهاد عدد من أفراد القوات المسلحة الإماراتية المشاركين ضمن قوات التحالف في عملية اعادة الأمل في اليمن. وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من المسؤولين. الحكومة اليمنية: شعبنا لن ينسى تضحيات الشهداء البواسل نعت الحكومة اليمنية الشرعية أمس استشهاد الجنود الإماراتيين والبحرينيين إلى جانب عدد من أشقائهم في الجيش الوطني اليمني بمحافظة مأرب. وقالت الحكومة في بيان ببالغ الأسى وعميق الحزن تلقت الحكومة اليمنية نبأ استشهاد الأبطال من أبناء الإمارات والبحرين وأبنائنا من الجيش الوطني، ومن هنا فإننا نعبر عن تعازينا الحارة وأسفنا العميق لحكومتي البلدين الشقيقين، وأسر الشهداء الأبطال الذين قضوا في ميدان العز والبطولة، ملبين دعوة إخوانهم في أرض الحضارة والتاريخ، لاستعادة الدولة اليمنية وإعادتها إلى الجسد العربي، بعدما حاولت قوى شريرة فصلها وعزلها عن محيطها العربي والإقليمي وتسليمها لأيادٍ سوداء عاثت في منطقتنا خراباً وفوضى. تضحيات جسيمة وأشارت الحكومة إلى أن الشعب اليمني بكل تنوعاته لن ينسى هذه التضحيات الجسيمة خاصة الأشقاء في الإمارات والبحرين، معتبرة ان هذه الدماء تأتي لتعمد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات ستظل الأجيال اليمنية المتعاقبة تتذكرها كما تتذكر الآن مسيرة وافرة العطاء والبذل من الأشقاء. وقالت إن هذه الدماء التي سقت اليوم التراب اليمني في أرض السد العظيم، تؤكد أن اليمن أرضاً وإنساناً سيظل يحتفظ في ذاكرته بهذه التضحيات التي لا تنسى، وأن الدم العربي الذي امتزج اليوم بالدم اليمني ليؤكد تأكيداً لا شبهة فيه على وحدة الهدف والمصير، ويمنحنا العزم على دحر هذه العصابات التي بغت على المجتمع وأنهكت الدولة وعرضت أمن المنطقة والعالم للخطر والفوضى. تقدير وأعربت عن تقديرها العالي لهذه التضحيات، مؤكدة أن الدماء الغالية ستضع حداً لعصابات الخيانة والارتزاق، وقالت إن ما بنا من الأسف، بقدر ما بنا من العزم والإصرار على إعادة الحق لأصحابه وإعادة الدولة اليمنية وشرعيتها الثابتة، من أيدي الانقلابيين والقتلة. وأضافت الحكومة اليمنية: كما سقت مياه سد مأرب العظيم أرضه الطيبة بعدما امتدت إليه اليد الإماراتية، يد زايد العطاء والخير، ستزهر أرض السد حرية وتحريراً ومجداً بعدما سقتها ذات اليد بالدماء، كما سقتها قبلاً بمياه السد العظيم. وهناك في تلك الأرض الطيبة يلتقي التاريخ بالمستقبل، ليصنعا الحاضر بإرادة ودماء عربية ممزوجة بدماء أبناء سبأ. دماء طاهرة وأكدت أن هذه الدماء الطاهرة لن تذهب هدراً، وستكون هي الفتيل الذي سيشعل الجحيم على المعتدين وسيهب اليمنيون جميعاً لاقتلاع شجرة الشر وقوى الفوضى والخراب، لنقطع بعدها الأيادي الأثيمة التي امتدت لتملأ المنطقة خراباً وناراً وإلى الأبد. وقالت الحكومة اليمنية إن كل أبناء اليمن يشعرون بالامتنان الكبير، كما يشعرون بالأسف ويؤكدون جميعاً أن ثمن هذا الإجرام سيكون غالياً على المعتدين، ولن تذهب دماء أولئك الشهداء الأبطال هدراً أبداً.
مشاركة :