تُشير استطلاعات الرأي الأمريكية، أنّ الشباب في مختلف الولايات المتحدة انخفضت لديهم الرغبة في الحصول على (سيارة خاصة) بدءاً من العام 2008م!. المحللون يرون أنه (جيل رقمي)، ينتقل من مكان إلى آخر بواسطة وسائط التواصل، فهو يزور المتجر، ويطلب العشاء من المطعم، وربما تناقش مع الطبيب حول نتائج الفحوصات، دون أن يُغادر (غرفة نومه)، وعند الحاجة فإنه يستفيد من وسائل النقل العام..؟!. مبيعات السيارات انخفضت بشكل كبير في أمريكا اليوم، وهذا يدل على أنّ نظرية التخلص من السيارة (كوسيلة نقل) أولى، آخذة في الارتفاع شيئاً فشيئاً، بسبب الأزمات الاقتصادية، وأصدقاء البيئة، والباحثين عن الصحة، ووسائل التواصل، وهو ما ساهم في الحفاظ على السيارة القديمة، أو عدم شراء سيارة من الأصل!. بالطبع هذا الأمر، لا ينفي وجود شريحة مغايرة تماماً، تتنافس للحصول على أحدث وأندر السيارات في العالم، إما بحثاً عن الرفاهية، أو الخدمة، والتنقل السريع، إلا أنّ موضة (التخلص) آخذة في الانتشار عالمياً!. لعل في هذه الأفكار الأمريكية حلول (لزحمة الرياض) المُخيفة، خصوصاً لإخواننا المُولعين (بالثقافة الأمريكية) فبدلاً من الخروج للحصول على (صحن بيتزا) أو (وجبة هامبورج)، يمكنكم الاستفادة من التوصيل السريع، كما يمكنكم تفعيل الخدمات البنكية الإلكترونية، والتعامل مع برنامج (أبشر) للخدمات الحكومية، لا داعي للذهاب للاستراحة تواصل مع أصدقائك عبر وسائل التواصل، من اليوم فصاعداً كل شخص لا يخرج من بيته يجب أن يُنظر إليه باحترام، كمُثقف واع، مُرتبط بالثقافة والتقنية العالمية، ومن خفف عن مسلم خفف الله عنه!. العقبة الكبرى تبقى في نظرية (العمل عن بعد)، والتي يُطبقها الأمريكان، ويصعب نقلها إلى ثقافتنا، فالشاب الأمريكي يستطيع إنجاز الأعمال المطلوبة منه، عن طريق جهازه في المنزل دون الحاجة للذهاب إلى مقر العمل يومياً، أما ثقافتنا، فإنّ توقيع (الحضور والانصراف)، أو (البصمة) مُقدّسة لدى المدير، وهي أساس الحصول على (الراتب) أكثر من (الإنجاز)؟!. كل الحلول يمكن طرحها ومناقشتها لتخفيف الزحام، لكن من سيُقنع المرأة لدينا (بعدم الخروج) اليومي؟! أنا مُتأكد أنه يمكن إنجاز كل مشاويرها التي تستغرق (ثلاثة أيام) وتسبب الزحام، في (مشوار واحد) فقط؟ والله من وراء القصد!. وعلى دروب الخير نلتقي
مشاركة :