حسناً فعل ياسر المسحل بدعوته للجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي بصفته عضواً فيها ومديراً تنفيذياً لرابطة دوري المحترفين للحضور للمملكة لعقد ورشة عمل مع ممثلي الاتحاد السعودي وأندية رابطة دوري المحترفين تتعلق بالإجراءات القانونية والانضباطية الخاصة ببطولات الاتحاد القاري، فخطوته تلك جعلتنا نقترب من هذه اللجنة التي ظللنا نتعاطى معها كمنظمة سرية وليست كلجنة رياضية كغيرها من اللجان. وفد الاتحاد الآسيوي قال كل ما يريد قوله، وشرح كل ما أراد شرحه عن آلياته القضائية، ولوائحه الانضباطية، وقضايا الأندية السعودية تحديداً، ولم يكتفِ بذلك، بل نجح في تسجيل أكثر من هدف في مرمى الاتحاد السعودي وأنديته سواء في الورشة نفسها، أو في لقاءاته الخاصة إذ قال ما مفاده أن(الخلل لديكم ودعكم من النواح والعويل عند أي قرار فحتى اتحادكم وأنديتكم لا يعرفون كيف يحتجون، ومتى يحتجون). أعظم من ذلك ما تسرب عن لقاء الوفد الآسيوي بالأمير عبدالله بن مساعد إذ قيل له ما لم يقل في الورشة عن سلبية اتحاد الكرة وممثليه المرافقين للأندية أو حتى داخل اتحاد الكرة الآسيوي، وهي مكاشفة من أهل الحل والعقد في الاتحاد القاري مع الرجل الأول في الرياضة السعودية، ما يعني أن الدكتور حميد الشيباني ومرافقيه أرادوا أن يضعوا الكرة في مرمى الاتحاد السعودي قبل أن يغادروا. حتى نكون منطقيين في تحليل المشهد لابد أن نتخلى – ولو نظرياً- عن عقدة المؤامرة التي تتلبس علاقتنا بالاتحاد الآسيوي، لنعترف بضعف مستوى الوعي القانوني لدى أنديتنا المشاركة آسيوياً، وكثير من التجارب أثبتت ذلك، كما أن دور ممثلي اتحاد الكرة المرافقين للأندية سلبي إلى حد أنه لا يتجاوز الحضور الصوري، وسلبيتهم تلك تنطلق من سلبية رأس الهرم في الاتحاد السعودي وأعضائه الممثلين له في كوالالمبور في إدارة هذا الملف، وقبل ذلك لا بد وأن نعترف أن دور رابطة المحترفين وقبلها اتحاد الكرة بلجانه القانونية أكثر سلبية في التوعية والتثقيف. بهذا الاعتراف يمكن أن ننطلق إلى محاكمة الاتحاد الآسيوي، فالشيباني الذي عزا غض الطرف عن التجاوزات التي تحدث في إيران بأن مراقب المباراة ربما يكون لا يفهم مغزى اللافتات الموجودة في المدرجات أو الملعب وما ترمز إليه، لذا لا يقوم بتدوينها في التقرير، وهو عذر أقبح من ذنب، فالمجيء بشخص يكون بمثابة "الأطرش في الزفة" يدين الاتحاد الآسيوي ولا يبرئه، خصوصاً وأن بعض التجاوزات تحمل صوراً لا تخطئها العين العوراء، إلا أن تكون تلك العين عمياء، أو أنها تستعمي، كما حدث حين رفعت صور القيادة السعودية في ملعب أزادي. اعود الآن من حيث انطلقت حول أهمية هذه الورشة فمن خلالها نكون قد دخلنا "عش الدبابير" وعرفنا كيف تدار اللعبة فيه، ولا خير فينا إن لم نستفد من ذلك، برفع منسوب الوعي القانوني لأنديتنا ومرافقيها من اتحاد الكرة، ودعم ياسر المسحل باعتباره ممثلنا في لجنة الانضباط، وهو مسؤولية اتحاد الكرة برئيسه الذي هو عضو في المكتب التنفيذي، غير أن أخوف ما أتخوفه ألا نبني على الشيء مقتضاه ، فنعود إلى مربع النواح والعويل على طريقة.. و(كأنك يا بو زيد ما غزيت)! لمراسلة الكاتب: malshikh@alriyadh.net
مشاركة :