أعرب أمرالله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني، عن ترحيب بلاده بقرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة النظر في الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق مع حركة طالبان؛ مرجعا السبب في ذلك إلى أن حركة طالبان لم تلتزم بتعهداتها في هذا الاتفاق وانتهكت بنوده مرارا.وقال صالح - في مقابلة حصرية مع قناة "فرانس 24" اليوم الاثنين - إن بلاده تطالب الولايات المتحدة بالنظر إلى تاريخ حركة طالبان وسلوكياتها في عدم الوفاء بالتزاماتها، مضيفا أن المصالح الأمنية والقومية للولايات المتحدة تقتضي عدم خروج قواتها من أفغانستان دون التأكد من أنها لن تصبح "جنة آمنة للإرهابيين".وأكد أن الولايات المتحدة تعد الحليف الأقرب لأفغانستان، وأنها قدمت الكثير لبلاده خلال العقدين الماضيين .. مشيرا إلى ما جاء في تقرير الأمم المتحدة عن أفغانستان، والذي أظهر أنه حتى اليوم هناك 500 إرهابي على الأقل مرتبطين بشكل كبير بتنظيم القاعدة يقاتلون في صفوف حركة طالبان.وردا على سؤال حول تصريحات حركة طالبان بأنه إذا تم التراجع عن الاتفاق فإنها ستعود إلى حالة الحرب، شدد أمر الله صالح على أن الحركة لم تتوقف عن الحرب لثانية واحدة .. مؤكدا أنه لم يندهش من تلك التصريحات .وحول إفراج الحكومة الأفغانية عن 5000 سجين من الحركة والادعاءات حول عودتهم إلى القتال معها عقب خروجهم، قال النائب الأول للرئيس الأفغاني إن التقارير الاستخباراتية والدولية تدعم هذه الادعاءات من خلال دلائل قوية، وأنهم اشتركوا في المذابح التي ارتكبتها الحركة في حق المدنيين الأفغان، واصفا إطلاق سراحهم بأنه "كان خطأ كبيرا".وردا على سؤال حول ما إذا كانت المفاوضات مع طالبان قد انتهت أم لا، قال أمر الله صالح إن الحركة تعتقد أن المفاوضات مع الحكومة الأفغانية ليست ضرورية، وأن الولايات المتحدة تركت الأمر برمته، مشيرا إلى أن الحركة لديها فهم خاطئ للاتفاق الذي تم توقيعه. وقال "علينا أن نعيدهم إلى أرض الواقع ونخبرهم بأنهم مجرد مجموعة وليسوا دولة وليسوا حتى مجموعة ذات سيطرة .. اعتقد أن الطريقة الخاطئة في التفاوض معهم أعطتهم ثقة زائفة".وأكد النائب الأول للرئيس الأفغاني، في الوقت نفسه، أن بلاده مستعدة للتفاوض مع حركة طالبان للتوصل إلى تسوية سياسية، مشددا على أن طالبان هي من تخلت عن طاولة المفاوضات وأن اللوم يقع عليها في توقف المفاوضات.وأضاف أن "سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع أفغانستان تبدو صحيحة وتتحلى بالعمق والاحترام.. والأكثر أهمية أنهم يتعاملون مع الوضع بأعين مفتوحة وأذن مصغية.. نحن نرحب بذلك".
مشاركة :