أثار مقتل رجل الدين الدرزي البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة أمس الأول الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) احتجاجات ضد النظام السوري في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تخللها إطلاق نار ومقتل عناصر من القوى الأمنية. وبقيت السويداء نسبيّاً بمنأى عن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، باستثناء عمليات عسكرية محدودة في 2014 و2015، تورطت فيها مجموعات مسلحة بعضها متطرفة وصدتها قوات النظام بمساندة السكان الدروز المنتظمين في عدد من الميليشيات الخاصة بهم. وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم. كما كان من أشد المعارضين للتنظيمات المتطرفة. وقتل البلعوس (الجمعة) في انفجار سيارة مفخخة استهدفه أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، وتلاه انفجار سيارة ثانية قرب المستشفى الذي نقل إليه الجرحى والقتلى. وتسبب الانفجاران بمقتل 28 شخصاً بينهم البلعوس وإصابة حوالي خمسين آخرين بجروح. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحملوا النظام السوري مسئولية التفجيرين. وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» «قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري» في المدينة. وتابع «خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها». وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاماً) إن منزله قريب من مبنى البلدية، مشيرا إلى أنه سمع «صوت تحطم زجاج ليلاً. وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة». وأشار المرصد إلى أن المتظاهرين «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء». وأكد شاهد رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس» أن «تمثال حافظ الأسد دمر بشكل شبه كامل في ساحة السير في وسط مدينة السويداء». وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأت على ذكر البلعوس. ونفى قائد الشرطة في السويداء، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «سانا» المعلومات «التي أوردتها بعض وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية حول استهداف عدد من عناصر الأمن داخل السويداء، مؤكدا أنها «مغرضة وعارية عن الصحة». وقال: إن «الأوضاع في مدينة السويداء اليوم هادئة ومستقرة». وعاد «الهدوء الحذر» صباح أمس السبت إلى السويداء، بحسب المرصد. وذكر سكان أن رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا إلى انقطاعات في شبكة الإنترنت وفي الاتصالات الهاتفية.
مشاركة :