يترقب الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم، اليوم، اللحظة التاريخية لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ. ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» رسالة لشعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية عشية وصول «مسبار الأمل» إلى المريخ، وذلك عبر حساب سموه في «تويتر»، فيما يلي نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم، إخواني وأخواتي أبناء شعب الإمارات .. وأبناء الأمة العربية والإسلامية .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خلال الساعات القادمة يصل مسبار الأمل لكوكب المريخ.. وسيكون التحدي الأكبر هو الدخول لمدار المريخ، 50 بالمئة من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا لم تستطع أن تدخل المدار .. ولكن أقول .. حتى إن لم ندخل المدار .. فقد دخلنا التاريخ .. هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم .. أكثر من 5 ملايين ساعة عمل لأكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتيين .. هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب .. بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب .. نسأل الله التوفيق في الوصول لكوكب المريخ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وفي وقت سابق، كتب سموه على حسابه في «تويتر» أمس، قوله: «(غداً) نحتفل بخمسين عاماً من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله.. نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد طيب الله ثراهما في بناء الإنسان.. (غداً) نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة.. (غداً) نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين.. (غداً) نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون #العرب_إلى_المريخ. وتسود اليوم حالة من الترقب الحذر حول العالم بانتظار الأخبار المفرحة بنجاح دخول المسبار لمدار المريخ، مع استعدادات العديد من محطات التلفزيون ومواقع «الإنترنت» ومنصات التواصل الاجتماعي لنقل الحدث عبر بث حي، يتوقع أن يستقطب مشاهدات قياسية في تاريخ الوطن العربي والعالم. وسينظم المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة فعالية إعلامية كبرى في محيط برج خليفة بدبي لمتابعة هذه المرحلة التاريخية في مسيرة دولة الإمارات، وتسليط الضوء على المرحلة الأصعب من المهمة، وهي دخول المسبار لمدار المريخ، بحضور وكالات الأنباء العالمية وممثلي وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية ونخبة من المسؤولين وأعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل». كما سيكون هناك بث وربط مباشر مع غرفة العمليات في مركز التحكم الأرضي في الخوانيج بمركز محمد بن راشد للفضاء. وتقدم معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، خلال هذه الفعالية الإعلامية، شرحاً مفصلاً حول مراحل مهمة مسبار الأمل منذ نشأة الفكرة وحتى لحظة دخول المسبار لمدار المريخ، في حين يتحدث المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، عن آخر مستجدات مسار مسبار الأمل. وتشهد الفعالية الإعلامية العديد من الفقرات التي تسلط الضوء على رحلة مسبار الأمل، ورحلة دولة الإمارات مع حلم الفضاء، وكيفية تحقيقه بسواعد وعقول أبناء الدولة، كما يتخلل الفعالية عقد لقاءات إعلامية متعددة بين أعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» وممثلي وسائل الإعلام تتناول مختلف جوانب المشروع والتحديات التي مر بها، وصولاً إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. تتضمن الفعالية الإعلامية الخاصة بوصول المسبار إلى المريخ، عرضاً مبهراً بالليزر على واجهة برج خليفة، أطول بناء من صنع الإنسان في العالم، يتم تنفيذه بتقنية رفيعة المستوى، لعرض رحلة مسبار الأمل والمراحل التي مر بها المشروع، وجهود الكوادر الإماراتية التي شاركت في تحقيق هذا الحلم. ويمكن للجمهور متابعة البث الحي للحظات الحاسمة لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر عبر الموقع الإلكتروني: www.emm.ae/live ويصل مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، بينما يبدأ البث الحي لعملية الدخول إلى المدار عند الساعة السابعة مساء. رحلة الأمل منذ انطلاقه في 20 يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ «إتش 2 إيه»، أتم «مسبار الأمل»، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مرحلتين من مراحل مهمته المريخية الست، هما: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إتمام المرحلة الثالثة وهي «الملاحة في الفضاء» التي استغرقت أطول مدة زمنية في الرحلة، وجرت فيها بنجاح ثلاث مناورات دقيقة لتوجيه المسبار، ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى وجهته، قبل أن تبدأ (اليوم) التاسع من فبراير 2021 المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، وتعقبها مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية المرصود لها والخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر. وكانت رحلة «مسبار الأمل» فعلياً قد بدأت فكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في صير بني ياس في أواخر عام 2013، حيث قاد سموه عصفاً فكرياً مع أعضاء المجلس استعرض فيه جملة أفكار استعداداً للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في عام 2021، وقد تبنّت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء. وعلى الإثر، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2014 مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، أُطلق عليه اسم «مسبار الأمل»، بحيث يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، بينما تمول الوكالة المشروع وتشرف على الإجراءات اللازمة لتنفيذه. وقد شكل هذا الإعلان التاريخي منعطفاً تنموياً في مسيرة الإمارات، عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء، وجعله رافعة أساسية في اقتصادها الوطني، بموازاة العمل على بناء رأسمال إماراتي بشري في مجال علوم الفضاء، وتخصيص الموارد اللازمة للاستثمار في هذا المجال. ومنذ اليوم الأول للمشروع، كان توجيه القيادة واضحاً، وهو أن يتم تصنيع المسبار وعدم شرائه جاهزاً، وكان هذا تحدياً جديداً، تحول إلى فرصة لإلهام جيل من العلماء والباحثين في مجال العلوم والتكنولوجيا لإحداث نقلة نوعية أو المساهمة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، وبناء قدرات الكوادر الوطنية العاملة في المشروع عبر تدريب وإعداد علماء إماراتيين للإسهام في مجال استكشاف الفضاء، بالتعاون مع الشركاء العلميين الدوليين للمشروع، بالإضافة إلى تدريب وإعداد مهندسين إماراتيين لتطوير أنظمة الفضاء، بما يؤدي إلى تجهيز البنية التحتية اللازمة لبرنامج مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء الخارجي، وذلك عبر بناء شراكات مع جهات دولية مختصة في مجال استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى إنشاء وتحسين وتطوير البرامج العلمية والهندسية في القطاع العلمي والأكاديمي. وعمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء على تصميم المسبار وبنائه وتطويره، وإجراء الاختبارات اللازمة لأجهزته وأنظمته الفرعية مع شركاء نقل المعرفة العالميين، وتم بالفعل إنجازه وتجهيزه لمرحلة الاختبارات النهائية قبل الإطلاق في فبراير 2020، وتزامن ذلك مع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور عملية تركيب القطعة الأخيرة من المسبار، والتي تشكل الجزء الخارجي الأخير منه، وتحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، وتواقيع سموهم، وتواقيع سمو أولياء العهود، كما تحمل عبارة «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، بالإضافة إلى علم دولة الإمارات وشعارها «لا شيء مستحيل». تتضمن أهداف «مسبار الأمل» عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ المهمات المريخية، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة، ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، بالإضافة إلى كشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر. ومن شأن تحليل مناخ الكوكب الأحمر مساعدتنا على معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطح المريخ، واستشراف مستقبل كوكب الأرض، وسُبل الحفاظ على الحياة فيه. وسيجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، لتتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية. أمل العالم يُعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أول مشروع عربي لدراسة الكوكب الأحمر، ومسبار الأمل هو محط آمال مئات الملايين من 56 دولة «عربية وإسلامية»، وهو مشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وعند وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مدار المريخ ستكون دولة الإمارات خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ. وهذا الوجود الإماراتي، يمثّل تطلعات وطموحات دولة الإمارات. ويخدم هذا المشروع البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم، كما يرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية. كما يسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
مشاركة :