= 2 = •• قال هل لك ان تذكر لي بعض الشواهد التي اشرت اليها. قلت لا اظن ان ذلك صعب وعلى المراقب ان يشهد ذلك .. وبما ان الثورة الايرانية في بدايتها لنأخذها مثلاً حياً امامنا .. فهذه – التفجيرات التي تجري وهذه الدماء التي تسيل كل ذلك دليل على ما يسميه البعض بالموت الاعمى ولهذا فان ايران سوف تدخل نفقاً من التوهان ان لم أقل الضياع. ان هي ذهبت في حلاوة النصر ونشوته فأخطأت التعامل مع جيرانها في المنطقة. صمت أنا.. فراح صديقي ينظر إلي باندهاش وهو يقول لي: – أنت متشائم أكثر من اللازم. قلت له: • لست متشائما ولكنها محصلة قراءاتي لكل الثورات التي حدثت في العالم الثالث ولا داعي أن أضرب لك مثالاً على قولي هذا.. أنظر الى اقتصاديات تلك الدول بعد ثوراتها والى حاجة مجتمعها ثم اخبرني بما تتوصل إليه. مر على هذا الحوار سنوات وغاب عني ذلك الصديق بعد ان خطفه الموت. ودخلت ايران مرحلة جديدة في تاريخها وتحولت الى عالم من الصدامات فاخذتها الصراعات الداخلية الى متاهات من الاهواء وغرقت في بحار من الدم فاعطت (الثورة) ظهرها لابنائها فراحت تأكلهم واحداً بعد الآخر.. فقتل من قتل وهرب من هرب.. وبدأت الحياة هناك نوعاً من المغامرة.. وبدأت الأمور تسير هكذا. والى الغد.