كان من المفترض أن تحتفل إسبانيا بفوز منتخبها على نظيره السلوفاكي 2 - صفر مساء السبت وتصدره للمجموعة الثالثة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) واقترابها بشكل كبير من حسم مقعدها في النهائيات. فقد بات المنتخب الأسباني حامل اللقب، والذي يدربه المدير الفني فيسنتي دل بوسكي، بحاجة إلى فوز متوقع على نظيره المقدوني بعد غد الثلاثاء للتأهل رسميا إلى النهائيات المقررة بفرنسا، ولكن بدلا من الإحتفال بالفوز والأداء الرائع الذي قدمه الفريق الذي أمتع الجمهور بأسلوب لعب "التيكي تاكا" الشهير المعتمد على التمريرات القصيرة والذي قاده للهيمنة على عالم كرة القدم لأربعة أعوام، انصب تركيز وسائل الإعلام اليوم الأحد على المدافع جيرارد بيكيه الذي استهدفته الجماهير بصيحات الإستهجان منذ بداية المباراة وحتى نهايتها. وألقى الهجوم على بيكيه بظلاله على ما يعد أفضل عرض للمنتخب الأسباني منذ فترة، في ظل قيادة أندريس إنييستا وسيسك فابريغاس لخط الوسط وتألق ديفيد سيلفا لذي أزعج الدفاع السلوفاكي كثيرا بتمريراته. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها بيكيه هذا الموقف، فقد استهدف اللاعب الذي شارك في 69 مباراة دولية بصيحات استهجان ممنهجة أيضا خلال أغلب مباريات المنتخب الإسباني على أرضه في الموسم الماضي وكذلك خلال جلساته التدريبية في مدريد. ويأتي ذلك بسبب الدعم الكبير المعلن من جانب بيكيه للحملة المثيرة للجدل التي تهدف لاستقلال إقليم كتالونيا. وتجدر الإشارة إلى أن بيكيه ليس الوحيد من المنتمين لبرشلونة الذي أعلن تأييده لاستقلال كتالونيا، فقد كان جوسيب غوارديولا المدرب السابق لبرشلونة والحالي لبايرن ميونيخ الألماني، قد أعلن تأييده أيضا. ولكن بيكيه عبر عن آرائه بشكل أكثر حماسا وقد وصفه الكثيرون في إسبانيا بالاستفزازي. وساعد بيكيه (28 عاما) المنتخب الإسباني في الفوز بلقب كأس العالم للمرة الأولى وتوج معه بذلك بطلا لأوروبا مرتين، ولكنه لم يبتعد عن دائرة الجدل. ويعرف بيكيه أيضا بترديد النكات والمزاح في غرف تغيير الملابس وهو شيء قال إنه تعلمه عندما كان شابا بنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقد تردد أنه تسبب في تعطيل رحلة طيران لفريق برشلونة قبل عام بسبب إطلاقه اثنتين من عبوات الروائح الكريهة.ولم تكن تلك المواقف محببة دائما لدى زملاء بيكيه، وقد مرت الأعوام دون اختيار بيكيه ضمن قادة برشلونة، رغم أنه الآن ثالث أقدم لاعب بالفريق الكتالوني. وحاول بيكيه أن يتجاهل صيحات الاستهجان خلال مباراة الأمس لكن عدم الارتياح كان يبدو عليه كلما لمس الكرة، وبعد المباراة فضل التزام الصمت. وأجرت إذاعة "راديو ماركا" مقابلات مع عدد من المشجعين الذين وجهوا صيحات الاستهجان ضد بيكيه، وصرح أحدهم قائلا "لا يفترض أن يلعب بيكيه للمنتخب الإسباني لأنه يرغب في تفتيت دولتنا. هذا هو سبب كراهيتنا له. إنه عار على إسبانيا". وسرعان ما تدخل دل بوسكي للدفاع عن بيكيه، قائلا: "صيحات الإستهجان هذه مؤسفة للغاية. يجب أن تأتي الجماهير لمشاهدة كرة القدم. وبالمناسبة، كان بيكيه رائعا الليلة". كذلك أبدى الحارس المخضرم إيكر كاسياس إنزعاجه لما تعرض له بيكيه، قائلا: "لنرى ما إذا كان يمكننا تغيير هذا الوضع فيما بيننا. جيرارد لا يستحق مثل هذه المعاملة". وقال إنييستا: "أود أن تتوقف تلك الصيحات الموجهة لجيرارد، لأنها تمسنا جميعا. يجب أن نسير جميعا في نفس الاتجاه. فكلما اختفت مثل هذه الأمور بسرعة، كلما كان الوضع أفضل للجميع". من جانبه، قال سانتي كازورلا: "جيرارد قدم الكثير لإسبانيا، وأود أن تدرك الجماهير ذلك. إنه لاعب مهم بالنسبة لنا منذ أعوام".
مشاركة :