ينتحر شخص في لبنان كل 3 أيام، وتوجد خمس عشرة محاولة انتحار كل ثلاثة أيام، بحسب قوى الأمن الداخلي.. وقضى نحو 120 شخصًا انتحاراً في لبنان بين الأعوام 2008 الى عام 2014، معظمهم رجال (مقابل كل رجلين تنتحر امرأة). وتفيد دراسات لـ جمعية إدراك، أن واحداً من كل أربعة أشخاص في لبنان يعانون من مرض نفسي، ما يعني أن نحو مليون لبناني على الأقلّ هم بحاجة إلى واحد من طرق العلاج النفسي، أو حتى الاستشفاء. وبحسب الصحافية رلى معوض فإن الرجال يستخدمون وسائل عنيفة للانتحار مثل السلاح اولاً يليه الشنق، لذلك ينجحون اكثر في محاولاتهم، اما النساء فيخترن وسائل اقل عنفا مثل المواد السامة او الادوية المخدرة، وهناك 90 في المئة من حالات الانتحار تكون بسبب الامراض النفسية. المعاناة من الاضطرابات النفسية ويفتقر العالم العربي إلى معطيات علمية حول نسبة انتشار وعلاج الاضطرابات النفسية. كما أنه لم يتم مسبقاً دراسة تأثير الحرب، مثلاً على بداية الاضطرابات لأول مرة على صعيد عالمي وبالأخص في العالم العربي. وفي خلاصة لدراسة سابقة منشورة، أظهرت أن حوالي ربع اللبنانين البالغين (25.8%)، عانوا من اضطراب نفسي واحد على الأقل (DSM-IV) خلال فترة ما من حياتهم. وأن هناك حاجة ملحة لتحديد الأمراض النفسية في وقت مبكر و بدء علاجها. ووفق نتائج الدراسة نفسها، فإن 25.8% من البالغين في لبنان قد عانوا من اضطراب نفسي واحد على الأقلّ (DSM-IV) خلال حياتهم. وإن اضطرابات القلق (16.7%) والاضطرابات المزاجية (12.6%) هي أكثر انتشاراً من اضطرابات التحكم في الاندفاعات (4.4%) والاضطرابات المتعلقة بالإدمان (2.2%). أن أقليّة فقط من الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية تلقوا علاجا، مع تأخر كبير (من 6 إلى 28 سنة) ما بين بداية الاضطرابات لأول مرة والبدء بتلقي العلاج. التعرض لأحداث الحرب زاد 6 أضعاف تقريباً من احتمال أن يصاب اللبناني بإحدى اضطرابات القلق (OR:5.92, CI:2.5, 14.1)، أكثر من 3 أضعاف اضطراب المزاج (OR:3.32, CI:2.0, 5.6)، وأكثر من 12 مرّة اضطرابات التحكم في الاندفاعات (OR:12.72, CI:4.5, 35.7) لأول مرة. فاتورة العلاج عالية جدا أكد تقرير نشر في صحيفة السفير أن الأرقام تشير بأن فاتورة العلاج النفسي في لبنان عالية جداً، إذا كان معظم المصابين يخضعون فعلا للعلاج المناسب. إلا أنّ الواقع يُظهر أنّ المشكلة أساسيّة ومستشرية، كما يشرح الطبيب المختصّ في العلاج النفسي الدكتور جوزف الخوري، الذي أكد أن هناك مرضى نفسيين كثيرين لا يخضعون للعلاج، أو على الأقل لا يكملونه، بسبب كلفته المادية المرتفعة. ويضيف التقرير أنه على الرغم من أن الدولة اللبنانيّة تغطّي كلفة العلاج النفسي أسوة بالحالات المرضيّة الأخرى، إلا أن تلك التغطية تستثني الاستشفاء إلا في مستشفى دير الصليب، كما تستثني كلفة المُعالَجة النفسيّة التي تكون أساسيّة في معظم المرّات وكلفتها مرتفعة. أمّا شركات التأمين الخاصّة فلا تعترف بالمرض النفسي ولا تغطيه، باستثناء شركة واحدة. وتشرح فرح يحيى، الباحثة وعضو صندوق Embrace التابع لـ الجامعة الأميركية في بيروت، أنّ الدولة اللبنانية تؤمن تغطية العلاج النفسي بالطريقة نفسها التي تغطّي بها الحالات المرضية الأخرى، من خلال الضمان الاجتماعي ووزارة الصحّة وتعاونية الموظفين والجهات الضامنة للجيش والقوى الأمنية... ويعاني 121 مليون شخص في العالم من الاكتئاب، و24 مليون الفصام، و50 مليون داء الصرع، هذا ما ذكرته “منظمة الصحة العالمية” والتي سجلت انه في السنة الواحدة ينتحر نحو مليون شخص، في ما يحاول عشرة إلى عشرين مليون شخص الانتحار، فضلا عن أن نصف الاضطرابات النفسية تظهر قبل سن الرابعة عشرة، وتعاني نسبة عشرين في المئة من المراهقين والأطفال في العالم من مشاكل نفسية، وتواجه الكثير من الدول نقصاً في عدد الأطباء النفسيين والممرضين، في مجال الصحة النفسية. وصنّف الإختصاصيّ اللبناني في الأمراض النفسيّة والعقليّة، الدكتور أسامه دحدوح، خلال لقاء صحافي: «الحالات النفسية المرضيّة الأكثر إنتشاراً في المجتمعات إلى خمسة أقسام، تنقسم بدورها إلى تشعّبات عدّة. ولعلّ أكثر الحالات إنتشاراً هي: الإضطرابات القلقيّة، الإضطرابات المزاجيّة، إضطرابات الشخصيّة المرضيّة، الإضطرابات النُفاسيّة، والإضطرابات الجنسيّة ذات المسبّب النفسيّ». وينصح الدكتور دحدوح «الجميع بطلب المساعدة في حال المعاناة من مشكلة نفسيّة، لأنّ الإضطرابات لا تزول من تلقاء نفسها، بل تتفاقم مع الوقت وتطغى على الحياة بشكل سلبيّ». وتبقى نصيحته الأخرى موجّهة إلى المجتمع والمحيطين بالمريض، «فيجب دعمه في تخطّي المرحلة مع العلاج وعدم لومه عبثاً، لأنّه لا قدرة له على السيطرة على العوامل الإكتئابيّة الداخليّة». حملة اكيد رح فيق في كل الأحوال، الأرقام خطيرة ومواجهتها أمر بغاية الأهمية، ولذلك تنطلق حملة اكيد رح فيق وامشي للوقاية من الانتحار الاحد 13 ايلول الخامسة صباحا من مطعم بيت ورد الروشة الى صخرة الروشة، وينظمها صندوق امبرايس التابع لقسم الطب النفسي في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت مع وزارة الصحة.
مشاركة :