يبدأ تقييم المشاريع الناشئة منذ البداية، من مرحلة الفكرة؛ أي حتى قبل أن يصبح المشروع قائمًا بالفعل، ثم يرافقها في شتى مراحلها المختلفة، وعلى ذلك فالتقييم يبدأ من الفكرة؛ يمعنى أنه سابق على المشروع، ويستمر حتى بعد زوالها. فحين يختفي مشروع ما ويزول من الوجود يكون لزامًا على رواد الأعمال المخضرمين إعادة تقييمه مرة أخرى، وفي هذه المرحلة يتم تقييم المشروع ككل من الفكرة إلى المنتج النهائي إلى طرق البيع واستراتيجية التسويق وغيرها. والهدف من عملية تقييم المشاريع الناشئة أمران: إما الاستفادة منها (عملية التقييم) في تعديل مسار مشروع قائم بالفعل، أو استخدامها لتطوير وتحسين مشروع سوف يأتي، وهذا في حالة تقييم مشروع انتهى واستخلاص بعض الدروس التي قد تفيد في إنشاء مشروع قادم. اقرأ أيضًا: أسس تقييم المشاريع.. كيف يكون النجاح؟محاكمة موضوعية واعتمادًا على الطرح الفائت يمكن القول إن تقييم المشاريع الناشئة أشبه ما يكون بمحاكمة موضوعية يقوم بها المؤسسون أو أصحاب المشروع لأفكارهم وطريقة تنفيذها، وتقييم مدى النجاح المتحقق بالفعل، ومعرفة أسباب الفشل ومواطنه. أحيانًا يكون من العسير على رواد الأعمال (خاصة الناشئين منهم) تقييم المشاريع الناشئة خاصتهم فيستعينون بمستشارين مخضرمين وأكفاء، وهذا أمر لا عيب فيه، وإن كنا نوصي بأن يقيّم رواد الأعمال مشاريعهم بأنفسهم؛ فأهل مكة أدرى بشعابها. وإنما تنبع أهمية تقييم المشاريع الناشئة من أنها تضع طموحات وأهداف رواد الأعمال على أرض الواقع، بكلام آخر يمكن القول إنها تعمل على «وقعنة الأحلام والطموحات». فحين يدخل شخص ما مجال ريادة الأعمال تكون لديه طموحات تطال عنان السماء، وهذا في حد ذاته أمر مهم ومحفز لكن شرط أن يكون عمليًا. وعملية تقييم المشاريع الناشئة هي التي تضمن واقعية هذه الأحلام وتلك الطموحات؛ من المهم أن تكون طموحًا وحالمًا لكن الأهم أن تعرف كيف تحققها. اقرأ أيضًا: كيف تقيِّم الشركة الناشئة في مراحلها المبكرة؟ (1/2)تحقيق الأهداف ولعل هذا الطرح يقودنا إلى نقطة أخرى، وهي أنه ليس ممكنًا تحقيق الأهداف المتوخاة من مشروع ما من دون تقييم شامل له؛ أي أن تقييم المشاريع الناشئة هو الضمان الوحيد تقريبًا لتحقيق الأهداف. ولأن الأهداف متغيرة _تبعًا لمعطيات ووقائع جمة يعسر بسط القول فيها في الوقت الراهن_ فإن تقييم المشاريع الناشئة يجب أن يكون حاضرًا على الدوام. ويساعدنا تقييم المشاريع الناشئة ليس في تحقيق الأهداف فحسب، وإنما في وضعها أيضًا، فحين تضع في ذهنك أن كل أهدافك سيتم تقييمها فإنك ستحرص، لا محالة، على كون هذه الأهداف عملية وممكن الوصول إليها. ولعل أحد أشهر أسباب فشل المشاريع الناشئة _وتطرقنا إلى هذا الموضوع في مقال مستقل_ هو عدم وضع أهداف واقعية، تلك الأهداف التي لا تؤدي إلا إلى الإحباط؛ فحين لا تصل إلى ما تريد بعد جهد جهيد فلا شك أنك ستحبط وستخور عزيمتك، غير أن تقييم المشاريع الناشئة يحول بينك وبين هذه النتيجة. اقرأ أيضًا: كيف تقيِّم الشركة الناشئة في مراحلها المبكرة؟ (2/2كيفية تقييم المشاريع الناشئة هناك الكثير من المنهجيات والمقاييس المستخدمة في عملية تقييم المشاريع الناشئة، لكن «رواد الأعمال» سيركز على الأهم منها والأكثر نجاعة وفعالية، وذلك على النحو التالي..استدامة الربح ليس بخافٍ على أحد أن الربح أحد المعايير الأساسية في تقييم المشاريع الناشئة؛ فحين نذهب إلى تقييم مشروع ما فإن مسألة الربح أول ما تطرأ على الأذهان، غير أن الربح وحده ليس كافيًا. فما معنى أن يربح المشروع مرة واحدة؟ وهل هذا مجدٍ في حال حدوثه؟ إن المعايير المتبع هنا في تقييم المشاريع الناشئة هو الربح المستدام، وهو ضمان بقاء المشروع وكونه على المسار الصحيح. اقرأ أيضًا: التراخيص اللازمة لبدء المشروع.. ريادة في إطار القانونجذب العملاء لكن استدامة الربح التي تحدثنا عنها قبل قليل ليس إلا وجه آخر لجذب العملاء ونتيجة لها أيضًا؛ فكلما كان المشروع أقدر على جذب العملاء ضمن الحصول على الربح بشكل مستمر، ومن هنا كان أكثر نجاحًا، وحصل على نقاط أعلى في عملية تقييم المشاريع الناشئة ككل. لكن عامل جذب العملاء هذا يضم العديد من المقاييس الأخرى مثل رضا العملاء، ونجاح المنتج في تلبية كل احتياجاتهم ورغباتهم، وهي أيضًا عوامل مهمة في عملية التقييم ولكنها متضمنة في جذب العملاء. وغاية ما نريد قوله إنك لو اتبعت هذين المعيارين _استدامة الربح وجذب العملاء_ في عملية تقييم المشاريع الناشئة ككل لعرفت أين موضع مشروعك من السوق ومدى نجاحه فيه. اقرأ أيضًا: مهارات مهمة لإنشاء متجر إلكتروني ما الذي يدفعك لتأسيس شركتك الخاصة؟ استراتيجية عمل لشركات عائلية مستدامة
مشاركة :