في سيرة ومسيرة الكثير من رجال الدولة محطات مضيئة تصبح نماذج وشواهد على قيمة الرجال وأدوارهم التاريخية الفارقة في مجتمعاتهم وأوطانهم، ولكن بعضهم يمتلك حضورا فائقا ومذهلا يستحق أن يكون نبراسا يمنح الأجيال صورة عالية الدقة والوضوح لأولئك الرجال وحقيقة أعمالهم المدهشة في حياتنا. توقفت كثيرا عند مسيرة سمو الشيخ سعيد بن زايد بن سلطان آل نهيان، وهو سليل تلك العائلة التي ترتبط بالخير ويتدفق كما هو حال الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” الذي لم يكن خيره عطاء الناس وحسب وإنما هو كل تلك السماحة والسلام والرفق والتسامح والعدل والبساطة والتواضع وبقية سلسلة فضائل الأخلاق الكريمة. من ذلك المنهل الإنساني العذب، يأتي الشيخ سعيد بن زايد بكل خير الأصل ويجسده في شخصه الكريم عنوانا للمحبة والعطاء والعمل والتفاني من أجل مجتمعه ووطنه، وقد بدأ ذلك مبكرا عقب حصول سموه على بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة الإمارات العربية المتحدة في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، بالعمل كوكيل لدائرة التخطيط في أبوظبي، وتولى منصب رئيس دائرة الموانئ البحرية، ونظير سماته الشخصية النبيلة فقد كان ممثل الشيخ زايد بن سلطان في عدد من الزيارات الدولية والرسمية له. في أعماله التي اضطلع بها في خدمة وطنه قدم سموه أداء رفيعا، وفكرا إداريا متقدما، وبدا ذلك في توليه رئاسة اتحاد كرة القدم الإماراتي إلى جانب إسهامه الفعال في العديد من المشاريع التنموية الكبيرة في الدولة، وإلى جانب ذلك كان عضوا في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعضوا في مجلس أبوظبي للإنماء. مزج سمو الشيخ سعيد في شخصيته حصيلة معرفية وإدارية متفوقة إلى جانب أصالة المعرفة الكامنة فيه، فقد أخذ من والده الراحل الكثير الذي يجعله يعمل برؤية ثاقبة وفكر متقدم يخدم به وطنه من خلال كثير من الأعمال التي يتم تكليفه بها، وذلك كفيل بأن يكتسب محبة شعبه وهو يمضي في طرق الخير والعمل النبيل. يظل سمو الشيخ سعيد بن زايد أحد أولئك الأفذاذ الذين يضيفون للدولة وإدارتها ما يجعلها أكثر تطورا ونهضة، وإلى جانبه إخوته يبذل جهده من أجل أن يتحقق الكثير الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الإماراتي الذين يمضون بعيدا في نهضتهم ونمو بلادهم، وذلك جدير بأن يتحقق طالما أن أبناء زايد الخير “رحمه الله” يعملون بكل هذا الصدق والإخلاص من أجل وطنهم ورفعته بين الأوطان حيث يعكس اختراق السماوات المفتوحة والصعود بمسبار الأمل إلى المريخ تلك القدرة والطموح الكبير لأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، ومن سار على الدرب وصل، وهم سيصلون بقوة إرادتهم وعزيمتهم التي لا تلين.
مشاركة :