مؤسّسة التقاعد والسخرية من المتقاعد!!

  • 2/11/2021
  • 00:14
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتقدت مؤسّسة التقاعد البرنامج التلفزيوني «اسأل السعودية»، بعد بثّه سؤالا يدور حول الأشياء التي يفعلها المتقاعد، وكانت اختيارات الإجابة هي أنّه إمّا:(١) يُسافِر من دِيرَة لِدِيرَة!.(٢) يتفرّغ للمزرعة!.(٣) يُطفِئ الْلَمْبَات!.(٤) يُعِصِّب على كل شيء!.واعتبرت المؤسّسة الإجابة بأنّها سُخْرِية من المتقاعد ومغالطة، وذكَّرتنا بأنّها تعتزّ بالمتقاعد فهو خبير، وساهم في دفع عجلة التنمية، وحمل على عاتقه خدمة الوطن عبر قطاعاته المتعدّدة، وأنّها ترفض بثّ المواد الإعلامية الساخرة أو لا تحترم من أفنى عمره في خدمة الوطن!.وأنا أشكر المؤسّسة على موقفها، لكن وما أدراكم ما لكن؟ إنّه مجرّد أقوال وكُنْتُ أتمنّى أن يكون أفعالاً تُحسِّن من حال المتقاعد على أرض الواقع، فلا يجد أحد الفرصة مواتية ليسخر منه لانعدام البيئة المُحفِّزة للسخرية!.يعني، لو ساهمت المؤسّسة بحلّ مشكلة سفر المتقاعد من دِيرَة لِدِيرَة، أو هجرته للخارج خصوصاً للدول التي تقلّ قيمة عملتها عن الريال السعودي كي يقدر براتبه التقاعدي المتواضع على المعيشة هناك برفاهية ودلال، بعد أن عجز عن فِعْل مثل ذلك في بلده بنفس الراتب، والمساهمة هنا تكون بزيادة راتبه ومنحه علاوات سنوية مثله مثل الموظّفين، وعندها لن يسخر منه أحد بخصوص السفر والهجرة!.ولو ساهمت المؤسّسة بحلّ مشكلة الإسكان المناسب للمتقاعد لكان ذلك خير له وَلَمَا تفرّغ لمزرعته، هذا إن كانت له مزرعة، أو قد تكون صغيرة ونائية ورخيصة الثمن لمحدودية دخله المالي، ونسبة من المتقاعدين بالمناسبة ليس لديها سكن مملوك!.ولو ساهمت المؤسّسة بتخفيض فواتير الخدمات للمتقاعدين، وعلى رأسها فاتورة الكهرباء المرتفعة كثيراً، لما حرِصَ المتقاعدون على إطفاء الْلَمْبات خوفاً من مضاعفة قيمة الفاتورة، وهو حقّ من حقوقهم، وليس هناك بديل لهم، ولَمَا سخِر منهم أحد!.ولو ساهمت المؤسّسة بتخفيف الضغوط النفسية التي يواجهها المتقاعدون أكثر من غيرهم، مثل عدم توفير تأمين طبّي لهم، وعدم ملائمة رواتبهم للغلاء وارتفاع تكلفة المعيشة، وعدم وجود برامج لاستغلال خبراتهم المُكتسبة، أو برامج ترفيه مناسبة لأعمارهم، ووقوع أبنائهم وبناتهم في براثن البطالة، لما عصّبُوا ولمّا سخر منهم أحد!.وكأيِّن من انتقاد للإعلام لا ينفع المتقاعد بقدر ما ينفعه السعي الفعلي لتحسين معيشته!.

مشاركة :