دموع الحزن تخالطها ابتسامات الرضا في مجالس العزاء النسائية

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خيم الحزن على قاعات العزاء النسائية التي اتشحت بالسواد حداداً على أرواح شهداء الواجب، وبالرغم من الصبر والاحتساب إلا أن صيحات مكبوتة ودموع الفقد تخالطها ابتسامات الرضا بقضاء الله وقدره كانت تصدر من أهاليهم ومعارفهم، وقد التفت النساء ليقدمن واجب العزاء، وهن يحلمن بين أيديهن القرآن، يدعون للشهداء بالجنة، ولأهاليهم بالصبر والسلوان. وسط أجواء الحزن، ضاعت الكلمات، ولم يكن هناك شيء يمكن قوله، فتلك الزوجة التي ودعت زوجها قبل عدة أسابيع على أمل اللقاء، باتت تعلم أنه لن يعود، اعتذرت بهدوء، وقالت إنها غير قادرة على الكلام، إذ لا تزال تحت تأثير الخبر الذي تلقته بألم، ولأن لا فقد كفقد الأم لأبنها، لم تكن أم الشهيد الثكلى تنطق بغير عبارات الحمدلله، صابرة وراضية بقضائه وقدره. زوجة الشهيد محمد بن نبيل روت لـ الأيام الأحداث الأخيرة، وتقول:كلمات زوجي لازلت أسمعها، فقد ردد مراراً خلال الأيام الماضية أنه يشعر بأنه لن يعود، وحين كنت أعبر له عن حزني ومخاوفي، لكنه في المقابل كان يطمئنني ويقول ليست هناك ميتة أفضل من هذه، فأنا أؤدي واجبي، لكن عليك الاهتمام بالأبناء ورعايتهم. وتتابع: كانت آخر مكالمة دارت بيننا مساء يوم الخميس الماضي، أبلغته حينها أني سأحضر الأطفال للنوم وأعاود الاتصال به، وفعلاً هذا ما قمت به إلا أنه لم يكن يرد على الهاتف، حينها شعرت بالقلق والخوف، واستمرت محاولات التواصل معه حتى اليوم الثاني، وقد أخبرت أخاه بما جرى معي، وحاول هو أيضاً الاتصال بأشخاص يعرفهم، إلا أننا كنا نحصل على معلومات غير واضحة، فقد قال لنا أحدهم أنه أصيب بشظايا وأنه نقل للمستشفى لكن حالته مستقرة وغير حرجة. وبحزن، تضيف: شعرت أن ما أخشاه قد حدث، إلا أني لم أرغب في أن أصدق ذلك، إلى أن تلقيت مكالمة هاتفية من شقيق زوجي والذي أخبرني بأنه سيقوم بزيارتي لإبلاغي بموضوع مهم، وفي تلك اللحظة تحديداً وقبل أن يخبرني بالحقيقة التي أبلغه بها رجال من قوة الدفاع قدموا خصيصاً للمنزل لإبلاغه، أدركت أن أبنائي الاثنين وهما حمد الذي يبلغ من العمر سنتاين و5 أشهر، وأحمد وعمره 5 أشهر فقط، أصبحوا أيتاماً.

مشاركة :