الصدمات جعلت مدرب مانشستر سيتي «مضاداً للرصاص»

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ألقت سيرة ذاتية للتشيلي مانويل بيلغريني، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، نشرت في بلاده الضوء على الأحداث والصدمات التي تعرض لها في حياته لتجعل منه مضاداً للرصاص وفق تعبير الصحافة التشيلية. يروي بوريا فيليل مدير متحف الملكة صوفيا في العاصمة الإسبانية مدريد كيف تلقى بيلغريني اتصالا هاتفيا وهو يحتسي كوب قهوة في مكتب فيليل عام 2010 من رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز يبلغه فيها عن إقالته من منصبه ويضيف: رد على الهاتف وبعد حديث مقتضب أقفل السماعة وعاد ليستأنف حديثه معي عن الفن. وجه بيلغريني لا تظهر عليه عواصف الأزمات مهما كانت الظروف صعبة لكن الصحفي التشيلي بارتريسيو أباركا كشف الجانب الشخصي من حياة المدرب الذي عركته الحياة والملاعب فهو الولد الخامس من 8 أطفال ولم يتلق أي تشجيع للعب الكرة من جانب والده ايميليو الذي يمتلك شركة بناء ويفضل سماع الموسيقى الكلاسيكية على مشاهدة مباراة كرة قدم. ويروي أباركا كيف غادر الوالد المدرجات قبل انتهاء مباراة ابنه مع فريق يونيفرسيداد في سانتياغو، وقال بعد المباراة: لم أفهم الكثير منها ومانويل كان يشتت الكرة كثيراً برأسه وربما كان عليه حماية رأسه بخوذة، جاهلاً أن ابنه ظهير وواجبه تشتيت الكرات. لا مبالاة الوالد بالرياضة لم تمنع بيلغريني من ولعه في مختلف أنواعها حتى أنه يحب الملاكمة، وهي رياضة يتشارك فيها الآن مع لاعبه الجديد في مانشستر سيتي الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي. كان بيلغريني الطويل القامة ذو العينين الزرقاوين والشعر الأشقر مثل فضائي بالنسبة لزملائه في يونيفرسيداد، فقد جاءهم من الطرف الثري للعاصمة ولم يكن اللاعب الأفضل ليخوض 457 مباراة مع الفريق. بيلغريني كلاعب كان محدود المهارات، وقد أدرك ذلك لكنه شعر بسعادة كبيرة عندما حقق حلمه وهو طفل، عندما شاهد بلاده وهي تستضيف نهائيات كأس عالم 1962 ولعب مباراة دولية واحدة في 1986 قبل اعتزاله بقليل، عندما اختاره المدرب لمواجهة البرازيل التي ضمت فالكاو وجونيور وزيكو. فشلت تشيلي في التأهل لكن بيلغريني لم يقطع ارتباطه بعالم الكرة وتولى في 1988 تدريب يونيفرسيداد، لكنه هبط به لأول مرة في تاريخ النادي في أول موسم، وألقى باللائمة على نفسه لأنه ترك الفريق في عهدة مساعده 15 يوماً عندما سافر لتلقي دورة تدريبية في إنجلترا. خسر الفريق 3 مباريات عندما كان بيلغريني بعيدا وانتهى الحال به بالهبوط بفارق هدف عن متذيل الترتيب واستغل والده المناسبة ليقول له: لم لا تركز مرة واحدة في حياتك على الهندسة؟ لا مستقبل لك في عالم الكرة. تجاهل بيلغريني نصيحة والده وعمل مساعداً لروبن كوسياس مدرب سان لورينزو الأرجنتيني ثم عاد لتشيلي ليدرب فريق بالستينو ثم أوهيغينز وعينه على ملاعب أوروبا ويتذكر اللاعب السابق جوفينال أولموس الذي درب منتخب تشيلي: كان يحب مشاهدة فريق فابيو كابيللو، وكان يطلع علينا في مقر الإقامة كالمذيع ويقول لنا الوقت الذي تبدأ فيه مباراة ميلان. درب بيلغريني فريق يونيفرسيداد كاتوليكا، حيث فاز معه بكأس تشيلي لكن في ذلك الفريق عاش بيلغريني أحلك أيامه عندما أقدم أحد لاعبيه على الانتحار في جولة الفريق بكوستاريكا. كان بيلغريني على علم بشعور لاعبه رايموندو توبر بالكآبة، وفكر في تركه خارج تشكيلته في الجولة، لكن اللاعب أصر على تواجده مع الفريق ليرمي نفسه من الطابق التاسع في فندق سينترو كولون بعمر 26 عاماً فقط. تلك المأساة دفعت بيلغريني للاهتمام أكثر بنفسية لاعبيه داخل وخارج الملعب لكنه عندما انتقل للتدريب في الأكوادور وجد لاعبي كيتو يفعلون ما يحلو لهم لذا تطلب منه تغيير أسلوبه. ويروي مساعده في كيتو فيرناندو دياز أول مباراة ودية قادها بيلغريني أمام دينامو موسكو ويقول: طلب من لاعبيه الحضور في العاشرة صباحاً وعندما تأخروا كلهم في الحضور طلب مني انتظار اللاعب رقم 11 ثم غلق الباب ومنع بقية البعثة من الدخول. لعب ب11 لاعبا غير التشكيلة التي اختارها لكن اللاعبين تعلموا الدرس ولم يتأخروا أبدا بعدها. فاز بلقب الدوري مع كيتو وكرر نفس الشيء مع سان لورنيزو وريفر بليت، حيث درب أول مرة مدافعه الحالي مارتن ديميكليس ويعلق فيليب بريتو مدرب اللياقة حينها في ريفر بليت، ويقول: مانويل كان يرى نفسه في ديميكليس، عندما جاءه اللاعب وطلب منه الانتقال لبايرن ميونيخ نصحه بانتهاز الفرصة، رغم أن ذلك كان ليضعف فريقه كثيراً وهذا شيء لم ينسه ديميكليس أبداً. علاقة بيلغريني بمهاجمه ريكيلمي في فياريال كانت في المقابل أكثر تعقيداً ففي البداية كان بيلغريني أفضل مدرب لصاحب القميص رقم 10، لكن مع مرور الوقت توترت العلاقة بينهما. بعد مباراة في مدريد طلب المدرب من لاعبيه تمضية الليلة في العاصمة ثم السفر مباشرة للبرتغال من أجل خوض مباراة في دوري الأبطال، ريكيلمي أراد معاملته بشكل خاص وطلب من المدرب العودة لمدينة فياريال ثم السفر للشبونة وحيداً لكن بيلغريني رفض. وانتهت العلاقة المميزة بين بيلغريني وريكيلمي بعدما فشل المهاجم في تسجيل ركلة جزاء كانت لتضمن تأهل فياريال لنهائي أوروبا في 2006. في نهاية ذلك العام طلب ريكيلمي العودة متأخراً بيومين عن بقية اللاعبين لحضور زفاف صديق، لكن بيلغريني رفض لينتهي به الحال راحلاً عن النادي قبل نهاية الموسم. نجاح بيلغريني في فياريال ضمن له مقعد تدريب ريال مدريد العريق، لكن الموسم الوحيد الذي عمل فيه بيلغريني مع بيريز كان بائسا فقد اشترى الرئيس كاكا رغم علمه بوجود مشكلة في ركبتيه وتجاهل طلب المدرب شراء ديفيد سيلفا مكانه، بعد الريال درب بيلغريني ملقة وقاده لربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم حقق حلمه بتدريب سيلفا في مانشستر سيتي. قبل مباراته الأخيرة في أول موسم له مع سيتي عندما فاز على ويست هام وحصد اللقب تلقى رسالة واتساب من مجموعة الأشقاء السبعة التي هو عضو فيها، يهنئونه فيها بالفوز عند اجتماعهم في تشيلي في أول عيد أم بعد رحيل والدتهم سيلفيا، وأجابهم بيلغريني بعبارة: أنا مسترخ، الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو الفوز.

مشاركة :