لم يعد أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا المزيد من المناورة لتبرير بقاء قواته ومرتزقته في غرب ليبيا بعد أن تأكد من أن لا مجال أمامه لتوسيع نفوذه في البلد الثري بشمال أفريقيا. ويواجه أردوغان ضغوطاً دولية متزايدة للانسحاب من ليبيا، حيث أكد مجلس الأمن موقفه الثابت الملتزم بالعملية السياسية وسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها، وحض في بيان أول من أمس، الدول الأعضاء على احترام ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من دون مزيد من التأخير، داعياً هذه الدول بلغة لا تخلو من الحزم، للامتثال الكامل لحظر توريد الأسلحة تماشياً مع قرارات المجلس ذات الصلة. ويشير المراقبون إلى أن وجود القوات الأجنبية في ليبيا سيحول دون تحقيق أي تقدم في اتجاه الحل السياسي، وخصوصاً من حيث تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر المقبل، وأن كل الخطوات التي تحققت إلى حد الآن، قد تشهد انتكاسة في حال إصرار أردوغان على مواصلة بقاء قواته ومرتزقته في البلاد. أطماع تركية ويضيفون أن الجانب التركي يسعى إلى تكريس وجوده في ليبيا لتحقيق أطماعه الاقتصادية، ولتأمين حلفائه من الإخوان وأمراء الحرب في المرحلة المقبلة، ولممارسة ضغوطه على أية سلطات قادمة، لكن الضغوط الدولية ستجبره على الخروج، لفسح المجال أمام الليبيين كي يقرروا مصيرهم بأنفسهم. وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ«البيان» إن كل الخطوات الفعلية على الأرض لتنفيذ اتفاق جنيف بين طرفي النزاع مرتبطة بملف القوات الأجنبية والمرتزقة التي أكدت اللجنة العسكرية المشتركة على ضرورة مغادرتها البلاد في أسرع وقت ممكن، وتابعت أن الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل، مرتبطة بتوحيد المؤسسات وبالمصالحة الوطنية، وعودة كل القوات العسكرية إلى ثكناتها، وأن يكون الترشح للاستحقاق الانتخابي متاحاً للجميع دون إقصاء، وهذا لن يتحقق في ظل وجود احتلال تركي لجزء من البلاد. صاحب الحق من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم مجلس النواب عبدالله بليحق رفض المجلس لتواجد القوات الأجنبية على الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن الشعب الليبي صاحب الحق في كل ما يتعلق بشأن القواعد الأجنبية، وفي هذا السياق، تتحرك أطراف ليبية عدة من أجل تضمين مسودة الدستور الجديد بنداً يمنع إيجاد قواعد أجنبية داخل ليبيا. وفي سياق آخر، قال بليحق إن محادثات الجولة الثالثة للجنة المسار الدستوري، المنعقدة في مدينة الغردقة المصرية «أكدت صعوبة إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور» قبيل إجراء الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر المقبل.تهنئة مصرية أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الجديد للحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة. وصرّح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان أن السيسي هنأ دبيبة على نيل ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسي، متمنياً له وللشعب الليبي كل التوفيق والنجاح في إطار استعداد السلطة الانتقالية في ليبيا لتهيئة الدولة والانطلاق بها نحو آفاق التنمية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :