«اللوحات التي أبدع فيها كبار الرسامين تركت في داخلي أثراً كبيراً، وألهمتني الكثير من الأشياء، فهي فسحة من جمال نستطيع خلالها أن نتعرف على رحلة الحياة والموت بكلّ تفاصيلها وتجلّياتها، نرى العيون، ونلمس الصبر، ونختبر الأحاسيس، لقد أثّرت في داخلي تلك الرسومات لعقود، ومنحتني القدرة على إيجاد الأفكار التي هي أثمن ما نملك». هذا ما قاله مصور السفر الأسترالي الهندي «بالاني موهان»، خلال حوار ملهم بعنوان «ولادة الأفكار»، عقد ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، تطرق خلاله للحديث عن مكامن الأفكار، والعوامل التي تسهم في استنهاضها، كما استعرض اثنين من كتبه المصوّرة «ماء وهواء»، و«الصيد مع النسور – في مملكة الكازاخ المنغولية». وتحدّث موهان، الذي صدر له ستّ مؤلفات مصورة، عن رحلته في مجال التصوير الفوتوغرافي وأثر المدن عليه حيث تناول الدور الذي لعبته «هونغ كونغ» في تشكيل وعيه لالتقاط العديد من الصور التي ضمّها في كتابه «ماء وهواء»، حيث أشار إلى أنه كان يستطيع أن يرى السحب وهي تسبح تحته من مكان سكنه، ما دفعه لأن يلتقط صوراً مليئة بالتكوينات البصرية التي شكّلتها الطبيعة مستخدماً فيها بصمة لونية مميزة وهي اللون الرمادي. ويصف موهان علاقته بهونغ كونغ بقوله: «في هذا المكان يمكنك أن تستشعر الحركات، الصمت، والحزن، تلمح التفاصيل الكامنة في جمال الطبيعة، هذا الجمال الذي يولّد قوّة، ولمدينة هونغ كونغ طاقة كبيرة فهي قادرة على أن تجذب المصوّر وتسحره بما تملك من قدرات وجماليات متعددة، قادتني لألتقط العديد من الصور التي ضمنتها في كتاب أردت أن يكون عنوانه (تلك الطاقة)». واستعرض موهان مقطعاً مصوّراً من الكتاب الذي يأتي عنوانه كترجمة حرفية لمصطلح «فنغ شوي» بالإنجليزية، وهو مصطلح صيني يعني فنّ التناغم والتأقلم مع عناصر البيئة المحيطة والطاقة التي تمثّل المنازل والأبنية والأثاث وكلّ ما يمكن أن يؤثر على حياة وصحة الإنسان الجسديّة والذهنية، إذ استطاع المصور وببراعة أن يصف كلّ تلك العوامل بشكل سردي بصريّ متقن نقل خلاله معالم المدينة الساحلية المفعمة بالطاقة والسحر ضمن لقطات متنوعة امتازت بتكويناتها البصرية ووحدة اللون الرمادي.
مشاركة :