سلط المعرض الإماراتي فاشن أفنيو، في العاصمة أبوظبي، الضوء على مجموعة من الأسماء المميزة في عالم الأزياء، واعتمد المعرض، الذي اختتم مساء أول من أمس، على إبراز مواهب إماراتية، وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في المعرض الذي تميز بكون ابتكاراته بأيادٍ إماراتية. وقالت مؤسسة شركة إيفينتيك دبي، المنظمة للمعرض وصاحبة العلامة التجارية شوغر آند شمر، طيف البياتي، إنها لاحظت خلال الآونة الأخيرة بروز العديد من المشاريع الإماراتية المبتكرة، والقادرة على أن تخرج بشكل جديد ومميز للفكرة مهما تنوعت أو تكررت، لتبدأ هنا فكرة تنظيم معارض قائمة بشكل كامل على الجهود الإماراتية من أصحاب المشروعات الصغيرة. ضيافة إماراتية حضرت الضيافة الإماراتية التقليدية في معرض فاشن أفنيو، الذي اختتم مساء أول من أمس في أبوظبي، إذ قدمت دار الكرك والمحلى للمأكولات الإماراتية مجموعة من مختلف أنواع المشروبات والمأكولات التقليدية الساخنة. وقال صاحب المشروع، طارق محمد، إن المشروع بدأ منذ عام 2012 ويضم حالياً ثلاثة أفرع في أبوظبي، مشيراً إلى أن جميع الأطباق والمشروبات منزلية الصنع، وتم تدريب الطباخين عليها منزلياً، حرصاً على الحفاظ على النكهة المنزلية التقليدية التي تشتهر بها الأطباق الإماراتية. وتعتمد فكرة معارض البياتي أولاً على الاختيار الحريص للمشروعات الإماراتية المميزة في المقام الأول، التي ترتكز دائماً على التصميم والابتكار. وقالت إن هناك فارقاً كبيراً بين (التاجرة) والمبتكرة، وهنا يأتي دوري في إعطاء وتقديم المساحة للأخيرة التي يرتكز مشروعها على الشغف والحب لما تقوم به، وليس الربح البحت، لذلك أجد دائماً أن المعارض الصغيرة في حجمها والكبيرة في مشاركاتها أهم بكثير من الضخمة التي تجمع مختلف الأسماء، من دون مراعاة للتميز أو الابتكار، خصوصاً أن المرأة الإماراتية تبحث دائماً عن التصاميم والقطع غير المكررة، وهنا تتميز معارضنا التي تبحث عن المشاركات التي تؤمن بالفكرة ذاتها. مشروعات شابة بالإضافة إلى ذلك؛ تعتمد فكرة البياتي في تنظيم الحدث على المشروعات الإماراتية الشابة، من خلال التزيين أحياناً أو الضيافة، موضحة أحرص على أن أقدم للزائر تجربة مميزة تعتمد على الضيافة الإماراتية الملكية، والتنظيم والتزيين المثالي للمعارض التي تعتمد في كل مرة على فكرة مختلفة تماماً في التزيين والديكور، ما يعطي الزوار والمشاركين تجربة تسوق مميزة وسريعة لا تتكرر، وفي الوقت ذاته الترويج لهذه المشروعات الصغيرة بين الجمهور. ومع أن المصممة الإماراتية، مريم الشيباني، تفضل عروض الأزياء الرئيسة لإبراز مجموعاتها، ورغم خبرتها الكبيرة وشهرتها في عالم الموضة، إلا أنها تؤكد حرصها الدائم على المشاركة في المعارض التي تحمل أسماء إماراتية صاعدة، إذ شاركت في المعرض ضيف شرف، وبينت من خلال المشاركة في مثل هذه المعارض الإماراتية المعتمدة على مثل هذه الفكرة، فإنني أحاول أن أقدم الدعم والتشجيع، سواء للمنظمين أو المشاركين، الذين قد يجدون في مشاركة الأسماء طويلة الخبرة تشجيعاً لهم أيضاً. أسمار بارزة من خلال 35 مشاركة في المعرض، تنوعت بين الأزياء، والإكسسوارات، والعطور، والضيافة، بالإضافة إلى المساهمين في تنظيم المعرض من شركات إماراتية صغيرة، برز العديد من الأسماء منذ اليوم الأول، مثل مصممة الأزياء والعباءات الإماراتية أسماء المري، التي قدمت مجموعة مبتكرة من العباءات ذات القصات الحديثة. وقالت انطلقت منذ سبع سنوات، وكانت البداية بين الأهل والصديقات، إلا أنني استطعت أن أتشجع بعد فترة من الزمن، وأن أبدأ رحلتي في عالم التصميم والانطلاق بعلامتي التجارية الخاصة. وأوضحت أنها على الرغم من أنها لا تمتلك متجرها الخاص إلا أنها تشعر في كل معرض، أو بوتيك، تقدم فيه تصاميمها، أنها في مكانها الخاص، إذ يوجد حرص كبير على دعم الأسماء الإماراتية الموهوبة. وتتنوع تصاميم المري بين قصات وألوان، إلا أنها فضلت في مجموعتها الأخيرة التركيز على اللون الأبيض، والأسود سيد ألوان العباءات، الذي لا يمكننا الاستغناء عنه مهما تنوعت ألوان وطبعات وخامات العباءات، موضحة أنها تحرص على اعتماد خامات عالية الجودة، إضافة إلى اعتماد طرق تزيين دقيقة، وتقديم منتج نهائي مثالي لا تشوبه شائبة،وهنا يكمن السر في بروز أسماء معينة في عالم التصميم، واختفاء أخرى، فالحرص على الجودة هو الأهم برأيي. المائدة الأنيقة كما شاركت في المعرض، نورة عابر، من خلال علامتها التجارية المائدة الأنيقة، بمجموعة مبتكرة من أطقم الضيافة الإماراتية، التي اعتمدت بشكل كامل على تصاميم مستوحاة من التراث، ورسومات مختلفة للمرأة الإماراتية المتزينة بالبرقع التقليدي، أو النقاب، أو الرجل بالشماغ الإماراتي، معتمدة بالكامل على الرسم والتشكيل اليدوي، إذ تلجأ إلى رسم وتلوين الأكواب ودِلال الضيافة والصواني ومداخن العود يدوياً، بالإضافة إلى اعتمادها على السيراميك في إضافة تأثيرات ثلاثية الأبعاد على هذه الأطقم من خلال تشكيل شفاه ملونة، أو أنوف بارزة من الأكواب بطريقة مميزة ومرحة. وذكرت أنها فضلت أن تستغل موهبتها وشغفها بالرسم في تحويل الأكواب والصواني والدلال، وكل ما يمكن أن يتعلق بالضيافة التقليدية، إلى لوحة فنية تفضل رسمها بيديها. أسعار شهد المعرض مشارِكات فضلن خفض أسعار منتجاتهن، إذ تفاوتت أسعار المنتجات من 150 درهماً وحتى 1800 درهم، بينما وصلت أسعار بعض العباءات إلى 450 درهماً، إضافة إلى جلابيات عيد وصلت أسعارها إلى 400 درهم، ما أعطى مؤشراً إلى قدرة المصممات على تحديد القيمة الحقيقية للمنتج من دون مبالغة. وأوضحت مصممة العباءات الإماراتية عذيجة السركال، أن هناك وعياً جديداً بين المصممات على تحديد قيمة المنتجات بحسب معاييرها الحقيقية، بعيداً عن تقليد الآخر، وتكرار الأسعار لمجرد التكرار، فهناك من التصاميم ما يتميز بالبساطة والعملية، وهناك ما يعتمد على الكثير من التعقيد في التنفيذ، ولابد أن تتفاوت الأسعار بحسب معايير التصميم، من خامة وقصة وطريقة تزيين ومعايير أخرى. بينما أعربت مصممة الأزياء الإماراتية مريم الياسي عن سعادتها بالمشاركة في فاشن أفنيو، مبينة أنها تحرص دائماً على الحضور المستمر في معارض الأزياء، وتعمل أيضاً على انتقاء الجيد منها الذي يحمل أسماء مميزة في سوق الموضة المحلية، لافتة إلى أن الاستمرارية والحضور أمران مهمان، فهما يساعدان على تسليط الضوء على جديد المصمم، بالإضافة إلى صقل موهبته وتطوير مهاراته التي لا يمكن أن تتجدد أو تتطور سوى بالخبرة والبقاء في دائرة الابتكار والتجديد، وهما أمران لا يمكن الحصول عليهما سوى بالمشاركة المستمرة.
مشاركة :