قالت دورية "فورين بوليسي" إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يسعي إلي ترميم العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية التي أفسدتها قرارات وإجراءات اتخذتها الإدارة الأمريكية السابقة، وكشفت الدورية أنه لتحقيق هذا الهدف سيعين بايدن السفير الأمريكي الحالي في زيمبابوي بريان أي نيكولز، مبعوثًا أعلي لواشنطن لأمريكا اللاتينية، وهو دبلوماسي مخضرم من أصول أفريقية، ويعتبر نيكولز أول مساعد وزير خارجية إفريقي لشئون نصف الكرة الغربي، منذ تولي تيرينس تودمان في أواخر السبعينيات هذا المنصب وكان أخر مسئول أمريكي يتولاه.وأوضحت الدورية أن نيكولز يتمتع بتاريخ طويل من العمل في أمريكا اللاتينية، حيث عمل سفيرًا في بيرو، ومسئولاً قنصليًا هناك في بداية حياته المهنية، كما أشرف نيكولز علي العلاقات مع دول منطقة البحر الكاريبي، وشغل منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في بوغوتا، كما عمل في المكسيك والسلفادور بالإضافة إلي مكتب مكافحة المخدرات بوزارة الخارجية.وأشار التقرير إلي موقف نيكوليز المهاجم بوضوح للانتهاكات التي تعرض لها الملونون في أمريكا، من ذوي البشرة السمراء والأصول اللاتينية إبان إدارة ترامب وذلك وسط تصاعد الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلوريد في الصيف الماضي، حيث انتقد نيكوليز الطريقة الوحشية التي انتهجتاها الشرطة في الولايات المتحدة، موضحًا أنه من النادر أن يتحدث دبلوماسي أمريكي رفيع المستوي عن الأحداث الداخلية للبلاد بمثل هذه الطريقة النقدية.ووصف الباحث في شئون أمريكا اللاتينية في تشاتام هاوس، كريستوفر ساباتيني، علي خبر تعيين نيكوليز مبعوثا لأمريكا اللاتينية، بأنه إجراء شجاع وملهم سيحتسب في حالة اكتماله تنفيذيا لإدارة بايدن.وأكد ساباتيني أن وجود نيكولز في أمريكا اللاتينية من شأنه أن يرسل رسالة تضامن إلي الأقليات في الولايات المتحدة، التي تعاني من تمثيلها في السلك الدبلوماسي الأمريكي، مشيرًا إلي أن من بين إنجازات نيكولز نجاحه في التفاوض مع بيرو، وإتمام اتفاقية التجارة الحرة بينها وبين واشنطن، معتبرًا إيها من أكثر الاتفاقيات نجاحًا.وتواجه إدارة بايدن العديد من التحديات في أمريكا اللاتينية، خاصة عقب تدهور العلاقات التي أسفرت عنها قرارات ترامب، منها مشكلة الهجرة، وأزمات كوبا وفنزويلا، إلي جانب التواجد الصيني في أمريكا اللاتينية.وقد صوت العديد من الأمريكيين من أصل لاتيني لـ جو بايدن الانتخابات الأمريكية، حيث ذهب اثنان من كل ثلاثة أوراق اقتراع من ناخبي أمريكا اللاتينية في هذه الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة إلي جو بايدن، بصفته نائب رئيس باراك أوباما، حيث كان بايدن الرجل المسئول عن أمريكا اللاتينية، أملا منهم في نجاح بايدن في حل الأزمات القائمة والتي تفاقمت في عهد الإدارة السابقة.