«الصحة العالمية» توفر 96 مليون جرعة لقاح لأفريقيا أواخر فبراير

  • 2/12/2021
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تعتزم منظمة الصحة العالمية توفير 96 مليون جرعة من لقاح شركة «أكسفورد - أسترازينيكا» للدول الأفريقية أواخر فبراير (شباط) الحالي، عبر مرفق «كوفاكس» الذي تديره المنظمة، على أن يتم توزيعها أوائل شهر مارس (آذار) المقبل. جاء إعلان المنظمة الدولية في مؤتمر صحافي افتراضي، أمس (الخميس)، بعد نحو 3 أيام من اتخاذ دولة جنوب أفريقيا قراراً بتعليق استخدام اللقاح، مع ظهور نتائج مخيبة للآمال بشأن فاعليته ضد السلالة الجديدة من فيروس كورونا، المسؤولة عن نحو 90 في المائة من الإصابات بمرض «كوفيد - 19» لديها. ومنحت المنظمة الدولية، أول من أمس، اعتمادها للقاح، بعد يومين من القرار الجنوب أفريقي، وهو ما فسرته ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا في المؤتمر الصحافي بقولها «هناك بلدان كثيرة أيدت استخدام لقاح (أكسفورد – أسترازينيكا)، وما زلنا في حاجة إلى إجراء الكثير من الأبحاث حول فاعليته مع السلالة الجديدة». وشملت الدراسة الجنوب أفريقية التي تم الاستناد إليها في اتخاذ القرار نحو 2000 شخص، ووجدت أن اللقاح وفّر «الحد الأدنى من الحماية» ضد الإصابات الخفيفة والمتوسطة بفيروس كورونا، وهو ما علقت عليه سارة غيلبرت، المشرفة على فريق أوكسفورد الذي عمل على تطوير اللقاح، بقولها إن اللقاحات تستطيع الحماية من حالات المرض الشديدة، وهذه هي الأولوية. وأضافت مويتي خلال المؤتمر الصحافي مؤيدة لما ذهبت إليه غيلبرت «مع حاجتنا إلى مزيد من الدراسات، فإن ميزة السيطرة على الحالات الوخيمة من المرض هي الهدف الأساسي للقاحات؛ لأنها هي الحالات المهددة بالموت، أما الحالات البسيطة والمتوسطة، فيمكن السيطرة عليها». وتم الإبلاغ عن ظهور السلالة الجنوب أفريقية من الفيروس حتى الآن في دول بتسوانا، وغانا، وكينيا، وجز القمر، وموزمبيق، وزامبيا، وسويزيلاند، ولم تبلغ تنزانيا عن وجودها، رغم أن مواطنين من تنزانيا سافروا إلى بريطانيا، تم تشخيص إصابتهم بهذه السلالة في الحجر الصحي هناك، كما أكدت مويتي. ورغم الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات عبر مرفق «كوفاكس»، فإن هناك أزمة في الحصول على ما يكفي من اللقاحات، وهو ما دعا بيتر بيوت، مدير كلية لندن لطب المناطق المدارية، وأستاذ الصحة العالمية والمستشار الخاص لرئيس المفوضية الأوروبية بشأن «كوفيد - 19»، إلى القول خلال المؤتمر «يجب على الدول الأفريقية الاستثمار في تصنيع اللقاحات»، مشيراً في هذا الإطار إلى أن دولة السنغال لديها تجربة رائدة يمكن البناء عليها في تصنيع لقاحات الحمى الصفراء. وشدد بيوت على أن المصلحة العالمية تقتضي أن يكون هناك توزيع عادل للقاحات على مستوى العالم، وقال «الوباء لن يتم القضاء عليه إلا بالتضامن؛ لأنه ما من بلد يمكن أن تكون في مأمن من الوباء، إذا ظل موجوداً في أي بلد حول العالم». وأشار بيوت في الإطار ذاته إلى أن الدرس المستفاد من الجائحة الحالية هو ضرورة أن تكون الأنظمة الصحة على استعداد تام لأي جائحة من حيث توافر أنابيب الأكسجين والاحتياجات الرئيسية في الرعاية المركزة، مضيفاً «الخطر موجود دوماً، ويجب أن يكون هناك استعداد دائم لمواجهته»، ودعا إلى ضرورة إنتاج أنابيب الأكسجين محلياً. وأشاد الخبير الصحي الدولي بالتعامل الجيد لبعض الدول الأفريقية مع الوباء من حيث اتخاذ إجراءات التدخل السريع التي تعلمتها القارة من الأوبئة السابقة، وقال «هذا ساهم بشكل كبير في تخفيض أعداد الإصابات، مقارنة بدولة مثل بريطانيا التي تخطى عدد الإصابات بها منذ عشرة أيام في يوم واحد 100 ألف مصاب». وأضاف «الحقيقة أنه في هذه الجائحة لا يوجد دروس مستفادة يمكن أن تقدمه أوروبا لقارة أفريقيا». وعرضت هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، التجربة المصرية في مواجهة الجائحة، وقالت زايد، إن مصر تعمل الآن على الاتفاق مع إحدى شركات إنتاج اللقاحات لتصنيع لقاح فيروس كورونا المستجد محلياً وتوريده للدول الأخرى بأسعار مخفضة. ووصفت الوزيرة التجربة المصرية في التعامل مع الجائحة بأنها كانت مميزة، حيث كانت أول بلد أفريقي يقوم بتشخيص إصابة بالفيروس الجديد في 14 فبراير العام الماضي، كما كانت ثالث دولة في العالم تستجيب لنداء منظمة الصحة العالمية بتطبيق إجراء الكشف عن الفيروس الجديد بالمطارات والموانئ. وأوضحت الوزيرة، أن مصر وازنت خلال مواجهة الوباء بين استمرار مظاهر الحياة والأنشطة الاقتصادية، واتخاذ ما يلزم لمواجهة الجائحة؛ ولذلك لم يحدث إغلاق كامل خلال الوباء، كما تم انتهاج سياسة «المسوحات المستهدفة»، وليس «المسوحات الشاملة». وأعلنت زايد، أن مصر لم تسجل حتى الآن سوى 9 آلاف و500 وفاة، و170 ألف إصابة، وخلال الموجة الثانية لم يتم استخدام أكثر من 30 في المائة من إمكانات وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات، ولم يتم وقف إجراء أي جراحة تداخلية ضرورية.

مشاركة :