محللون: ارتفاع أسعار العقود المستقبلية للنفط مقارنة بـ"الفورية" ينبئ بمزيد من الصعود

  • 2/12/2021
  • 00:26
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بعد توقف مؤقت، بسبب جنى الأرباح، حيث سجلت أعلى مستوى في 13 شهرا نتيجة الانخفاض الكبير وغير المتوقع في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية. ويدعم الارتفاع قيود الإنتاج التي تطبقها مجموعة "أوبك +"، إضافة إلى الخفض الطوعي السعودي، إلى جانب انتشار لقاحات كورونا وتنامي الآمال في تعافي الطلب العالمي على النفط الخام خلال العام الجاري. ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن ارتفاع أسعار النفط تسهم فيه أيضا القيود المفروضة على الإنتاج من قبل المنتجين الأمريكيين، إضافة إلى مؤشرات قوية على عودة الطلب تدريجيا، وهو ما أدى إلى أننا نشهد حاليا أن السعر المستقبلي للنفط أعلى من السعر الحالي أو السعر "الفوري"، وهو ما يبشر بمزيد من صعود الأسعار على المدى الطويل. ولفت المختصون إلى أن المحرك الجديد والأوسع تأثيرا لأسعار النفط هو توقع استمرار نجاح خطة التحفيز المالي للاقتصاد الأمريكي وهو ما أدى إلى تحسن ملموس في بيانات توقعات النمو والوظائف الأمريكية. وأوضح المختصون، أن الطلب يتعافى بتأثير من انتعاش الاقتصاد الصيني مرة أخرى، بينما كانت الاقتصادات الغربية تتأرجح مع تصاعد حدة الفيروس وظهور موجة تفش جديدة، لافتين إلى توقعات إيجابية صادرة عن بنك جولدمان ساكس الذي يرجح بيع خام برنت عند 65 دولارا بنهاية عام 2021 وتجاوز الخام الأمريكي مستوى 60 دولارا هذا العام. وفي هذا الإطار، يقول أندريه جروس مدير شركة "إم إم إيه سي" الألمانية، إن السوق النفطية تعيش حالة من الزخم الجيد بعد سلسلة من المكاسب المتوالية، التي دفعت الأسعار إلى أعلى مستوى في 13 شهرا، مع توقفات بسيطة لجني الأرباح، مشيرا إلى أن التوقعات تصب في توقع تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 60 دولارا للبرميل أيضا. وأشار إلى أن العوامل الداعمة للأسعار أقوى تأثيرا من العوامل السلبية، التي تتركز حاليا في استمرار الإصابات بوباء كورونا وظهور السلالات المتحورة واتساع عمليات الإغلاق، إضافة إلى صعوبات توزيع اللقاحات الجديدة، لافتا إلى أن أحد المحركات الرئيسة للأسعار ستبقي مستوى المخزونات التي جاءت في الأسبوع الماضي منخفضة بأكبر من التوقعات المسبقة، ما قاد إلى حصد مكاسب سعرية أكبر. من جانبه، يقول فيتوريو موسازي مدير تنمية الأعمال في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، إن بيانات داعمة لتعافي السوق صدرت عن وكالة الطاقة الدولية التى رجحت تسارع وتيرة السحب من المخزونات النفطية في النصف الثاني من العام الجاري وعودة المخزونات تدريجيا إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام والتخلص من الفائض الذي شكل عبئا كبيرا على الطلب في العام الماضي. وأشار إلى أن تعافيا ملموسا حدث في استهلاك الوقود وفي استئناف أنشطة السفر على الرغم من التحذيرات في بعض الدول وظهور سلالات متحورة من الفيروس، لافتا إلى بيانات وكالة الطاقة تشير إلى أن مستوى المخزونات حاليا أقل بنحو 50 مليون برميل عن مستوى المخزونات خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ويرى مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن "أوبك +" لعبت دورا حيويا في تقليص المعروض النفطي منذ تفجر أزمة انهيار الأسعار إلى المنطقة السلبية في نيسان (أبريل) الماضي ونجحت المجموعة منذ هذا التاريخ في تقليص المعروض نحو 2.1 مليار برميل، كما أسهم المنتجون الأمريكيون في تقليص المعروض بنحو 2.4 مليون برميل يوميا أقل من العام الماضي كما انخفضت المخزونات من النفط الخام والمنتجات بنحو 5 في المائة منذ ذروتها في عام 2020. وأشار إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط الخام يبث أجواء إيجابية للغاية في السوق ويشجع التجار على السحب من مخزونات النفط وطرحها في السوق بدلا من الاستمرار في عملية بناء المخزونات وتحسبا من أن تؤدى أنشطة المضاربة وجنى الأرباح في انخفاضات سعرية لاحقة. وتضيف ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن استمرار ارتفاع الأسعار يغري المنتجين الأمريكيين على استئناف الإمدادات الكثيفة، وهو أمر يجب التحوط له للحفاظ على استقرار وتوازن السوق، على الرغم من أن أغلب المنتجين الأمريكيين قد أكدوا أنهم تخلوا عن الفكرة السابقة، وهي الإنتاج بكثافة وفي ظل أي تكلفة وأنهم يركزون حاليا على الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية. وأشارت إلى تركيز المنتجين الأمريكيين حاليا – بحسب أغلب التقارير الدولية – على إصلاح الميزانيات العمومية وعلاج التخفيضات الهائلة التي لحقت بالأصول على مدى العامين الماضيين وتعويض المساهمين بزيادة توزيع الأرباح والتخلص من كل تداعيات الكساد النفطي التي حدثت في عام 2020 وذلك بعدما نجحوا سابقا في خفض سعر التعادل إلى 30 دولارا للبرميل. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط قليلا في السوق الأوروبية الخميس لتستأنف مكاسبها التي توقفت مؤقتا الأربعاء ضمن عمليات تصحيح وجني أرباح، لتقترب مجددا من ملامسة أعلى مستوى في 13 شهرا، بعد انخفاض كبير في مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم. وارتفع الخام الأمريكي نحو 0.2 في المائة، إلى مستوى 58.45 دولار، من مستوى الافتتاح عند 58.35 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 58.20 دولار، وصعد خام برنت 0.2 في المائة، إلى مستوى 61.22 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 61.10 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 60.97 دولار. وعند تسوية الأربعاء، فقد الخام الأمريكي أقل من 0.1 في المائة، في أول خسارة يومية في غضون الأيام الثمانية الأخيرة، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما سجل في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في 13 شهرا عند 58.88 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.1 في المائة، في أول خسارة يومية منذ 29 كانون الثاني (يناير) الماضي، بعدما سجلت مستوى 61.68 دولار للبرميل الأعلى منذ كانون الثاني (يناير) 2020. وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية أمس الأول انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 6.6 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 5 شباط (فبراير)، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، لتتجاوز توقعات السوق انخفاضا بنحو 0.9 مليون برميل. وعلى حسب تلك البيانات انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 469 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 27 آذار (مارس) 2020، في علامة إيجابية لمستويات الطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم. وبالنسبة للإنتاج الأمريكي فقد زاد الأسبوع السابق بنحو 100 ألف برميل، ليرتفع إجمالي الإنتاج إلى 11.0 مليون برميل يوميا، والولايات المتحدة حاليا هي أكبر منتج للنفط في العالم. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 60.45 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 60.28 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثامن ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 57.72 دولار للبرميل.

مشاركة :