بعد يوم شهد عرض لقطات مروعة في مجلس الشيوخ، استؤنفت المحاكمة التاريخية للرئيس السابق دونالد ترامب ظهر أمس في القاعة نفسها التي اقتحمها أنصاره في السادس من يناير الماضي في محاولة لوقف النقل السلمي للسلطة. وقبل أن يواصل المدعون الديمقراطيون تقديم الوقائع المؤيدة لاتهام ترامب بالتحريض على التمرد، عرضوا مقطع فيديو مروعا يوم الأربعاء يظهر أفرادا من الحشود المؤيدة له وهم يفتشون المبنى بحثاً عن نائبه مايك بنس وهم يهتفون "اشنقوا مايك بنس!" وأظهرت مقاطع فيديو لم يسبق عرضها المشهد من داخل مبنى الكابيتول حيث حطم مثيرو الشغب النوافذ واشتبكوا مع الشرطة في 6 يناير، على بعد 30 مترا من الغرفة التي كان بنس يحتمي بها مع أسرته. ونصب الغوغاء حبل مشنقة في الخارج. وأظهرت اللقطات، التي تضمنت أيضا مشاهد من كاميرات مثبتة بالجسد للهجمات الوحشية على شرطة الكابيتول، اقتياد بنس والمشرعين إلى مكان آمن قبل لحظات من اقتحام الحشد للمبنى، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، منهم ضابط شرطة. وبينما يجادل محامو ترامب بأن خطابه محمي بموجب التعديل الأول لضمان حرية التعبير وأن المحاكمة لها دوافع سياسية، سلط مقطع الفيديو الضوء على حقيقة أن مئات من أنصاره استهدفوا الجمهوريين، الذين ستكون أصواتهم ضرورية لإدانته. وقالت النائبة ستيسي بلاسكيت معلقة على اللقطات التي ظهر فيها الحشد وهم يهتفون "اشنقوا مايك بنس" ويبحثون عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن "الحشد كانوا يبحثون عن بنس، والرئيس ترامب حدد لهم هدفا واقتحم الحشد الكابيتول لمطاردته". وقال ترامب مرارا إن بنس لديه الصلاحية لمنع التصديق على نتائج الانتخابات. لكن بنس لم يقدم على ذلك. وقال أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الادعاء إن ترامب زرع بذور الشغب بالتشجيع على العنف والزعم كذبا بأن الانتخابات سُرقت، قبل السادس من يناير بكثير. وأكد النائب جوزيف نيجيوز أن "ترامب أدرك في الربيع الماضي أنه قد يخسر انتخابات نوفمبر وبدأ في زرع بذور الغضب بالقول إنه لن يخسر الانتخابات إلا إذا سُرقت". وتابع: "إذا كان يتعين علينا حماية جمهوريتنا ومنع تكرار حدوث شيء من هذا القبيل مرة أخرى يتعين علينا إدانته". وأشار النائب الديمقراطي يواكين كاسترو إلى ما وصفه بأنه أعمال ترهيب سياسي صارخة ضد موظفي الانتخابات في الولايات التي خسرها ترامب. وقال إن أنصاره في فيلادلفيا وأتلانتا وميلووكي حاولوا استخدام القوة المسلحة لتعطيل فرز الأصوات. وأكدت بلاسكيت أن "الحقيقة أن الرئيس ترامب شجع عن عمد وظل شهورا يدعو أنصاره للزحف في يوم محدد، وفي وقت محدد وفي أماكن محددة لمنع التصديق". ووصف ممثلو الادعاء الديمقراطيون أفعال ترامب بأنها هددت السمة المميزة للديمقراطية، والانتقال السلمي للسلطة، معتبرين أنه "المحرض الرئيسي". وقال النائب جيمي راسكين، مفتتحا إجراءات المحاكمة، إن "هذه القضية ليست قضية لتوجيه اللوم لشخص بريء بسبب العنف المروع والضرر الذي وقع في السادس من يناير... إنها تتعلق بمساءلة الشخص المسؤول تحديدا عن التحريض على الهجوم".
مشاركة :