أزمة المهاجرين تمزّق نسيج الاتحاد الأوروبي

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تهدد انقسامات عميقة حول التعاطي مع طوفان المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، بتمزيق الاتحاد الأوروبي، ليس لأن تدفق مئات الآلاف منهم يهدد النسيج الاجتماعي لدوله، بل لأنه أحدث إرباكاً وتفاوتاً في السياسات، يقوض العمل الجماعي في مواجهة الأزمة، ويصرف النظر عن ملفات حيوية مثل إصلاح منطقة اليورو ومعالجة ديون اليونان. (للمزيد). وبدا التفاوت في السياسات جلياً، في استقبال المانيا طوفاناً من المهاجرين بالترحيب، فيما أبدت بريطانيا على مضض، استعدادها لاستقبال مزيد منهم، في حين أظهر استطلاع في فرنسا نشرته مجلة «لو باريزيان» ان غالبية المواطنين هناك تعارض تخفيف قواعد اللجوء في البلاد. وفي وقت تواصل توافد المهاجرين بالقطارات من هنغاريا عبر النمسا الى ميونيخ حيث يجري توزيعهم على ولايات ألمانية أخرى، تبنى الائتلاف الحكومي بقيادة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل سلسلة قرارات تتضمن تقليص الإجراءات الروتينية لتسهيل إقامة أماكن لإيواء اللاجئين وزيادة التمويل للولايات الاتحادية والبلدات وتسريع وتيرة معاملات اللجوء. وتخطط برلين للاستفادة من المهاجرين لسد نقص في اليد العاملة. في الوقت ذاته، قال وزير المال البريطاني جورج أوزبورن امس، إن حكومة بلاده ستستخدم جزءاً من الموازنة المخصصة للمساعدات الخارجية لتأمين نفقات إيواء اللاجئين الوافدين من سورية، وذلك في محاولة لتهدئة المخاوف من تأثير هذا الأمر على الخدمات العامة. يأتي ذلك بعد تراجع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن رفضه استقبال مزيد من المهاجرين وإبداء استعداد بلاده لاستقبال «آلاف آخرى» من السوريين تجاوباً مع مشاعر مواطنين تأثروا بصورة الطفل السوري الغريق على شاطئ تركي. وفي أعقاب الصدمة الناجمة عن صور جثة الطفل السوري، وضعت السلطات الأوروبية في قمة أولوياتها محاربة «جيش من 30 الف مهرب» تشتبه بأنهم يتاجرون بتهريب البشر. وقال لـ «فرانس برس» روبرت كريبينكو المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في المكتب الأوروبي للشرطة (يوروبول) ان الاتجار بالبشر لا يشكل خطراً كبيراً على الراغبين في الهجرة فحسب، بل يمثل ايضاً «تحدياً كبيراً لجميع الدول الاعضاء (في الاتحاد)، سواء على الصعيد الإنساني او الامني». ومع تدفق مئات المهاجرين الى المانيا وسط هتافات ولافتات ترحيب، لينضموا الى آلاف منهم وصلوا السبت، دعت النمسا الى قمة طارئة للاتحاد الأوروبي، للبحث في الأزمة. وأكد المستشار النمسوي فيرنر فايمان ان قبول بلاده لآلاف اللاجئين اجراء «موقت»، داعياً الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، الى التعامل بصورة جماعية مع هذه الاعداد القياسية.

مشاركة :