يقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قصيدة مشحونة بمشاعر العزة والفخر والأنفة تحت عنوان كلنا جنود الوطن، يخاطب فيها قيادة الدولة والشعب الإماراتي، يؤكد منها عزة أهل الدولة ومشاعرهم بعد تشييع خمسة وأربعين جندياً في اليمن، حيث تقف الإمارات أمام صورة الجندي الذي يقدم دماءه دفاعاً عن الوطن، ويدفع روحه ليعلي صوت بلاده في وجه الظلامية والتعصب. يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن خصال المجتمع الإماراتي وتاريخ عزته وفخره، فيتغنى بخصاله، ويرسم أبياتاً نبطية تعود إلى الذاكرة الشعبية للإمارات، وتخاطب مشاعر الشعب وقيادته، حيث يدعو سموه إلى التصدي إلى تلك القوى المخربة، ويؤكد أن النصر حليف الحق مهما طال الصراع، إذ يكشف الامتدادات التاريخية للجماعات المخربة والظلامية، مستنداً إلى تاريخ المنطقة العربية وسيرة حربها ضد الخراب والدمار. ويبين سموه صورة الشعب الإماراتي وعلاقته بأرضه منذ عنوان القصيدة، إذ يقول: كلنا جنود الوطن وكأنه يقول للشعب الإماراتي إن كل فرد منكم جندي في تحقيق السلام ودحر الظلامية والتعصب، وليس في حمل السلاح والوقوف على الثغور في المعركة وحسب، وإنما في كل عمل ومكان يشغله، فالمعلم جندي في حرب الأفكار، والطبيب جندي في مساعدة المرضى والجرحى، والكاتب جندي من خلال قلمه وكتاباته، وغيرها من شرائح المجتمع المتنوعة. يستهل سموه القصيدة بخطاب إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يقول فيه: الخلاصة يا زعيم المرجلة ان كل الشعب في أمرك يثور ولي بديته يا محمد كمّله وكلنا وياك يا صقر الصقور. يحمل سموه بذلك صوت ووجدان الشعب الإماراتي وينقله إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ يقول إن كل الشعب يهب لأجله ويقف إلى جانبه في الحرب ضد التطرف والتعصب، ويشبه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزعيم المرجلة، ليكشف عن واحدة من الخصال التي ينتسب إليها الشعب الإماراتي في بناء شخصيته، ففي البيت الثاني يقول: كلنا وياك يا صقر الصقور والصقر هو رمز العزة والأنفة، الطائر الحر الذي لطالما شكّل صورة الطائر الشجاع، إذ هو الطائر الذي يتماهى في صفاته مع شخصية الفرد الإماراتي بكل ما يحمله من خصال. يدعو سموه في الأبيات الثلاثة التالية إلى النيل من الأعداء، وفضح صورتهم الجبانة أمام العالم، فيقول مخاطباً صاحب السمو ولي عهد أبوظبي: علم الخاين يا كيف إتنزله وكيف أن الغدر باصحابه يدور وحصنه اللي فيه لاجي زلزله ودك داره وخل تدبيره يبور خلهم عن غدرهم في مشكله إختبوا مثل الزواحف في الجحور يرسم سموه بذلك صورة العدو الجبان الخائف الذي يختبأ مثل الزواحف في جحور الأرض، وفي ذلك دلالات الجبن والضعف التي تتقابل مع الصورة التي رسمها في البيتين الأول والثاني حيث وصف الشعب الإماراتي بالصقور وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بصقر هذا الشعب الأبي الفخور بنفسه الذي ينقض على الأعداء الغادرين ويقطعهم إرباً مثلما تفعل الصقور الجارحة بالحيوانات الزاحفة. يظهر هذا في توظيفه لأفعال القوة التي تشير إلى جزالة المعنى وقوة العبارة، فلا يقول أضرب، أو اقصف، أو حطم، أو غيرها من الأفعال، بل يختار فعل يصف أقصى صور القوة والتحطيم فيقول: دك داره وخل تدبيره يبور. يتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدته بثلاثة أبيات تكمل الصور التي رسمها، وتكشف العلاقة التي يرتبط فيها الشعب مع القيادة ويبدو فيها مثل جسد واحد شامخ يقف في وجه كل معتدٍ وغدّار، فيقول: دولتك باللي إستوى متيمله والشهاده نور ساطع فوق نور ومن جرح سبع الفلا يتحمله والأسد إذا إنجرح صار إمخطور الشهامة ف شعبنا متأصله ديرة الشجعان وافين الشبور. بتلك الأبيات يشخص سموه قصة الشهادة بالنور الذي يسطع في تاريخ الوطن ويؤكد شهامة أهله، وطيب أصلهم ونفوسهم، فالشهادة دفاعاً عن الحق هي السيرة الأسمى في الفخر والبطولة، فيعزز موقف الإمارات في وقوفها أمام حالة الخراب والتعصب والهمجية التي قامت بها الجماعات الحوثية في اليمن، فيقول إن: دولتك باللي إستوى متيملة/ والشهادة نور ساطع على نور. ويختار صورة الأسد بكل ما تكرسه القصيدة العربية من حالة الجموح والشراسة للأسد ليصف بواسل الإمارات، فالأسد في القصيدة العربية هو رمز لكل أشكال العزة والقوة، فيقول: من جرح سبع الفلا يتحمله/ والأسد إذا إنجرح صار إمخطور، حيث يحذر الأعداء والغادرين من ردة فعل الأسد، فمن صفات الأسد أن يصبح أشرس إذا إنجرح وأصيب. ويشير سموه بذلك إلى الصورة التي رسمها للأعداء وما حدث من حالة غدر في الغارة التي أودت بحياة الجنود البواسل، فكما ذكرت المصادر أن الغارة جاءت إثر خيانة من بعض الجماعات الموالية للحوثيين. تنكشف هذه الصورة في القصيدة من خلال الأبيات الثلاث التالية، إذ يكتب سموه: ومن تبع كسرى وأمسى من هله بينه وبين العرب بنحط سور ومن زمان ترى نعرف المسأله ولي نشوفه اليوم من ذيك البذور الحذر يا من قدرنا تجهله عن فعايلنا لا يعميك الغرور. بذلك يستند سموه إلى التاريخ ويظهر حاذقاً في استقراء المسألة، إذ يذكر تاريخ اليمن أن بعض الجماعات كانت موالية لكسرى، وكان يرأسهم على سجن فيها، وهو بذلك يشير إلى أن هؤلاء الغادرين تعود جذورهم إلى تلك الجماعات الخائنة والمعادية، حيث التاريخ يعيد نفسه عند العارف والقارئ له. يقول سموه ذلك ويضع سوراً فاصلاً بين الخونة والعرب، وكأنه بذلك يضع فاصلاً بين الخصال الرديئة والدنيئة والخصال النبيلة، فهو في كل أبيات القصيدة يعود إلى خصال الشخصية العربية النبيلة، ويصفها بالصقور والأسود الشجاعة التي تأنف وتعتز بتاريخها وشموخها. ويقدم سموه في قصيدته وعداً للإماراتيين والعرب والمسلمين يدعو فيه إلى الأخذ بالثأر من كل الغادرين والخائنين، فيقول: دم من ضحى ترى ما نهمله ماخذين الثّار لو طبعك حذور نبعنا ثر العطا من أوله بحر زاخر منهله يروي البحور ولي جرى لأجل النصر نتأمله زادنا قوة وعزيمه في الصدور. يعد سموه بالثأر لمن ضحوا بدمائهم لأجل عزة دينهم وبلادهم وأمن شعبهم، فيقول: دم من ضحى ترى ما نهمله ويؤكد أن العطاء والكرم والجود الذي يتحلى به الشعب الإماراتي يشبه النبع، فهي غنية صافية نقية بيضاء تشق طريق الخير والسلام رغم كل شيء، إذ يقول بحر زاخر منهله يروي البحور. ويقول: ولي جرى لأجل النصر نتأمله، أي أنه على الشعب الإماراتي أن ينتظر الغد، فلن تذهب دماء أبنائه هدراً، ولا يقف الخونة عقبة أمام نصر الحق، وتحقيق السلام والمحبة والعزة لأهل اليمن. يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدته بالتأكيد على النصر، ويعد أهله الإماراتيين والعرب بأن النصر لا يلزمه سوى أيام قليلة مقبلة، مؤكداً الصبر الذي يتحلى به الشعب الإماراتي، وتجلده على الشدائد مهما طالت أو كان حجمها. فيقول: ساعة التحرير ما هي مطوله وكلها أيام وتجيك الأمور كلنا نحارب بعزم نبذله وكل هذا الشعب ع الشده صبور والنصر بعزومنا بنحصله ويا محمد أبشر بيوم السرور. يكشف سموه بذلك عن عزة الواثق وقوة حجته، فيجزم أن النصر حليف الإمارات، وما هي إلا أيام حتى تتكشف معالمه، وتسمع أخبار النصر، ويشيع الفرح في نفس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ يقول سموه: ويا محمد أبشر بيوم السرور أي ابشر بيوم النصر والثأر لدماء أبنائنا. تتجلى قدرة سموه الشعرية في الاستجابة لراهن الحالة الإماراتية، من خلال جزالة البناء الشعري، وقوة السبك، والاستناد إلى المرجعية التاريخية، والواقع في آن واحد، مقابل الصور التي ينسجها في توصيف شخصية الفرد الإماراتي، وعزة نفسه، وصموده، فمن صورة الصقر إلى صورة الأسد إلى صورة النبع المعطاء الصافي. محمد أبوعرب قصيدة تستقرئ التاريخ هكذا يكون تقدير الكبار للكبار، حتى تتناغم الرؤى، وتتوحد الآراء وتلتقي، على معنى، يحمل كل صفات الإباء والإقدام، هناك جريمة كبيرة ارتكبها الأعداء في حق شهدائنا الأبرار، تضاف إلى جرائمهم في حق وطنهم وأهليهم، وهذه جريمة بكل ما تعني الكلمة من كلمة، فالغدر منكر لا مسوغ له. نحن أمام نص لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يستخلص فيه الرؤى، بتأييد موقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فيما يعتزم الذهاب إليه، من رد العدوان، ومن تلقين الخائنين درساً لن ينسوه، وسيكون ذلك عبرة لغيرهم، وسيسجل ذلك في صفحات التاريخ، بمداد من نور. فقد قالها سموه قبل أيام، وكأنه يستقرئ الحدث كما في قصيدته (أسود الجزيرة) التي يتداول فيها حيثيات الأمور.. زادنا كثر الخطر عزم وعناد وكل مايزيد الخطر نرويه دم بمعنى، هنا روح البطولة والإقدام، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شاعر مسكون بعشق الصعاب والتحديات الجسام، والحدث الذي أدمى قلوبنا جميعاً، لامس وجدانه، فالشهداء أبناؤه، وهذا جعله يستشعر أهمية الموقف، وأهمية استكمال المرحلة التي فرضتها الظروف. فكما نعلم جميعاً، فإن نهج دولة الإمارات، هو السلم والعدل، ومد يد العون، والمسارعة في نجدة كل من يستحق العون. وكل ذي عقل يدرك، أنه لولا وجود أبنائنا هناك، لوصل الخطر إلى دورنا، فوجودنا هناك، كان في المقام الأول لنصرة الحق. ورداً على تلك الخيانة الكبيرة التي استشهد جراءها عدد من خيرة أبناء هذا الوطن الغالي، فلابد للمتسبب فيها كما يقول سموه، أن ينال جزاءه، وأن يرد له الصاع صاعين، وذلك لفداحة ما ارتكب من جرم، وعلى خلفية مكر وخيانة، وقد غاب عن بال هؤلاء الماكرين، أن وراء هؤلاء الشهداء البواسل، أسود لا ترتضي الظلم، ولا المساس بأمن الوطن، ولا تطيق المساس بأشبالها.. كما في البيت: ومن جرح سبع الفلا يتحمله والأسد إذا انجرح صار امخطور ولا ننسى، أن سموه رجل دولة، وصاحب حنكة سياسية، ونظرة فاحصة لما يدور من أحداث في هذا العالم، وهو بكل تأكيد قارئ للتاريخ، ولذلك هو يفهم أن هناك أطماعاً تاريخية، مبيتة، وهذه الأطماع غذتها الضغائن والشعوبية الماكرة، التي مازالت تعيث في المنطقة فساداً، وتأمل بأن يعود لها مجدها الذي كان، والذي بالطبع لن يعود، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات كسرى فلا كسرى بعده، بمعنى أن دولة فارس، لن تقوم لها قائمة بعد سقوطها التاريخي. ومن منطلق إيماننا الراسخ بصلاح وصلابة موقفنا في ما يدور، كما يشير سموه في قصيدته، فإنه يؤكد على أن دماء الشهداء، وتضحياتهم، هي بمثابة نور وهداية إلى طريق الحق والخير، وإن دماءهم الزكية، ستظل تشعل فينا الولاء، وفي من يأتي من بعدنا، فهنيئاً لشهدائنا الرفعة والعزة والشموخ. محمود نور فيض لا ينضب أصبح مجلس التعاون الخليجي أسرة واحدة، ونحن نتقاسم مع إخوتنا الخليجيين، ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات، وما يمس أي دولة، من دول المجلس، فهو بالضرورة يمس الخليج بأكمله. ومادام أن دول الخليج كتلة واحدة، فمن الواجب علينا أن نلبي دعاء العون من عميدة الخليج العربي، المملكة العربية السعودية، وذلك لدحر العدوان، وأصحاب النوايا البائسة التي تحاول أن تزعزع أمن السعودية، وبذلك تكون قد زعزعت أمن الخليج برمته. ومادام أصبحنا جميعاً في خندق واحد، فما يحصل في ذلك الخندق يحصل للجميع، نحن الآن نتصدى لشرذمة الحوثيين وأتباعهم ورئيس مخلوع مكروه وغير مرغوب فيه. لذلك يجب علينا في الخليج العربي أن نكون يداً واحدة ونتصدى لهذه الشرذمة، ولهذا الرئيس المخلوع الذي يحاول دس السم في العسل، ويحاول زعزعة أمن الخليج، كما زعزع أمن بلده حين كان رئيساً، فأوصل هذا البلد الشقيق إلى الهاوية. وفي هذا الموقف، وبعد استشهاد كوكبة من جنود الإمارات الأوفياء، بشكل خاص، واستشهاد جنود آخرين أيضاً من دول الخليج العربي بشكل عام، لابد للكلمة أن تأخذ دورها، وخصوصاً إن جاءت هذه الكلمة الشعرية من أحد القادة العرب، والمعروف عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه فيض لا ينضب، أحياناً ينساب كالزلال وكالشهد الصافي، ولكن في أحيان أخرى يكون حمماً وناراً، وقصيدة سموه تنوب عن كل العرب المؤمنين بالحق. فالقصيدة معبرة، وتشد الأزر، وتدفع، ليس حكامنا فقط، بل كل من يعيش على هذه الأرض إلى الفداء. نحن تربينا تحت راية المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، فلن نكون إلّا كما أرادا، عرباً، كراماً، أشاوس، ونكون حضناً آمناً لمحب، وجحيماً لعدو.. فالذي لا نقبله على أنفسنا، لن نقبله على جارنا. فريد المنزله مرحبا بك يا فريد المنزله يا محرك في ضمائرنا الشعور الرساله منك من له مرسلَه أوصلته وخلّت فؤاده يفور فورة المقدام راعي الأوله له طموحات الفخر لي ما تبور ذاك بوخالد ومن هو يجهله عاش أعمى ولا بصر في يوم نور له خصال وبه طباع امنفلّه قايد وملهم بتصريف الأمور كل ما قاله مصمم يعمله بالتمام وبالوفا ما به قصور ثارنا مهما حدث ما نزهله من عدانا ناخذه غصبٍ وزور والنصر انته وبوخالد هله الثنينه يشهد المولى صقور راشد شرار الشعر يستنهض الهمم يعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدته الجديدة كلنا جنود الوطن عن أحاسيسنا وما يدور في صدورنا ووجداننا جميعاً تجاه استشهاد جنود الإمارات الأبرار في اليمن، حيث يتطلب الأمر الحسم والحزم وإثارة الهمم، والرد على كل غادر، وكل من يستهدف أمن الإمارات والأمة العربية بسوء، وهي معانٍ تتناثر مكثفة بين أبيات القصيدة. في قصيدة سموه تنثال الصور الخلابة والسريعة والمؤثرة من خلال بداية قوية يخاطب فيها أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالقول: الخلاصة يا زعيم المرجله/ أن كل الشعب في أمرك يثور، فالشعب يثق في حكمة قيادته وقدرتها على حمايته ويتحرك نتيجة لهذه الثقة، وهي التي تدفع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليستمر على نغمة الحماس ذاتها، ويتابع ولي بديته يا محمد كمله/ وكلنا وياك يا صقر الصقور، هي كلمات تمتلئ بالتحفيز، فالشعب بأمر قائده صقر الصقور، زعيم المرجله. هذه البداية القوية، بمثابة الباب الذي نلج من خلاله إلى فضاءات القصيدة، فصقر الصقور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيُعلِّم الخائن كيف أن الغدر يرتد إليه وإلى أصحابه، فمهما تحصنوا، أو اختبأوا سيستطيع الصقر، بما عُرف عنه من جرأة وقدرة على الاقتحام، أن يدك هذا الحصن، والذي سيتحول على يد القائد وأبناء الإمارات الأشاوس إلى جحر، لا يتسع إلّا للغادرين، الذين يصفهم سموه بالزواحف، هي الصور الشعرية المتلاحقة التي تشد الانتباه، وتستخدم جماليات القصيدة عبر التشبيه والمعاني المضمرة التي تُمتع العقل والذائقة معاً. ينتقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعد ذلك، لكي يعطف على مفهوم الشهادة، فإذا كانت الأبيات السابقة حماسية تتوعد كل من يقترب بشر من الوطن، فإن الشهادة تمنحنا الأمل، الشهادة مفردة شفيفة نورانية، فاستشهاد جنودنا البواسل يجعل الدولة بأكملها تتطلع إلى الغد، بما يحمله من نصر مؤزر، هي مخيلة الشاعر المتمكن والمدرك لأدوار الشعر في مثل هذه الحالات، القارئ للتاريخ، العارف بما على الشاعر الحاكم أن يقول دولتك باللي استوى متميله/ والشهادة نور ساطع فوق نور. ويتابع سموه بعد ذلك الطابع الحماسي في ما يشبه الملحمة ليؤكد مرة أخرى على قوة الإمارات: القيادة والشعب والقوات المسلحة، يقول سموه ومن جرح سبع الفلا يتحمله/ والأسد إذا انجرح صار امخطور، الشهامة في شعبنا متأصله /ديرة الشجعان وافين الشبور. ويعرج سموه بعد ذلك ليكمل الطابع الملحمي للقصيدة بالعودة إلى الماضي ودروسه، والتي تمثل في النهاية نبراساً للجميع فيعود إلى اليمن قبل الإسلام، ذلك البلد الذي وقع تحت حكم الفرس، هي الرموز والإسقاطات التاريخية التي تكسب الشعر زخماً مضاعفاً، يقول: ومن تبع كسرى وأمسى من هله/ بينه وبين العرب بنحط سور، وومن زمان ترى نعرف المسأله/ ولي نشوفه اليوم من ذيك البذور، وسموه هنا يتجول بحرفية لافتة بين الماضي والحاضر وينوب عن العرب أجمعهم في التعبير عن مشاعرهم تجاه التدخل الأجنبي، الفارسي، في اليمن. تلك المشاعر الضاربة في الأعماق هي التي تنسج القصيدة عليها لاحقاً، حيث يستوحي الشعر قوته من تلك الأحاسيس ويؤسس صوره ومعانيه ومفرداته عليها، ليحذر الشاعر كل من يجهل قدرنا نتيجة لغرور خاطئ يعمي بصيرته: الحذر يا من قدرنا تجهله/ عن فعايلنا لا يعميك الغرور، هذا التحذير يعقبه تبشير المواطن الإماراتي والعربي بالأخذ بالثأر:دم من ضحى ترى ما نهمله/ ماخذين الثار لو طبعك حذور، ثم تتابع القصيدة تبشيرها بقرب النصر وتحرير الأرض ساعة التحرير ما هي مطوله/ وكلها أيام وتجيك الأمور، ولكي يتأكد النصر علينا جميعاً أن نحارب بعزم، ليعود سموه مرة أخرى إلى الشعب الذي يقف خلف القائد وعلى استعداد أن يضحي بالغالي والنفيس في سبيل العزة والكرامة، وكما بدأت القصيدة بخطاب إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تنتهي كذلك ببشرى يزفها الشاعر إليه: والنصر بعزومنا بنحصله/ ويا محمد أبشر بيوم السرور. القصيدة ملحمية بكل ما تحمله الكلمة من فضاءات، تغزل على الحدث لتؤسس لعناصر شعرية تحكي قصة وطن في لحظة مفصلية من تاريخه، لحظة يحكي فيها الشعر ما يحدث، يتجول بين الحاضر، ويعود إلى الماضي، ويستنهض الهمم، يؤمن بأن الشهادة هي الأمل، والأهم من ذلك، فكما بدأت القصيدة قوية محفزة تنتهي مبشرة بالنصر الذي يؤمن به شعب وقادة الإمارات، وكأنه حقيقة واقعة، كل ما على الشاعر الحاكم القائد الواثق في أمته وفي رجاله البواسل أن يستحضره وكأنه واقع معاش. محمد إسماعيل زاهر
مشاركة :