حذرت العالمة العراقية إقبال لطيف جابر ، خبيرة التلوث البيئي ومدير مشروع حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي ، من انتشار التلوث الإشعاعي في التربة عند هطول الأمطار . وقالت إقبال : ” نظراً للتغير الحاصل في المناخ السائد في العراق بعد الحروب التي فرضت عليه نتيجة لاستخدام الدول المعادية الاسلحة المحرمة دوليا عليه وعلى مدى أربعة عقود مضت الأمر الذي تسبب بكارثة بئية شملت كل عناصرها من الإنسان والحيوان والماء والهواء والتربة كما ان المخلفات الحربية للجيش العراقي السابق والتي تلوثت بقذائف اليورانيوم المستنفذ في حروب 1991 و2003 ساهمت في تلوث التربة بشكل كبير , إذ أن هذه النويدات المشعة للقذائف ذات الرؤوس الحربية اخترقت التربة وامتزجت بين حبيباتها مما شكل خطورة اكبر على البيئة وذلك لأن اشتداد وسرعة الرياح تسبب إنجراف ريحي فتتنتشر تلك النويدات في الهواء وتترسب على أوراق النبات وعلى سطح مياه الأنهر والبحيرات كما أن هطول الأمطار ممكن أن يسبب انجراف مائي للتربة أي انجراف للنويدات المشعة على سطحها . وأضافت : ” تنجرف تلك النويدات إلى المياه السطحية والمياه الجوفية وكلا الحالتين ستصل تلك النويدات المشعة إلى السلسلة الغذائية للإنسان مما تسبب له أمراضا سرطانية , فعلى الرغم من أن مناخ العراق الشتوي كان قبل الحروب بارداً ويأتي بموعده في الأشهر نوفمبر وديسمبر ويناير إلا أنه تغيير بفعل النشاط الاشعاعي للأسلحة المحرمة المستخدمة والغير مستخدمه من العتاد في المقرات الأمريكية فصار شتاء البلد معتدلا وتأخر عن موعده . وتابعت : ” كما تميز طقس العراق لايام الاسبوع الجاري بهطول امطار كانت غزيرة في معظم الاحيان كما تسببت في قطع الطرق وغرق احياء سكنية الامر الذي اجبر الحكومة الى تعطيل الدوام الرسمي في مدارس خمس محافظات عراقية في شرقها ديالى ووسطها بابل وواسط والنجف والديوانية والمثنى مما يدل على عدم جهوزية الحكومة العراقية في مواجهة ودرء مخاطر الفيضانات والتي ربما تكون لها اثار سلبية مستقبلية على البيئة في تقدم مراحل تدهورها لما تعانيه البيئة من تلوث في كافة عناصرها ومنها التربة . واستطردت : ” التي تشبعت بملايين النويدات المشعه من اسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها امريكا وبريطانيا في حربها على العراق ، ولاسيما في المناطق التي تعرضت الى غزارة الامطار وحدوث الفيضانات ففي محافظة واسط تعرض قضاء النعمانية الى الفيضانات نتيجة هطول كميات كبيرة من الامطار ما أدى إلى غرق أحياء سكنية والقضاء الذي ألقت القوات الأمريكية قذائف اليورانيوم المنضب فيه على مقر قيادة الحرس الجمهوري حتى اصبحت هياكل ملوثة بالنويدات اليورانيوم المستنفذ والذي بدوره ازدادت ضحاياها من التشوهات الخلقية بشكل كبير كما أن قضاء الزبيدية تعرض جسره أيضاً إلى ضربة جوية أمريكية في عام 2003 ولم تقم أي جهة حكومية بإصلاحه منذ سبعة عشره عاما إلى قبل أشهر مضت ويعاني السكان بقرب الجسر من ازدياد حالات التشوهات الخلقية بشكل مخيف وكذلك الأمراض السرطانية . كما سببت غزارة الأمطار في محافظة بابل إلى حدوث الفيضانات التي تسببت هي الأخرى بتعطيل الدوام لقطع الطرق ويعاني سكان محافظة بابل من تلوث مياه الأنهر والجداول وانتشار لحالات التشوهات الخلقية ونادرة ومرض السكري بالأطفال والفشل الكلوي ذلك لأن أسلحة مرمة أخرى تعرضت لها المحافظة حين القت القوات الامريكية اسلحة محرمة ذات رؤوس حربية نووية على الدفاعات الجوية المضادات للطيران المعادي الامر الذي دفع باحد شباب المنطقة للصعود الى سطح الدار ومشاهدة القصف الامريكي الوحشي على معسكر المحاويل فدمعت عيناه وذابت كلتيهما وفقد بصره ناهيك عن انصهار المعدات الحربية للجيش العراقي السابق واليات زراعية في المنطقة وهذه المخلفات الحربية لازالت في التربة وعند حدوث مثل هكذا امطار سيشهد العراق كارثة بيئية جديدة وصعبه للغاية في ظل التجاهل الحكومي في معالجة المخلفات الحربية . ودعت إقبال حكومة الكاظمي بتشكيل غرفة لجنة وزارية برفع المخلفات الحربية ومطالبة المجتمع الدولي في مساعدة العراق بتطهير تربته الملوثه ومعاقبة الجناة من بوش وبلير امام المحاكم العراقية لتسببهم بكارثة احتلال العراق وتداعياته الخطيرة على البيئة و الصحة العامة وازالة الملوثات الكمياوية والاشعاعية من سطع التربة العراقية وعلى نفقتهم الخاصة ودفع التعويضات المادية والمعنوية لضحايا اسلحة اليورانيوم المنضب .
مشاركة :