أمهات وأخوات الشهداء: أرواح فلذات أكبادنا غالية .. لكن الوطن أغلى

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت نساء رأس الخيمة اللواتي قدمن 12 شهيداً، أن أبناءهن وإخوانهن كلهم فداء للوطن، وسيكمل أبناؤهن من بعدهم المسيرة بالذود عن الحق وتلبية النداء، مهما كانت الخسائر، فالأرواح غالية وخاصة فلذات الكبد، إلّا أن الوطن أغلى، وما يقدمونه من ثبات على الحق وتضحيات هو واجب وطني يحتم على الجميع التمسك به. وأوضحت أمهات وأخوات الشهداء ل الخليج أنهن فخورات باستشهاد أبنائهن، الذين سطروا الأمجاد على أرض اليمن، تحقيقاً لأمن الوطن العربي أجمع، مستبشرات بالنصر القادم، على أرض اليمن السعيد، مؤكدات أن أبناءهن الذين تربوا على حب الوطن وتلبية النداء استشهدوا في سبيل أمن الوطن واستقراره. أم سيف، قريبة الشهيد علي حسن الشحي مواليد 1975 تقول: كان دائماً ما يحرص على الصلاة ويحث الشباب عليها، ويؤم المصلين في المسجد حين يغيب الإمام، وهو إمام الكتيبة، ووصلتنا مكالمات من أصدقائه بأنه أمّ الجنود لصلاة الفجر التي يحث الجنود عليها دائماً، وأنه قال بعد أن أدى الصلاة إننا شهداء بإذن الله ومن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله. وتضيف أم سيف، شقيقة زوجة الشهيد، أنه عُرف عن شخصيته الخلق والطيبة والبر بوالديه، وبكاه أبوه بكاء مريراً حين علم باستشهاده، وهو الثاني بين أشقائه الأربعة، ولديه 4 أبناء، ابنته الكبرى تدعى ميثاء 10 سنوات، وحسن 8، وعبد الله 4، وأصغر أبنائه شما عمرها سنتان. وقالت أم سيف إن الشهيد انتهى مؤخراً من بناء منزل العمر بدعم من برنامج الشيخ زايد للإسكان، ووعد زوجته بتأثيثه حينما يرجع من مهمة عاصفة الحزم إلّا أن الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن وحماية أمنه كانت أسبق، وبإذن الله تعالى سيرقد بقصر في الجنة. طيبته تسبق كلمته فاطمة سعيد الحبسي، شقيقة الشهيد راشد سعيد الحبسي، 28 عاماً، تقول: عزاؤنا الوحيد بفقيدنا بأنه رحل شهيداً من دنيانا، شقيقي الخامس في ترتيب إخوتي السبعة، ولديه 3 أبناء، ولد وابنتان، أكبرهم عمره 4سنوات وأصغرهم طفلة عمرها سنتان ونصف السنة، وكانت آخر مكالمة اتصل فيها يوم الخميس الماضي، ووصلتنا أخبار بأنه جريح، ثم أكد لنا أصدقاؤه بأنه استشهد وكنا على يقين بأنه مازال على قيد الحياة، إلّا حين تأكدنا من استشهاده. وأضافت شقيقة الشهيد: أخي كان ملتزماً بصلاته، وطيبته تسبق كلمته، ويحرص على بر والدته، منذ أن كان صغيراً ووالدنا توفي منذ سنوات عديدة. فاطمة الخاطري، قريبة الشهيدين راشد محمد مطر المسافري من منطقة سهيلة، ومحمد سعيد حسن الخاطري من منطقة الدقداقة، تقول: فقدت الأسرة اثنين من رجالها الأبطال، الأول بالثلاثين من عمره لديه طفل واحد، والثاني بالأربعين من عمره ولديه 3 بنات وولد، وكلاهما ملتزم بالصلاة، ومعروف عنهما الطيبة والنخوة، ونحسبهما عند الله تعالى من الشهداء الأبرار. إخوتي كلهم مستعدون وقالت روية سعيد، أخت الشهيد عبيد سعيد راشد المزروعي من منطقة العيص القريبة من جنوب رأس الخيمة، إن مصابنا جلل بفقدان الشهيد إلا أن عزاءنا الوحيد أنه شهيد بإذن الله، إلّا أن الفراق صعب، بالذات عبيد الذي لا تفارق الابتسامة شفتيه، وإخوتي أكثر من 35 أخاً، من 3 أمهات، وجميعهم مستعد للشهادة. وتضيف كان الشهيد المزروعي، يختلف عن جميع إخوته، لديه 6 أطفال أكبرهم عمره 13 ربيعاً، وأصغر طفل عمره شهران، لم تتحمل والدته سماع خبر استشهاده، ووالده متصبر ولا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل، وسيظل استشهاد بواسلنا مفخرة لنا طوال الدهر. فخر العضيد وبكل فخر ورباطة جأش قالت آمنة 43 عاماً، شقيقة الشهيد أحمد محمد علي بن يديد الشحي من منطقة الجير، كلنا فداء للوطن، وأخي الشهيد رفع رأسنا عالياً، كان هو الداعم الأساسي للأسرة بعد أن فقدنا آبانا ونحن صغار، كان عمره رحمه الله 3 سنوات، حينما توفي والدي، وكبر واشتد عوده على مسؤولية أسرة كاملة تتكون من 6 أفراد، لم يبخل علينا يوماً، وكنا نعتمد عليه في كل شيء تقريباً، فقدنا اليوم عضيدنا إلا أن عزاءنا أنه رحل شهيداً. وتضيف: كان باراً بوالدته، يتواصل معها يومياً، رغم أنه انتقل مؤخراً إلى منطقة الظيت الجنوبي، إلا أن ذلك لم يمنعه من التواصل اليومي مع الوالدة، وكان يستعد للانتقال إلى منزله الجديد، إلّا أن الأقدار شاءت أن تكون نهايته شهيداً، حياً يرزق عند ربه، وسيشفع لنا يوم القيامة بإذن الله. أم بدر شقيقة الشهيد أحمد محمد علي الصغرى، تقول: أخي عاش يتيماً، ومات شهيداً، فقدنا والدنا منذ أن كنا صغاراً، وفخرنا بأن أبناءه ولدان وبنت أكبرهم بنت عمرها 7 سنوات وعبد الله 5 سنوات وذياب 4 سنوات سنربيهم على عزة الوطن وتلبية النداء، كما كان والدهم مقداماً شجاعاً لا يتردد بتلبية النداء، وهو الثالث في ترتيب الإخوة والأخوات، بعد اختين، والأول من الإخوة الذكور، ونعتبره والدنا وسندنا بالدنيا، ونحتسبه بإذن الله شهيداً وشفيعاً لنا يوم القيامة. وقالت هدى صالح شقيقة الشهيد عادل صالح عبد الله شلنك الشحي: شقيقنا الأصغر من مواليد 13 ديسمبر/ كانون الأول عام 1981 رفع رأسنا واستشهد في سبيل حماية أمننا، وأمن الدول العربية أجمع، ترتيبه الثامن بين أشقائه العشرة، وبعده أختان، كان رحمه الله حنوناً، يحب الأطفال ويأنس لوجودهم، له ابنة اسمها ‪‬فاطمة‪‬ ذات السنة و8 شهور، ومن فرط حبه للأطفال ربى ولد أخيه فهد وعمره حالياً 13 عاماً، في كل مرة هو الوحيد الذي يحرص على تقديم الهدايا لأبناء إخوته ويحرص على ترفيه العائلة بتنظيم الرحلات. مواكب العزاء ترثي الشهداء في رأس الخيمة، إمارة الشهداء التي قدمت 14 شهيداً على أرض اليمن، أغلقت المحال التجارية والمقاهي ليلة سماع خبر الشهداء، وتأجلت معارض تجارية نسائية حداداً لفقدان أبنائها الشهداء، ووقفت الأمهات والنساء وقفة رجل واحد يؤازرن أمهات الشهداء ويشددن من أزرهن لإحساسهن بأن مصابهن جلل لكنهن على ثقة بمنزلة الشهادة العظيمة، والامارة تشرفت بقائمة الشهداء الذين قدمتهم في سبيل نصرة الحق والشرعية. ثبات أمهات شهداء الوطن، ضرب مثالاً لصورة حقيقية للأم الاماراتية الصابرة المحتسبة أجرها عند الله تعالى، فهي التي أرضعت أبناءها حب الوطن والذود عنه، وهي التي كانت تدفع أبناءها وتستنهض الهمم من أجل رفعته وعزته، ووطنا العربي غال، ولابد من التضحية من أجله. وأمس نظمت كوكبة من الشخصيات النسائية، ترافقهن الخليج موكب عزاء من منطقة رأس الخيمة التعليمية ممثلة بمجلس أولياء الأمور، ومن المنطقة الطبية ومن مفوضية مرشدات رأس الخيمة، برئاسة مريم الشحي رئيسة مفوضية المرشدات في رأس الخيمة، لزيارة منازل الشهداء ومواساة أمهاتهم وشقيقاتهم والشد من أزرهن. أقل واجب وأكدت مريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، أنه أقل واجب نقدمه بأن نفخر بأمهات الشهداء ونرفع من معنوياتهن لأنهن من قدم فلذات اكبادهن في سبيل أمن الوطن وعزته، وامارتنا تفخر بأنها من الماضي التليد تقدم أبناءها شهداء لتلبية النداء وليسطروا للتاريخ أمجاداً توثق بأحرف من نور. وأكدت جميلة سعيد، شقيقة الشهيد محمد الخاطري، أن شقيقها لديه عذر طبي وأمر إعفاء من الذهاب للمعارك، إلا أنه أصر على المشاركة وطلب إلغاء الاعفاء، طالباً الشهادة، وأصر على المشاركة وودع أهله وخلانه قبل السفر بيوم. وتقول ليلى شقيقة الشهيد محمد الخاطري الصغرى: كان عضدي بالحياة. أما مريم شقيقة الشهيد علي حسين البلوشي 29 عاماً، من منطقة الظيت الجنوبي، تقول كلنا فداء للوطن، صحيح أخي رحل عنا وتركنا، إلّا أن استشهاده هو أكبر فخر، رغم صعوبة الفراق، فهو عضيدي منذ أن خرجت إلى الدنيا، وسبقني قبلها بعام واحد، كما فقدنا والدنا ونحن في سن صغيرة في عام 2001 إلّا أن ذلك لن يزيدنا إلّا ثباتاً وقوة، وكلنا فداء للوطن. تهيئة الأبناء أم سعيد زوجة الشهيد محمد الخاطري تقول: اجتمع في آخر يوم مع أبنائه (ولد و3 بنات)، أكبرهم سعيد في الصف الأول الثانوي حالياً، وأصغرهم فاطمة في الصف الثالث الابتدائي، وشرح لهم كيف أنه سيعود شهيداً ملفوفاً بعلم الإمارات، وأوصاهم ألا يبكوه، فهو ذاهب إلى الشهادة، وأغلق جميع حساباته، وسدد كل ما عليه. تضيف: في آخر يوم كان يتواصل معي على الواتسب واتصل فجراً وأوصى بوالديه وبعياله، وكان قبل شهر رمضان، عائداً من البحرين، التي بقي فيها 6 أشهر، ولكن في اليمن كان يحس بأنه لن يرجع، وسيستشهد على أرض المعركة. موزة شقيقة الشهيد عبيد سعيد خليفة الشامسي، تقول: تزوج أخي قبل سنتين تقريباً، ولم ينجب بعد، وترتيب أخي الثاني بعد أختي البكر، وهو أكبر الأولاد، مواليد 1983، وكنا دائما نتواصل في مجموعة العائلة على الواتسب وسبق أن ذهب لمهام في باكستان والبحرين، ولم يسبق له أن طلب السماح من أمه في تلك المهام، إلا قبل الحادثة بيوم واحد وكأنه يشعر بنهايته المشرفة. مكالمة الوصية تقول شقيقة الشهيد عادل الشحي، منيرة، 43 عاماً، أخي الشهيد هو الوحيد الذي أصر على الاستقرار في منزل والده رغم أنه متزوج، وآخر مكالمة بينه وبين زوجته كانت حين الحدث مباشرة، إذ أوصى زوجته بأخواته وبابنته ووالده، وكان حريصاً على التأكد من تسديد ديونه، وحين أكدت له زوجته أنها دفعت ما على ذمته ارتاح، وبعدها انقطع الاتصال. وصية بناء مسجد الشيخة علياء خالد القاسمي أم سلطان، تقول: شرفنا الشطي سعيد عبد الله الصياد باستشهاده، وكان أخي الشيخ جمال خالد القاسمي، قد تولى تربيته مع عدد من الأبناء، منذ أن كان عمره شهرين وكان مثالاً للرجولة والنخوة، ودائم التواصل معنا، ويعتبرني كوالدته، ويحرص منذ أن التحق بعمله بالقوات المسلحة على أن يجمع أبناء الأسرة الصغار ويذهب بهم للسوق لشراء ما يعجبهم بشكل أسبوعي، وحين ننصحه بادخار أمواله للزواج، يقول بأنهم صغار ويريد إدخال الفرحة في قلوبهم. وتضيف أم سلطان ولوعة الفراق تعتصر قلبها: أوصى الشهيد الشطي ابني صقر بأن يبيع سيارته، ويسحب المبلغ الذي ادخره في البنك لبناء مسجد على حسابه، وهو على حدود اليمن، قبل أن يدخلها، وكأنه يشعر بنهايته رحمه الله، وكان لا يفارق المسجد، للصلوات الخمس، ونحسبه باذن الله شهيداً. يفخر بشهادته والدة الشهيد يوسف عبد الله عيسى، تقول: هو خامس أبنائي العشرة، واتصل بي قبل استشهاده بأيام، يودعني ويطلب السماح مني، وألم فراقه صعب، ولا يجبر خاطرنا غير أنه استشهد، وحي عند ربه. تقول سها شقيقة الشهيد يوسف: كان يحس بأن أجله سينتهي بالشهادة وودع زملاءه وهو يفتخر بأنه سيموت شهيداً وهي نهاية مشرفة لا أحد ينالها إلا وقد خصه الله تعالى بها.

مشاركة :