لندن - أفاد علماء في بريطانيا ان تقنية فحص جديدة تسمى "بروستوغرام" بامكانها الكشف عن 40 ألف حالة سرطان البروستات كل سنة، وهو ما يفتح الباب امام هزيمة مرض يخيف الرجال ويصيبهم بالهلع بمجرد السماع عنه. ولا تزال أسباب الإصابة بسرطان البروستات غير معروفة حتى الآن، ولكن تزيد مخاطر الإصابة به مع وجود عدة عوامل أهمها التقدم في العمر والسمنة، بالإضافة إلى التاريخ المرضي في العائلة. وعادة لا تظهر أعراض أو علامات الإصابة بسرطان البروستات في مراحله الأولى، في حين تطفو على السطح بعض الأعراض في مراحل متقدمة مثل: الشعور بمصاعب عند التبول، وظهور الدم في البول وفي المني الى جانب تورم القدمين والشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض وانتشار الآلام في العظام. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن سرطان البروستاتا، يعد ثاني أكثر السرطانات انتشارا بين الرجال بعد سرطان الرئة، على مستوى العالم، إذ يتم تشخيص 1.3 مليون حالة جديدة بالمرض سنويا، ويتوفى بالمرض أكثر من 300 ألف شخص كل عام. ويمكن ان تساهم تقنية الفحص المبكر "بروستوغرام" في منع تفاقم المرض وايجاد علاج مبكر وبسيط له لانه يكون في مراحله الأولى. ويعتمد الفحص غير الجراحي لمدة 15 دقيقة على التصوير بالرنين المغناطيسي والذي يستخدم مجالات مغناطيسية قوية وموجات الراديو لإنتاج صور مفصلة لداخل الجسم تتعقب الأورام الخبيثة. وتشبه التقنية الثورية الجديدة فحوصات مخصصة للكشف عن سرطان الثدي. وسيناسب الفحص الجديد الرجال الذين يترددون في اجراء اختبارات سرطان البروستات الحالية او التقليدية. وأعتبر الباحثون أن اختبارهم الجديد يمكن أن يساعد الرجال على تجنب التشخيص الخاطئ لسرطان البروستاتا. وافادوا أن الكشف عن سرطان البروستاتا يمر بمراحل من اشهرها فحص اختبار مستضد البروستاتا PSA وعند اكتشاف مستوى عال من هذا المستضد في الدم، يخضع المريض لخزعة نسيجية لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتا، وهي عملية مؤلمة وتعرضه لخطر كبير مثل حدوث نزيف او الاصابة بالتهابات حادة. ورغم الآثار الجانبية لخزعة البروستاتا، أشار الاطباء إلى أن غالبية المرضى الذين يعانون من مستويات مرتفعة من مستضد البروستاتا لا يعانون من السرطان، وبالتالي يتعرضون إلى إجراء خزعات غير ضرورية. وخلافا للفحوصات التقليدية تساهم تقنية "بروستوغرام" في الكشف عن السرطان من عدمه بدقة كبيرة وبسهولة وسرعة مما يجنب المريض مشاعر القلق والتوتر والانتظار. واعتبر الفريق البحثي المكتشف للتقنية الجديدة بأنها "ستغير قواعد اللعبة" وتجعل الفحص الجماعي "الحيوي" للرجال أقرب خطوة اليهم واسهلها. وينصح الأطباء في دراسات عديدة الرجال الذين تجاوزوا الخمسين عاما بإجراء فحوصات دورية لسرطان البروستات، حيث تزيد فرص الشفاء والنجاة مع التشخيص المبكر للمرض. وفي حالات متقدمة يضطر الاطباء الى القيام بجراحة استئصال البروستاتا للحفاظ على حياة المريض ومنع انتشار الورم في بقية جسده. وأفادت دراسة دولية سابقة بأن عقار "أبلوتاميد" أثبت فاعليته في علاج الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، وزاد من معدل بقاء المرضى على قيد الحياة. ولاختبار فاعلية "أبلوتاميد"، وتقييم سلامته، تم إجراء تجربة سريرية شارك فيها أكثر من 1000 مريض بسرطان البروستاتا في 230 مؤسسة في جميع أنحاء العالم. وأظهرت التجربة تحسنًا كبيرًا في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام لدى مرضى سرطان البروستاتا. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تلقوا العلاج بالعقار شهدوا تحسنا كبيرا في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام، مع انخفاض بنسبة 33 في خطر الوفاة بالمرض.
مشاركة :