(إن من البيان لسحرا) قالها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.قالها عن جميل وبديع الكلام، ومن ذلك الشعر؛ وذلك لما يحمله من عناصر إبداعية جميلة؛ ومن ذلك أيضًا النثر، حيث حمل بين أحرفه بيانا ذا سحر يجذب النفوس وترق له القلوب؛ فتنوعت توجهاته الفكرية؛ وتعددت أجناسه الأدبية.ومن ضمنها "المقالات" التي ولد من رحمها "الومضات" في برامج التواصل الاجتماعي؛ وللومضات "التويترية والواتسآبية"؛ النصيب الأكبر في نشر ونقد المواضيع الاجتماعية، والنفسية، والدينية، والسياسية، والعلمية، والأدبية وكذلك العاطفية.ولعل الجوانب الاجتماعية والدينية لها الحظ الوافر من هذا النقد؛ حيث حملت بين طياتها حربا خفية محورها (مع، ضد)؛ بأدوات ساحرة وأخرى ساخرة تجذب لها العقول والقلوب لقناعها؛ ولو تمعنتم في نصوص أو مقاطع هذه الومضات لما وجدتم من ورائها فائدة في تطوير الذات الإنسانية واتساع أفقها في التفكير والنضج بنقد ما يسقط نواظرنا عليه. قد تخبرونني أن بعضها ساخر وهدفه الترفيه عن النفس؛ نعم هي ترفيه عن النفس البشرية بسلاح يستميل العقول نحوها على المدى البعيد؛ لزرع ثقافة الصراع بين أفراد المجتمع، من خلال ترويج أفكار متطرفة نحو الآخر من ذاك المجتمع؛ مستبعدة طبيعية الإنسان، وحرمانه من أبسط حقوقه، من خيال فلسفي ذا فن أدبي بحجة منافاته للدين أو للعرف المجتمعي. وقد يكون بعضها هراء لا هو بالمضحك ولا هو ذا فائدة ولا يحمل عاطفة تحرك شعيرات المشاعر، وتطير بها نحو سماء الابداع؛ حروف كتبت لتقول بأن صاحبها موجود فقط.فعندما تمر أمام ناظري أحد تلك المهاترات ذات القناع الديني والعرف المجتمعي تتبادر إلى ذهني بعض الأسئلة: لماذا لا تنتج أناملنا فنونا أدبية أو تشكيلية أو علوما ذات فائدة تعمل على ترفيه وتطوير النفس البشرية، لتكون كما خلقها الله من أجله؛ نقية، عقلانية، وسطية بعيده عن تلك التطرفات، والنقد الذي لا ينتمي للنقد بصلة. أليس لحامل القلم دورا كبيرا في صلاح العقول والدفع بها نحو التفكُّر والتعقُّل والرقي، وليس بجرها بسحر الابداع وجمال البلاغة فيصيغ العقول نحوه؟أليس لحامل القلم دورا لفتح نقاش علمي وثقافي بمختلف أبواب العلم والثقافة العامة ليثري عقل المتلقي، أو ينشر ترفيها يدغدغ النفس دون المساس بأي من القضايا الإنسانية والتي نتج عنها تطرفا وثقافة تنكرية غريبة؟.وأخيرا ... أليس من يستغل التراث والموروث الجميل لخدمة توجهاته الباطلة، فيصدر أحكاما واتهامات نحو أشخاص قد يكونون بالخفاء لله أقرب للخطأ؟هذا وأترك لكم قلما وورقة لتحلقوا بها من خلال أسئلتي نحو السماء، وترون ما يجري من بعيد فتسردون من خلاله كل الأجوبة، لتهبط على أرض العدالة الذاتية؛ فتتمكن من الفصل بين ما يستحق القراءة وما لا يستحق؛ فتكون ذا عقل مبصر لكل سطر يخفي هدفا مسموما مراده تفكيك وتأخير المجتمع؛ وقلما مستنيرا هدفه نشر الإنسانية.
مشاركة :